الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 289 |  |  |
| | | from | 289 | | |
المستخلص
إنَّ الحمد لله نحمده ، ونستعينه ونستهديه، فقد كرم الله بني البشر على سائر خلقه أجمعين ، فقال سبحأنَّه: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ . ولقد اصطفى الله أمة العرب بأن جعل منهم خاتم الأنبياء والمرسلين ، محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن أنزل كتابه كما قال : ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ ولقد قامت منذ فجر الإسلام الكثير من العلوم ، وأهم هذه العلوم ؛ هي علوم القرآن ومنها : علوم القراءات القرآنية ، والتفسير والتجويد وغيرهم .
وقد نشأت علوم اللغة منذ فجر الإسلام في الأساس لخدمة علوم القرآن ؛ لتوجيه قراءاته وتفسيره ، فظهرت كتب كثيرة تهتم بهذا الفن من ذلك : معاني القرآن للفراء ، ومعاني القرآن للنحاس ، والتبيان للعكبري ...
ومن هنا كانت أهمية هذه الدراسة التي جمعت بين علمين من أشرف العلوم ؛ وهما علم القراءات القرآنية وعلوم اللغة العربية .
أسباب اختيار الموضوع :
1_ الطبري عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين ، فالبحث إذا دراسة متقدمة حول نحو المدرسة الكوفية وقرب زمن الطبري من زمن أهم أعلام النحو الكوفي كالكسائيّ والفرَّاء وثعلب .
2_ دراسة منهجية الطبري في ترجيح قراءة على الأخرى ورفضه أو رده لبعض القراءات الواردة .
3_ محاولة تقصي التراكيب القرآنية متعددة المعاني ، وتحليل أسباب قدرتها على هذا التحمل ومدى
تأثير هذه الظاهرة في التدليل على إعجاز النص القرآني .
4_ تُعنى هذه الدراسة بمستويين من المستويات اللغوية ، وهما مستوى الأبنية والتي يختص بدراستها علم الصرف ، ومستوى التراكيب والتي يختص بدراسته علم النحو . و النحو في المفهوم الحديث يشمل الفرعين معًا (الصرف والنظم) ولكلّ منهما وظيفته في الدلالة . والعلاقة بينهما علاقة تكامل ؛ فعلم الصرف قسيم علم النحو ، وكلاهما يخدم الآخر ، فإذا كان علم الصرف يدرس أحوال الكلمة وهي ثابتة ، فإنَّ النحو يدرسها وهي متنقلة في التركيب إعرابًا وبناءً.
5_ تحاول هذه الدراسة الوقوف على مدى استفادة الطبري واعتماده على الأصول النحوية في توجيه القراءات القرآنية ؛ ليسهل تفسيرها وفهمها .
لقد أخذت المسائل في علم القراءات اهتمامًا بالغًا عند النحاة منذ نشأة النحو، فالنُّحاة أمثال: أبي عمرو البصري الذين نشأ النحو على أيديهم كانوا قرَّاء . وظهرت القراءات ظهورًا بينًا في ظل الدراسة النحوية وجرى في ركبها النحاة، يؤيدونها و يعارضونها . وظهرت كتب نحوية مستقلة تدور حول القراءات وحدها معللة موجهة، مؤيدة موضحة. فكل قاعدة مستحدثة في أي علم من علوم اللغة العربية، إذا خالفت القرآن الكريم كانت مخالفتها نقضًا لها، ولا تكون أبدًا نقدًا لما استعمله القرآن الكريم.
والقراءات مجال رحب للاستشهاد بها على القواعد النحوية و الصرفية، بل على تأصيلها، وذلك لأنَّ القراءات سندها الرواية، وهي من أجل هذا أقوى في مجال الاستشهاد من الشعر وغيره ؛ لأنَّ شعار الرواة فيها الدِّقة والضبط والإتقان، ومن ثمَّ كانت مصدرًا لتقعيد القواعد، وبناء الأساليب، وتصحيح الكلام.. واتخاذ القراءات مصدرًا للاستشهاد يثري اللغة، ويزيد من رصيدها، ويجعلها غنية بأساليبها على الدوام، فلا تمدُّ يدها إلى تعريب أو إلى دخيل .
الدراسات السابقة:
جاءت الدراسات السابقة بين رسالة علمية وبين مقالٍ نشر في مجلَّة:
فأما الرسائل العلمية فهي على النحو الآتي:
-القراءات القرآنية عند ابن جرير الطبري في ضوء اللغة والنحو كما وردت في كتاب جامع البيان في تأويل آي القرآن، رسالة دكتوراه للباحث ( أحمد خالد بابكر ) ، في كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، سنة ١٤٠٣ ه.
- الجهود النحوية في تفسير ابن جرير الطبري، رسالة ماجستير، للباحث ( أمان الدين محمد حتحات)، في كلية الآداب بجامعة حلب، سنة ١٩٨٣.
- النحو في تفسير ابن جرير الطبري، رسالة دكتوراه، للباحث ( عبد الرؤوف محمد أحمد عثمان )، في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالقاهرة، سنة ١٤٠٣ ه -١٩٨٣ م.
