Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المدخل المتكامل لإعادة إعمار مدينة حمص (سوريا) وإحياء مركزها التجاري/
المؤلف
شقلب،أحمد ياسر
هيئة الاعداد
باحث / أحمد ياسر شقلب
مشرف / محمد أيمن أحمد عاشور
مشرف / مروة أبو الفتوح السيد خليفة
مناقش / أيمن محمد مصيلحي طايل
الموضوع
الكوارث
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
204ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الهندسة المعمارية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الهندسة - عمارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 270

from 270

المستخلص

في ظل الدمار الكبير الذي طال مدينة حمص السورية نتيجةً لاندلاع أعمال القتال والعنف في بلدتها القديمة ووسطها التجاري لمدة عامين (بين 2012 و2014). تبدو المدينة أمام مستقبل غامض وتحديات كبيرة تتمثل بكيفية قيامها من تحت الركام لتستكمل دورة حياتها، من هنا تأتي الحاجة لتسليط الضوء على مدينة حمص السورية ثالث أكبر مدن البلاد ومركزها وعقدة مواصلاتها. وقد أصبح من الأهمية بمكان تصوير وضع المدينة وآفاق مستقبلها، واستقاء الدروس المستفادة من دراسات إعادة الإعمار والتجارب العربية والعالمية في هذا المجال، بغية الوصول للاستراتيجيات والسياسات الأنسب لإعادة إعمار المدينة المنكوبة وإعادة سكانها إليها وضخ الحياة في مركزها من جديد لتتعافي من جروح الحرب وتستعيد دورها الرائد، ولابد من وضع منهج متكامل بهذا الخصوص ليتناسب مع واقع مدينة حمص والإمكانات والموارد المتاحة.
وهكذا فإن المدينة تبدو مهددة بمستقبل مجهول تستمر فيه مآسي الحرب، وبعدم عودة الحياة إلى وسطها التجاري، وبانقطاع الاستمرارية في حياة أبناءها وتاريخهم، كل هذا في حال لم يتم طرح مخططات وبرامج لإعادة إعمار المدينة وإزالة آثار الحرب عنها. وهنا تكمن المشكلة حيث تفرض إعادة الإعمار نفسها للمناقشة وتطرح سؤال البحث: كيف يمكن رسم إطار عمل واضح لإعادة إعمار مدينة حمص وإحياء مركزها التجاري بعد الحرب التي أصابتها، وتسمية أركان وعناصر هذا الإطار، بالشكل الذي يضمن تعافي المدينة وإزالة آثار الحرب منها ووضعها على مسار التنمية المستدامة. ولابد لجواب هذا السؤال أن يكون بحجم التحدي الكبير الذي تمثله ثلاث نقاط: إحياء مدينة حمص بدورها الرائد قبل الحرب كمركز صناعي وإداري يتوسط البلاد ويمثل بيتاً جامعاً لكل سكانها، وإعمار المدينة بعد دمار بنيتها المادية ونزوح سكانها وتعطل الحياة في مركزها وتضرر أنشطتها الاقتصادية وتعطل خدماتها، ومواجهة التهديد باستمرار الحرب الأهلية السورية واحتمال تجدد الصراع في مدينة حمص.
يهدف البحث للوصول للمدخل المتكامل لإعادة إعمار مدينة حمص السورية وإحياء مركزها التجاري، وذلك من خلال وضع إطار نظري لإعادة الإعمار والخروج بأمثلة عملية لعناصر هذا الإطار وتحليل نقاط القوة والضعف في تجارب إعادة الإعمار وإعداد دراسة مفصلة عن الحالة المدروسة ”مدينة حمص” قبل الحرب وبعدها. وقد اعتمد البحث على مراجعة أكبر قدر ممكن من الأدبيات والأبحاث والدراسات: التي توزعت على شكل مقالات وأوراق بحثية ودارسات صادرة من مراكز أبحاث ورسائل أكاديمية وكتب، وتناولت إعادة الإعمار بالمفهوم النظري وتجربتي إعادة إعمار ميونخ وبيروت وأخيراً كافة البيانات والمعلومات المتوفرة عن مدينة حمص قبل الحرب وبعدها.
