الفهرس 
ماهية الخلايا الجذعيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 551 |  |  |
| | | from | 551 | | |
المستخلص
الملخص
الخلايا الجذعية هي” اللبنات الأولى التي يتكون منها الجنين الإنساني، وهي المصدر لجميع الخلايا ¬والأنسجة والأعضاء في الكائن الحي، وأن هذه الخلايا تتميز عن غيرها من الخلايا الأخرى بأنها غير متخصصة وتتمتع بالقدرة على الانقسام والتجديد الذاتي والتمايز لإنتاج الخلايا المتخصصة التي تشكل جميع الأعضاء والأنسجة إذا تلقت مؤشرات خاصة أو معاملات بيئية محددة.” وتنقسم الخلايا الجذعية من حيث مصدرها إلى نوعين هما؛ الخلايا الجذعية الجنينية، والخلايا الجذعية البالغة، وتنقسم من حيث قدرتها إلى ثلاثة أنواع هي؛ الخلايا الجذعية كاملة القدرة، والخلايا الجذعية وافرة القدرة، والخلايا الجذعية متعددة القدرة.
تُشكل بحوث الخلايا الجذعية ثورة نوعية في الدراسات والبحوث الطبية وتحظى باهتمام العلماء في مختلف فروع العلم , لما تتفرد به من خصائص فريدة وقدرات غير المحدودة جعلت الأطباء والمرضى -على حد سواء- يعلقون الآمال عليها من أجل شفاء العديد من الأمراض المستعصية؛ فقد أثبتت الدراسات الأهمية العملية للخلايا الجذعية والتي أمكن استخدامها في مجالات طبية عديدة ومختلفة منها التعرف على الأسباب المؤثرة في سلوك الخلايا وتخصصها داخل الجسم , والتعرف على أسباب بعض الأمراض الخطرة , واستخدامها في صناعة الدواء والعقاقير الطبية , فضلا عن استخدامها كعلاج معتمد لنحو 80 نوعاً من الأمراض المختلفة وغالبية هذه الأمراض هي تلك التي تُصيب الدم وخلاياه مثل اللوكيميا وأمراض متلازمة خلل النسيج النخاعي وأمراض سرطان الغدد الليمفاوية وأمراض اضطرابات انتشار خلاي الدم (فقر الدم) وأمراض فشل النخاع العظمي , غيرها فضلاً عن التجارب التي تجري لعلاج العديد من الأمراض مثل أمراض الشلل الرعاش (باركنسون) والزهايمر وتليف الكبد والفشل الكبدي والكلوي وغيرها.
وإدراكاً لأهمية الخلايا الجذعية فقد بادرت الدول بإنشاء بنوك لحفظها وتخزينها للاستفادة من التطور الهائل في مجال الأبحاث عليها، ووضعت الضوابط والمعايير والطرق العلمية لكيفية الحفظ والاسترجاع وقت الحاجة، كما تم إنشاء هيئات ومؤسسات عالمية لمراقبة وتطوير هذه الضوابط.
بنوك حفظ الخلايا الجذعية هي عبارة عن منشآت طبية مرخص لها بجمع واستخلاص ومعالجة الخلايا الجذعية من مصادرها المختلفة، وحفظها بطريقة علمية في مخازن ذات مواصفات خاصة لاستخدامها في العلاج أو التجارب الطبية،وقد تكون هذه البنوك عامة تديرها الدولة أو أحد مرافقها العامة بهدف توفير الخلايا الجذعية لمن لا يوجد لهم متبرع متطابق من الأقارب، وتقوم بعملية الجمع والمعالجة والحفظ بدون مقابل.
كما قد تكون هذه البنوك خاصة، حيث تقوم بعملية جمع واستخلاص ومعالجة الخلايا الجذعية لحساب أحد العملاء، وحفظها حتى يتمكن من استخدامها أو أحد أقاربه عند الحاجة، لمدد متفق عليها مقابل أجر معين يتم الاتفاق عليه في عقد الحفظ الذي ينعقد بين البنك والعميل.
تستمد بنوك حفظ الخلايا الجذعية أهميتها من أهمية الخلايا الجذعية، ولهذا البنوك ثلاثة أنواع هي البنوك العامة والبنوك الخاصة والبنوك المشتركة وهي البنوك التي تجمع بين النظامين السابقين.
ولكي يكتسب البنك الصفة القانونية ويمارس وظيفته في حفظ الخلايا الجذعية، فإنه يجب الحصول على ترخيص من الجهة المختصة المتمثلة في وزارة الصحة المصرية، بعد استيفاء المعايير والاشتراطات القومية الخاصة ببنوك تجميع ومعالجة دم الحبل السري التي صدر بها قرار وزير الصحة والسكان بتاريخ 21/9/2008.
