Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مصر والعراق بين ثورتي 1919 م و 1920 م :
المؤلف
أبو الخير, نورهان إبراهيم سعد علي.
هيئة الاعداد
باحث / نورهان إبراهيم سعد علي أبو الخير
مشرف / محمد محمود السروجي
مناقش / محمد عمر عبد العزيز
مناقش / أحمد عبد العزيز على عيسى.
الموضوع
الثورات.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
227 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
13/3/2018
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 221

from 221

المستخلص

وقد قسمت الدراسة إلى ما يلى:
ويتناول الفصل الأول وهو بعنوان ”الأوضاع في مصر والعراق خلال الحرب العالمية الأولى” حيث تناولت فيه مركز مصر والعراق الدولى قبل الحرب العالمية الأولى مروراً بمعاهدة لندن عام 1840م, و التي جعلت من مصر دوله مستقلة استقلالاً ذاتياً مكفولاً بمعاهدة دولية لا يقيده سوى السيادة الاسمية العثمانية والإمتيازات الأجنبية, إلا أن الإحتلال البريطانى لمصر عام 1882م عصف بذلك الإستقلال وأصبح المعتمد البريطانى هو الحاكم الفعلى للبلاد, وكذلك تناولت مراكز القوى في العراق في ذلك الوقت حيث أوضحت دور الرأسماليين الإنجليز في توجيه اقتصاد العراق منذ أوائل القرن العشرين.
وكان لإعلان بريطانيا الأحكام العرفية في مصر عام 1914م والسيطرة التامة على مصر والقضاء على التبعية الإسمية للدولة العثمانية, ثم إعلان الحماية على مصر وضمها إلى الإمبراطورية البريطانية وما أتبعه من قرارات صارمة وأحكام عرفيه جائرة والزج بإسم مصر في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل, وتناولت أيضاً في الفصل الأول تعزيز وسائل بريطانيا العسكرية في القطر العراقي واحتلال العراق والإجراءات التعسفية القاسية التي اتبعتها بريطانيا في العراق ثم الاتفاقية السرية بين فرنسا وبريطانيا المسماة ب(سايكس بيكو) والتى كانت من العوامل المهمة في إسراع البريطانيين لإنهاء الإستيلاء على المنطقة ما بين بغداد والبصرة, والتى أصبحت من نصيب بريطانيا بموجب الاتفاق السرى بينهما. وتناولت كذلك دراسة الحرب بين بريطانيا والدولة العثمانية في مصر والعراق وانتهاء الحكم العثمانى في الدولتين ودخولهما في قبضة السلطة البريطانية.
أما الفصل الثانى وهو بعنوان:عوامل قيام الثورة في البلدين”, فقد تناولت فيه بالدراسة الظروف الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للبلدين في فترة الحرب العالمية الأولى, وتأثر الأحداث في البلدين بالحرب, وقمت بسرد عوامل قيام الثورة في مصر والثورة في العراق, من عوامل داخليه و عوامل خارجية, وأوضحت في بحثى هذا التشابه الشديد بين تلك العوامل في البلدين, ثم قمت بسرد مفصل للإستغلال البريطانى لموارد البلدين البشرية و المادية في خدمة الحرب وذلك رغم تعهداتها بأنها لن تكلف أياً من الدولتين شيئاً, وستأخذ على عاتقها كل أعباء الحرب, وأوضحت تشابه الظروف من حيث إجبار أهل البلاد على الإنضمام إلى الجيش البريطانى والمحاربة بجوار الدولة البريطانية في الحرب العالمية وإنزال العقاب على كل من يرفض المشاركة, وكذلك استغلال موارد البلدين الزراعية والصناعية و تطويعها لخدمة الحرب والعمل على نهب الأموال والتبرعات و الإستيلاء على أموال المواطنين ونهب الخيرات مما كان له أكبر الأثر في زيادة الإستياء والغضب الشعبى ضد الدولة المحتلة, والذى أدى إلى الإنفجارات الشعبية التي أدت بدورها إلى القيام بثورة 1919م في مصر وثورة 1920م في العراق.