يتألف البحث من ثلاثة أقسام أولاً: من دراسة نظرية تتطرق لمفهوم الكوارث وأنواعها ومراحل تعافي المجتمع منها وصولاً إلى إعادة الإعمار، حيث يتم عبر منهجية نظرية تقديم إطار عمل متكامل يصور مراحل إعادة الإعمار وأبعادها الأساسية وأهدافها والعناصر المكونة لها. ثانياً: دراسة تحليلية تستعرض تجربتي إعادة إعمار مدينة ميونخ الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية وإعادة إعمار مدينة بيروت اللبنانية بعد الحرب الأهلية، حيث يتم تحليل هاتين التجربتين بمنهجية استقرائية للخروج بأمثلة عملية عن إعادة الإعمار وللوصول لنقاط القوة والضعف الخاصة بكل تجربة والدروس الممكن تعلمها من كلٍ منهما. ثالثاً: دراسة تطبيقية تصور وضع مدينة حمص قبل الحرب عمرانياً وسكانياً وخدمياً واقتصادياً إضافةً إلى المشاريع التي طرحت لتنميتها والمشاكل التي عانت منها في تلك الفترة، ووضع المدينة بعد الحرب من حيث الخسائر المادية والبشرية والاقتصادية وتعطل البنية التحتية والخدمات وأشكال عودة الحياة بعد توقف القتال والاستعداد لمرحلة إعادة الإعمار وكافة التصريحات والآراء التي طُرحت في هذا الصدد، وأخيراً عبر منهجية تطبيقية يتم فيها تطبيق نتائج الدراستين النظرية والتحليلية على مدينة حمص لاقتراح ثلاث إطارات عمل مختلفة لإعادة إعمار المدينة وإجراء المقارنة بينهم للوصول إلى الخطوط الرئيسية التي يمكن أن ترشد أي مهتم بإعادة إعمار المدينة.
يصل البحث في النهاية إلى تعريف العناصر المكونة لإعادة الإعمار وآلية تقييمها ويرسم عدة إطارات عمل، ويستنتج منها إطار عمل موحد يمثل المدخل المتكامل لإعادة إعمار مدينة حمص السورية وإحياء مركزها التجاري، ويشتمل هذا الإطار على تسمية العناصر المكونة لعملية إعادة الإعمار، بشكل يحقق الأبعاد الرئيسية لهذه العملية (عمرانياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً) ويصل بالمجتمع الحمصي نحو التنمية المستدامة التي هي النتيجة الحتمية لأي عملية إعادة إعمار ناجحة، وعلى أمل أن يشكل إطار العمل هذا مرجعاً لأي مهتم بإعادة إعمار مدينة حمص في المستقبل لإرشاده نحو النقاط الهامة التي يجب الأخذ بها والأولويات التي يجب الانطلاق منها، سواء كان الطرف المعني جهة حكومية أو استثمارية أو أحد مؤسسات المجتمع الدولي. واختتم البحث بتوصيات موجهة للأطراف المنخرطة بإعادة الإعمار والأطراف التي من المحتمل أن تنخرط بإعادة الإعمار مستقبلاً إضافة إلى توصيات أكاديمية للباحثين والمخططين الراغبين بإكمال ما بدأه الباحث.
وقد اشتمل البحث على ثلاثة أجزاء رئيسية هي الجزء النظري والجزء التحليلي والجزء التطبيقي، وبناءً عليه تم تقسيم البحث إلى ثلاثة أبواب إضافة إلى الجزء التمهيدي والنتائج والتوصيات:
الجزء التمهيدي: يشمل ملخص البحث وفهرس المحتويات والأشكال والجداول والمقدمة ومشكلة البحث والسؤال البحثي وفرضية البحث وأهداف البحث والمنهجية المتبعة فيه إضافةً إلى أهمية البحث ومحدداته ويختتم بتصوير هيكل البحث.
الباب الأول: الدراسة النظرية: الإطار النظري لإعادة الإعمار.
تتناول الإطار النظري لإعادة الإعمار عبر منهجية نظرية، بدءً من التعريف بالكوارث ومراحلها وتأثيراتها وأنواعها ومراحل تعافي المجتمعات منها، وصولاً إلى مفهوم وتعريف إعادة الإعمار، ثم الانتقال لصياغة إطار عمل متكامل لعملية إعادة الإعمار يضم كافة نقاطها وعناصرها وتطبيقاتها، ليكون هذا الإطار هو النموذج الذي يتم الاقتداء به لتحليل تجارب إعادة الإعمار العربية والعالمية، وأساساً لصياغة إطار العمل المقترح في نهاية البحث. وتتكون الدراسة النظرية من الفصول الآتية:
الفصل الأول: الكوارث ومراحل تعافي المجتمعات منها: يشمل تعريف الكوارث ومراحلها وتأثيراتها وأنواعها ومراحل تعافي المجتمعات منها، وصولاً إلى إعادة الإعمار والتمهيد لها.
الفصل الثاني: إعادة الإعمار وإطار العمل الخاص بها: يشمل إطار العمل الخاص بعملية إعادة الإعمار، من إدارة العملية وأهدافها ورؤيتها ومسارها وعناصرها وتطبيقاتها، وصولاً إلى أدوات تقييمها وتحليلها.
الباب الثاني: الدراسة التحليلية: تحليل التجارب العربية والعالمية في إعادة الإعمار.
