Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تمثيلات المثقف في السرد العربي المعاصر من 1990 وحتى 2010/
المؤلف
الحداد, فوزي عمر سالم.
هيئة الاعداد
باحث / فوزي عمر سالم الحداد
مشرف / صلاح فضـل
مشرف / منـــى طلبـــة
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
214 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 214

from 214

المستخلص

نظركُتاب الرواية إلى المثقف على أنه صمام أمان المجتمع، وحامل لواء الإيديولوجيا المشتركة التي تحمي الطبقات الاجتماعية المستضعفة، فهو لسان حال المجتمع، وهو الجدار الذي يقف أمام السلطة والاستبداد حامياً القيم التي يؤمن بها، مدافعاً عن قضايا الحرية والديمقراطية والعدل المجتمعي.
وعلى هذه الصورة جاءت شخصية المثقف الرافض الذي يواجه السلطة وأدواتها المستبدة، بطرق وأساليب اختلفت من روائي لآخر، لكنها حملت إجمالاً قواسم مشتركة بين الشخصيات الروائية الرافضة، منها التحرك ضمن الإطار الصحفي، والعمل في بيئة يغلب عليها التخلف المجتمعي، كما أن انكسار البطل ”المثقف” وانهزامه كان قاسماً مشتركاً في الرواية العربية المعاصرة– محل الدراسة- يشير إلى تلك الصلة الوثيقة بالواقع الذي يعايشه المثقف الحقيقي.
كما كان الفقر والبحث عن لقمة العيش سمة بارزة وفارقة، خصوصاً عندما يصور الروائي حالات الصراع مع الانتهازيين الذي يتمتعون بقدر كبير من الثراء والمكانة الاجتماعية.
كما سعت الرواية المعاصرة وهي تتصدى لتمثيل شخصية المثقف الانتهازي، لكشف أساليب السلطة في إغراء المثقفين، وتحويلهم إلى كائنات انتهازية همها الأساس الحفاظ على المكانة التي تحتلها بدعم السلطة واستغلال أدواتها في الصراع مع المثقف الرافض.
وفي سياق هذه الدراسة، جرى الحديث حول معضلة التضارب في مفهوم الشخصية وربطها بالكاتب، وذلك عبر المطابقة بين الشخصية والحياة الشخصية للمؤلف. وعلى الرغم من أن الروائي يبني شخوصه من عناصر مأخوذة من حياته الخاصة –كما يقول بوتور-؛ فإن المتفق عليه بين طيف واسع من النقاد ينحصر في كون الشخصية الروائية مجرد قناع يختفي خلفه الكاتب، فالنص هو حلم الكاتب الذي لم يستطع أن يراه متجسداً في الواقع.
فالكاتب لا ينبغي له أن يفرض إيديولوجيته على شخوصه، فهي لا تستخدم للتبشير بآرائه، ورغم هذا الحكم النقدي، لاحظنا أن الرواية المعاصرة كثيراً ما يلجأ كتابها لجعل أبطالهم يحملون الأفكار والرؤى ذاتها التي يؤمنون بها ويسعون للتبشير بها، كما هو علاء الأسواني وفواز حداد، على سبيل المثال.
أما فيما يخص المرأة الكاتبة فقد ظلت تحرص على تجنب عرض الصورة النمطية السلبية السائدة عن المرأة، والتركيز على تمثيل شخصية المرأة القادرة على تسيير حياتها بعيداً عن بيئة التحكم الذكوري، فمن السمات البارزة جعل المرأة البطل الرئيس في العمل الروائي، بينما تظل الشخصيات الرجالية تابعة أو تدور في فلك تحكم الشخصية النسائية المحورية في الرواية.
كما لا تزال تعج الرواية النسائية بصور عديدة للتمرد، الذي انصب في غالبه على السلطة الذكورية. كما ظلت قيمة مثل الحرية أو العدالة تتردد باستمرار في الرواية العربية المعاصرة، من خلال تقديم هاتين القضيتين على سائر القضايا، في محاولة للمقاومة تستهدف خلق واقع جديد أفضل.
وفي هذا السياق، لا يمكن أن نغفل ما صورته الرواية من تصدر التيار الديني في الصراع مع الشخصيات المثقفة، خصوصاً في قضايا الحريات والعدالة الاجتماعية، وقد مرَّ بنا كيف تستغل السلطة شهوة التحكم والسيطرة لدى هذا التيار لتستخدمه ضد خصومها من المثقفين.