الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الهدفُ من هذه الأطروحةِ بيانُ الأنساقِ الفكريةِ الملحةِ التى تشكلُ رؤيةَ أدونيس، و كيف أثرتْ فى نصهِ الشِّعرىّ سلبًا و إيجابًا ، من خلالِ تناولِ المدونةِ ( الكتابِ، أمس / المكان / الآن). وترجعُ أهميةُ المدونةِ فى أنها تحاولُ إعادةَ تشكيلِ الخطابِ الشعرىّ من جديدٍ بما يمكنُ أن نسميهَ الأبجديةَ الثانيةَ ، وفق ما انتهى إليه من قناعاتٍ عن مفهومِ العملِ الأدبىّ فى جملتهِ ، والشعرىّ على وجهِ الخصوصِ ، ويظهرُ فى هذا العملِ التباعدُ بين الطقوسِ الشعريةِ القديمةِ المتوارثةِ سلفًا ، بل هدمِ البناءِ الشكلىّ الموروثِ ، وإعادةٍ بناءِ مفهومٍ شعرى يبرزُ هويةَ أدونيسَ الفكريةَ والشعريةَ على حدٍ سواء ، ويطرحُ أسئلةً حولَ طبيعةِ القصيدةِ ، ومفهومِ النصِ المفتوحِ ، وتداخلاتِ الشعرِ مع النثرِ ، والكولاج ، وما يمكن أن نقبلهُ من التراثِ ، وما الذى ينبغى أن نتجاوزَه . كل ذلك من أجلِ أن يتأسسَ أفقٌ شعرىّ جديدٌ ومغايرٌ وقادرٌ على مدِ جذورهِ فى الشعريةِ العربيةِ ، ويمكِّنُ الشاعرُ من إثباتِ ذاتهِ وسطَ كلِ هذهِ الأمواجِ المتلاطمةِ ، وقد استخدمَ أدونيسُ هذا الشكلَ كى يعرضَ من خلالهِ تجربتَهُ فى الحياةِ المتقنعةِ فى شخصيةِ المتنبى لأنها قادرةٌ على عرضِ التجاربِ الذاتيةِ والإنسانيةِ المتشابكةِ مع الماضى والحاضرِ والمستقبلِ بشكلٍ شعرىٍّ فى قمةِ النضوجِ . أراد أدونيس من خلالِ هذا العملِ أن يتقاطعَ مع أعمالِ الكبارِ ”أمثال دانتى فى الكوميديا الإلهية ؛ لكنْ في الأرض ، لا في السماءِ ، يتقرَّى نظامَ حياتِنا الماضيةِ : سياسيًّا في فرادةِ طغيانِه ، وثقافيًّا في فرادةِ إبداعاتِهِ . فبَيْنَ السياسةِ _ ميدانًا للقمعِ والتَّسلطِ _ ، وبين الثقافةِ _ ميدانًا للإبداعِ والحريّةِ _ ، يتحركُ الكتابُ وينبني . إنه أشبه بمحترَفٍ يزخر بصورِ العربيِّ في مهاويهِ وذرواتِهِ، وبتناقضاتِهِ جميعًا، الأخلاقيةِ والفكريةِ والكتابيةِ. |