ثم تناولت بالبحث دراسة القضاء على الحريات في مصر والعراق, حتى يتسنى للدولة المحتلة أن تحكم في هدوء, فعملت على تعيين البريطانيين المدنيين والعسكريين في الوظائف الهامة, مع نشر قواتها العسكرية لإخماد أى حركات ثوريه ضدها, وعملت على مراقبة الهاتف والبرق والبريد ومنعت التجمهر والموالد, وكبلت الصحافة بقيود حديديه مما حد من حرية التعبير, وسنت القوانين الجائرة بحق المعترضين, وأنشأت المحاكم العسكرية لإرهاب الشعبين وحتى لا يرتفع صوت فوق صوت الإحتلال.
أما الفصل الثالث والذى عنوانه ”نمو الحركة الوطنية في مصر والعراق”, فقد تحدثت فيه عن سلاح التنظيمات السرية في مصر والعراق, والذى استخدم كوسيلة من وسائل مقاومة الإحتلال البريطانى, وتحدثت عن نشأة تلك التنظيمات والتى نتجت عنها تكوين جمعيات سريه في كلتا الدولتين وقد بلغ عددها في مصر تسع جمعيات بينما في العراق أربعة جمعيات, وقد أوضحت تاريخ نشأة كل جمعيه و أهدافها ومدى مساهمتها في مقاومة الإحتلال, وأوضحت الدور الخطير الذى لعبته هذه الجمعيات في أثناء الثورات وبعدها, وسيطرتها على الحياة السياسية بشكل لا مثيل له من قبل. قد قادتنى تلك الجمعيات إلى دراسة سلاح خطير و هو سلاح الإغتيالات السياسية والتى كانت نتيجة طبيعيه لسياسة الكبت والقهر و تكميم الأفواه والظلم الذى تعرضت له مصر والعراق, فقد خرجت بعض تلك التنظيمات السرية من رحم الجمعيات السرية والتى تأسست لأغراض وطنيه خالصة لطرد المحتل البريطانى, وقد أبرزت نقاط التشابه والاختلاف بين مصر والعراق في أهداف الإغتيالات السياسية, وكذلك المستهدفين من الإغتيالات وأيضاً كيفية إدارة تلك الإغتيالات في كلتا الدولتين.
ثم تطرقت إلى نظام الحكم والإدارة في مصر والعراق, واستنزاف خيراتهما, وتشابه السياسة البريطانية مع كلتا الدولتين, حيث اختلف نظام الحكم و الإدارة في مصر عنه في العراق, فقد حكمت بريطانيا مصر حكماً غير مباشراً, بينما الحكم في العراق كان مباشراً, وقد أوضحت بشئ من التفصيل اَلية الحكم في كلتا الدولتين وكيفية إختلافه.