ويجوز وفقاً لأحكام الشرعية الإسلامية استخدام الخلايا الجذعية في العلاج والأبحاث الطبية متى كان مصدرها مباحا ومثال ذلك ؛ المشيمة , والحبل السري , ومن الخلايا الجسدية للبالغين ومن الأطفال إذا أذن أولياؤهم لمصلحة شرعية وبدون ضرر عليهم , ومن اللقائح الفائضة من مشاريع أطفال الأنابيب إذا وجدت هذه اللقائح الفائضة وتبرع بها الوالدان وبشرط أن يتم التخصيب بين زوجين لغاية الإنجاب وفي حال قيام الزوجية بينهما فقط مع الحرص على الاكتفاء بالعدد المطلوب من اللقائح وعدم استخدامها في حمل غير مشروع , ومن الجنين السقط تلقائياً أو لسبب علاجي وبإذن الوالدين.
أما إذا كان مصدر الخلايا الجذعية غير مباح مثل؛ التلقيح المتعمد بين بييضة من متبرعة وحيوان منوي من متبرع أو من الأجنة المجهضة عمداً أو عن طريق استنساخ الأجنة العلاجي باستخدام تقنية نقل أنوية الخلايا الجسدية (SCNT)، فإنه يحرُم استخدامها سواء في العلاج أو الأبحاث الطبية.
كما يجوز شرعاً حفظ الخلايا الجذعية وإنشاء بنوك لحفظها وفق الطرق العلمية المتبعة والمعروفة بحيث يمكن استخدام هذه الخلايا مستقبلاً في العلاج متى كان مصدر هذه الخلايا مباحا ومشروعاً، أما إذا كان مصدرها غير مباح وغير مشروع فإنه كما يحرُم استخدامها في العلاج فإنه يحرم كذلك حفظها، كما أجاز التشريع المصري حفظ الخلايا الجذعية حيث أصدرت وزارة الصحة المصرية تراخيص لإنشاء بنوك خاصة لحفظها.
ولا يجوز شرعاً التصرف في الخلايا الجذعية إلا بطريق التبرع؛ حيث يُعد التبرع بالخلايا الجذعية هو الوسيلة التي تتلاءم مع طبيعة وكرامة الأعضاء والخلايا البشرية، وذلك لأن أعضاء الآدمي -ومنها خلاياه الجذعية- ليست محلاً للبيع والمعاوضة والتجارة والكسب، وقد أكد قانون زرع الأعضاء البشرية رقم 5 لسنة 2010 ولائحته التنفيذية؛ على حظر التعامل في الخلايا الجذعية بالبيع أو الشراء أو بمقابل أياً كانت طبيعته، وأن السبيل الوحيد لنقل وزرع الخلايا الجذعية هو التبرع بها.
ينظم العلاقة بين بنك حفظ الخلايا الجذعية الخاص والعميل عقد هو ”عقد حفظ الخلايا الجذعية” وهو عبارة عن ” عقد يقوم على توافق إرادتي العميل والبنك الخاص على حفظ الخلايا الجذعية الخاصة بالعميل (أو أحد أفراد أسرته) - بعد جمعها واختبارها واستخلاصها- لمدة معينة من الزمن وفق طُرق وأساليب علمية معتبرة يمكن معها استخدامها عند الحاجة إليها مستقبلاً في العلاج أو التجارب والبحوث الطبية، لقاء أجر محدد”.
تتمثل خصائص هذا العقد في أنه عقد رضائي ينشأ بتوافق إرادتي طرفيه، وأنه عقد ملزم للجانبين، كما أنه من عقود المعاوضة، وأنه من حيث موضوعه عقد محدد، كما أن أنه عقد (زمني) مستمر حيث يستغرق تنفيذه مدة من الزمن.
كما تتمثل طبيعة هذا العقد في أنه عقد من طبيعة خاصة، يستمد أحكامه من الاتفاق الخاص بين طرفيه وفي حالة عدم كفايتها يتم الرجوع إلى القواعد العامة للعقود المنصوص عليها في القانون المدني، وفي حالة عدم إحاطتها لكافة جوانب العقد يتم الرجوع إلى القواعد الخاصة بعقد الوديعة.
تتمثل التزامات البنك الخاص في عقد حفظ الخلايا الجذعية في الالتزام بسرية البيانات والمعلومات الخاصة بالعميل, والالتزام بجمع واستخلاص وحفظ وتخزين وصرف الخلايا الجذعية, والالتزام بضمان سلامة الخلايا الجذعية المحفوظة من العيوب وصلاحيتها للاستخدام في الأغراض الطبية المختلفة سواءً العلاج أو البحث العلمي, وأخيرا التزام البنك بتسليم الخلايا الجذعية للعميل , وتعتبر التزامات البنك التزامات بتحقيق نتيجة تتمثل في ضمان سلامة الخلايا الجذعية -محل العقد- من العيوب وصلاحيتها للاستخدام في الأغراض الطبية المختلفة سواءً العلاج أو البحث العلمي , ويلتزم العميل في عقد حفظ الخلايا الجذعية بمعاونة البنك والإدلاء بالمعلومات اللازمة، ودفع الأتعاب والمصروفات.