- الطبري النحوي من خلال تفسيره، رسالة دكتوراه، للباحث ( زكي فهمي أحمد شوقي الآلوسي )، في كلية الآداب بجامعة بغداد، سنة ١٩٨٤ م.
- الخلافات النحوية في تفسير الطبري وأثرها في المعنى، رسالة ماجستير، للباحث ( صالح بن إبراهيم الفراج ) ، في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، سنة ١٤٠٧ ه.
- الاتجاهات الصرفية والنحوية للطبري ( ت ٣١٠ ه) في تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرآن من خلال آرائه في القراءات وأصول النحو، رسالة دكتوراه، للباحث ( خليل عبد العال خليل )، في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، سنة ١٩٩٦ م.
- القراءات القرآنية في تفسير الطبري وأثرها في المعنى والإعراب والحكم، رسالة ماجستير، للباحث ( أحمد عيد مطر الدليمي )، في كلية القرآن بجامعة صدام للعلوم الإسلامية ببغداد، سنة ١٩٩٧ م.
- الشواهد النحوية من غير القرآن الكريم في تفسير الطبري ” جمعا ودراسةً” ، رسالة ماجستير، للباحث ( بندر حمدان الشمري ) ، في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، سنة ١٤١٩ ه.
_النحو الكوفي في تفسير الطبري، رسالة ماجستير، للباحث ( عدنان محمد أمين )، في كلية التربية للبنات بجامعة تكريت بالعراق، سنة 1998م.
- أقوال الفراء وموقف الطبري منها في تفسيره جمعًا ودراسةً وموازنةً، رسالة دكتوراه، للباحث ( عبدالله بن محمد بن أسعد الظلمي ) ، من كلية أصول الدين، من قسم القرآن وعلومه، بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية بالرياض، سنة ١٤٢٨ ه.
- تفسير الطبري.. دراسة لغوية، رسالة دكتوراه، للباحث ( عبد الصمد جبار توفيق ) .
- ظاهرة الحذف من خلال تفسير الطبري، رسالة ماجستير للباحث ( شمس الضحى مراكشي ) .
_النزعة الكوفية عند الطبري ، رسالة دكتوراة ، للباحث ( جمال رمضان حيمد حديجان ) ، في كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى ، سنة 1431ه_2010م.
وأما المقالات المنشورة في المجلاَّت العلمية فهي على النحو الاتي:
- النحو في تفسير الطبري، للباحث ( محمود محمد شبكه )، نشر في مجلَّة كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، العدد ١٠ ، سنة ١٤٠٠ ه -1980م.
- التفسير النحوي بين الطبري والفراء، للباحث ( أمان الدين محمد حتحات ) ، نشر في مجلَّة بحوث جامعة حلب، سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، العدد ٨، سنة ١٩٨٦ م.
- التعدُّد اللغوي واللهجي وبناء القاعدة النحوية والصرفية في تفسير الطبري، للباحث ( سعد محمد الكردي ) نشر في مجلَّة جامعة البعث، العدد ١٣ ، سنة ١٤١٤ ه-١٩٩٤ م.
- القراءات القرآنية وموقف الطبري منها، للباحث ( أمان الدين محمد حتحات ) ، نشر في مجلَّة منار الإسلام، العدد 1415ه _1995.
وبعد فإنَّ الجامع بين هذه الرسائل الجامعية والمقالات و بين رسالتي يلحظ أنَّها بحثت في تفسير الطبري ومست جانبًا بل جوانب من الدرس النحوي، وفَرق ما بينها أنَّها لم تستوعب توجيه كلَّ المسائل النحوية والصرفية ، بل كانت مقتصرةً على نماذج من ترجيحات الطبري للنحو البصري، وأخرى للنحو الكوفي، ومنها اُلمقلُّ ومنها المستكثر، وبحثي عبارٌة عن دراسة المسائل الصرفية والنحوية في القراءات القرآنية الواردة في السور المكية في تفسير جامع البيان للطبري .
منهج البحث وخطته :
اقتضى موضوع دراسة هذا البحث أن أقسِّم خطة البحث ثلاثة فصول ، وذلك على النحو التالي :
المقدمة : وتتناول أهمية البحث ومنهجه ومكوناته .
التمهيد : وقد خصَّصته للتعريف بالدلالة النحوية والقراءات القرآنية ، والتعريف بالطبري وتفسيره جامع البيان.
الفصل الأول : الأسباب الصرفية للتعدُّد الدلالي، وقد ضم مباحث ثلاث :
المبحث الأول : الأسباب الصرفية للتعدُّد الدلالي في أبنية الأسماء.
المبحث الثاني : الأسباب الصرفية للتعدُّد الدلالي في أبنية الأفعال .
المبحث الثالث : التبادل بين الاسمية والفعلية .
الفصل الثاني : الأسباب النحوية للتعدُّد الدلالي ، وقد ضم مباحث ثلاث:
المبحث الأول : الأسباب النحوية للتعدُّد الدلالي في الأسماء .
المبحث الثاني: الأسباب النحوية للتعدُّد الدلالي في الأفعال .
المبحث الثالث: الأسباب النحوية للتعدُّد الدلالي في الأدوات .
الفصل الثالث : منهج الإمام الطبري في عرض المسائل النحوية والصرفية .