أما الفصل الرابع ”قيام ثورتى 1919م في مصر و 1920م في العراق”, فقد تحدثت فيه عن الثورة المصرية بالتفصيل وأحداثها الكثيرة والمتلاحقة, واشتراك كل فئات الشعب المصري وكل طوائفه فيها, وتناولت أحداثها بالتفصيل ثم سفر الوفد إلى باريس و صدمة إعلان الحماية البريطانية على مصر. وتناولت كذلك أحداث الثورة في العراق بالتفصيل, وذكرت الدور الهام والبارز لشيوخ العشائر ورجالات الدين في القيام بالثورة العراقية وذلك بعدما تكشفت زيف الوعود التي قطعها المستعمر على نفسه في إعطاء الشعوب المحتلة حق تقرير المصير.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الثورة لم تشتعل في أى من البلدين إلا بعد أن استنفذ الشعبان المصري والعراقي كل الوسائل السلمية لتحقيق أهدافهما, ثم تحدثت عن أبرز الإنجازات التي حققتها كلتا الثورتين, وهى التقارب بين طوائف الشعبين وذلك عن طريق اشتراك الشعبين المصري والعراقي بمختلف طوائفهما في الثورة, فقد أدرك قادة الحركة الوطنية في مصر والعراق أن الثورة لن يكتب لها النجاح ما لم يتم التقارب بين جميع الطوائف, وتجسد هذا التقارب بين المسلمين و المسيحيين في مصر وبين السنة وألشيعه في العراق بقيام كلا الطرفين بإلقاء القصائد والخطب لدى الطرف الاَخر, وتجمعوا في الإحتفالات الدينية والأعياد الخاصة بكلا الطرفين, وقد أشعل هذا التقارب النار في قلوب المستعمر الإنجليزى, والذى حاول مراراً و تكراراً وبشتى أنواع الطرق ضرب الوحدة الوطنية في كلتا الدولتين, إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل, فقد كان لزيادة الوعى في البلدين لدى كلا الشعبين المصري والعراقي أثره في استمرار الثورتان, ومصدراً من مصادر القلق و الترقب لدى العدو المحتل المشترك.
وقمت في الفصل الخامس باستعراض ”نتائج ثورتى مصر والعراق ”, فكانت من أهم النتائج تغيير نظام الحكم, فالثورة 1919م الفضل الأكبر في إقرار النظام الدستورى, حيث توجَت بذلك جهداً طويلاً شاقاً استمر أربعين سنه سبقت الثورة, أما في العراق فقد أدرك البريطانيون أن الحكم المباشر في العراق غير مجدٍ, فهو يتطلب نفقات كثيرة أرهقت الخزانة البريطانية, وبقيام ثورة العشرين فُرض على بريطانيا تغيير سياستها من الإحتلال والحكم المباشر إلى الإنتداب والحكم غير المباشر أو ما يسمى ب (حكم الإدارة المزدوجة).
وتعتبر نشأة الأحزاب السياسية في مصر والعراق كذلك من أهم النتائج التي ترتبت على كلتا الثورتين, فقد تشابهت أنواع الأحزاب حيث إنقسم كل منهما إلى نوعين: الأول مؤيد للثورات معارض للإمتيازات الإسمية المنقوصة التي مُنحت لكل منهما, وهى أحزاب وطنيه تمثلت في حزب الأحرار الدستوريين والحزب الديموقراطى في مصر, وحزب النهضة والحزب الوطنى في العراق, أما النوع الثانى فهو المؤيد للإحتلال المدعوم من الإنجليز, وتمثل في حزب الإتحاد والحزب المستقل الحر في مصر, والحزب الحر في العراق, فقد اتبعت بريطانيا نفس السياسة في الدولتين من حيث إقامة أحزاب مواليه لها معارضه للتحرر من الإحتلال البريطانى, وقامت بدعمهم ضد الأحزاب الوطنية الأخرى.
فرضت سياسة الإحتلال تلك الأحزاب المؤيدة لها, واستغلت السلطة البريطانية وكذلك القصر الصراعات الحزبية بين أحزاب المعارضة والحزب المؤيد لها في العبث بمقدرات الدولتين, وتغيير الوزارات وتعيين المقربين في رئاسة الوزارة والوزارات المختلفة لصالح الدولة المحتلة, وعلى الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبى مصر والعراق من خلال ثورتيهما, إلا أن محصلة الثورتين كانت هزيلة, فلم ينل الشعب في أى من البلدين ما كان يصبو إليه من إستقلال حقيقى, فوضعت على رأس كل منهما ملك من صنع بريطانيا, لا حول له ولا قوه, إلى جانبه وزاره هى ألعوبة في يد المستشارين الإنجليز وبإشراف ممثل الإحتلال, وكان على الشعبين أن يقدما مزيداً من التضحيات للوصول إلى الإستقلال الحقيقى المنشود.