تتناول تحليل التجارب العربية والعالمية في إعادة الإعمار عبر منهجية استقرائية، وتشمل عرضاً لتجربة إعادة إعمار مدينة ميونخ الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية وتجربة إعادة إعمار بيروت اللبنانية بعد الحرب الأهلية اللبنانية، حيث يتم استعراض وضع المدينة قبل الحرب والدمار الذي تعرضت له ومحاولات ونقاشات إعادة إعمارها، وصولاً إلى خطة إعادة الإعمار التي طبقت فيها ونتائج هذه الخطة، ثم تحليل نقاط القوة والضعف والتهديدات والفرص. وتتكون الدراسة التحليلية من الفصول الآتية:
الفصل الثالث: تجربة إعادة إعمار ميونخ بعد الحرب العالمية الثانية: يشمل تحليل تجربة إعادة إعمار مدينة ميونخ الألمانية بعد دمارها إثر الحرب العالمية الثانية، وصولاً إلى نتائجها وتحليلها لاستقاء نقاط القوة والضعف والتهديدات والفرص والدروس المستفادة منها.
الفصل الرابع: تجربة إعادة إعمار بيروت بعد الحرب الأهلية: يشمل تحليل تجربة إعادة إعمار مدينة بيروت اللبنانية بعد دمارها إثر الحرب الأهلية اللبنانية، وصولاً إلى نتائجها وتحليلها لاستقاء نقاط القوة والضعف والتهديدات والفرص والدروس المستفادة منها.
الباب الثالث: الدراسة التطبيقية: دراسة مدينة حمص: ماضيها، دمارها، وسبل إعادة إعمارها.
يشمل موضوع الدراسة وهي مدينة حمص ودراسة وضعها قبل الحرب ووضعها الراهن. تتناول دراسة مدينة حمص عبر منهجية تطبيقية، بدءً بوضع المدينة وخصائها قبل الحرب، من حيث المعطيات العمرانية والسكانية والخدمية والاقتصادية، إضافة إل المشاريع التي كانت مطروحة لتنميتها والمشاكل التي عانت منها في تلك الفترة، ثم الانتقال لتصوير وضع المدينة بعد الحرب، من حيث حجم الضرر على المقياس المادي والبشري والخدمي والاقتصادي، إضافة إلى الأنشطة الجارية لإعادة الحياة إليها وكافة التصريحات والآراء المتداولة بهذا الصدد، لتتوج هذه الدراسة بإطار عمل مقترح لإعادة إعمار المدينة وإحياء مركزها التجاري. وتتكون الدراسة التطبيقية من الفصول الآتية:
الفصل الخامس: حمص قبل الحرب: بنية المدينة وخصائصها: يشمل كافة البيانات العمرانية والسكانية والخدمية والاقتصادية للمدينة، إضافة إلى شرح مفصل لوسطها التجاري وسرد للمشاريع التي طرحت لتنميتها قبل الحرب والمشاكل التي عانت منها في تلك الفترة.
الفصل السادس: حمص بعد الحرب: الأضرار التي لحقت بالمدينة والاستعداد لإعادة الإعمار: يشمل الأضرار التي لحقت بالمدينة نتيجةً لسنتين من الصراع، على المستوى المادي والبشري والاقتصادي وتعطل الخدمات، إضافةً إلى الأنشطة الحالية لإعادة الإعمار والآراء وكافة التصريحات حول إعادة إعمار المدينة في المستقبل.
الفصل السابع: إطار العمل المقترح لإعادة إعمار حمص وإحياء مركزها التجاري: يشمل اقتراحات حول إعادة الاعمار بما يخص مدينة حمص وكيفية إعادة احياء مركز المدينة وتشغيل عجلته الاقتصادية. وذلك كنتيجة للدراسة النظرية والتطبيقية وتحليل مختلف البيانات ونقاط القوة والضعف للوصول للخطوط العامة التي سترسم منهج متكامل في إعادة إعمار المدينة المنكوبة.
الفصل الثامن: النتائج والتوصيات: تشمل عرض موجز لمجموعة النتائج النظرية والتحليلية والتطبيقية التي تم التوصل إليها خلال أبواب البحث الثلاثة، حيث تصب نتيجة كل دراسة في الدراسة التي تليها للوصول في النهاية إلى نتيجة البحث، ثم توجيه التوصيات للجهات المنخرطة بإعادة تأهيل المدينة حالياً والجهات التي من الممكن أو تنخرط بإعادة إعمار المدينة مستقبلاً، وهذه التوصيات تحدد النقاط الواجب الأخذ بها والأولويات التي يجب الانطلاق منها بالنسبة لكل جهة، إضافةً إلى توصيات أكاديمية للباحثين والمخططين والمعماريين المهتمين بموضوع إعادة الإعمار بعد الكوارث.