الفهرس 
الاطار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 223 |  |  |
| | | from | 223 | | |
المستخلص
يعتبر العنصر البشري من أهم العناصر المكونة للمؤسسات المختلفة، فهو المحرك الأساسي لكل نشاطاتها ومصدر مهم لفاعليتها لما يتميز به من قدرات ومعارف تتناسب مع طبيعة العمل التي تمارسه المؤسسة، فمهما بلغت المعدات الحديثة من تطوير وتعقيد إلا إنها ستظل أقل أهمية من العنصر البشري.
فالفرد في مؤسسته كلما تطابقت أهدافه مع أهدافها تتولد لديه الرغبة القوية في أداء عمله والمحافظة عليه وبذل جهداً أكبر للبقاء فيه، أو يتجلى ذلك في أدائه الوظيفي، والتزامه يزيد كلما ارتبط به ويقلل من وجود السلوكيات غير الايجابية مثل التقصير والغياب والإهمال وغيرها من مظاهر عدم الالتزام.
فالجامعات هي إحدى المؤسسات التي تسعى إلى تحقيق أهدافها وتطلعاتها وفق التيارات المعاصرة، كما أن الاهتمام بإدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية لا يعني أننا نخطط لجعل المؤسسات التعليمية منشآت تجارية تسعى إلى مضاعفة الأرباح، بل سعيا إلى تحسين مخرجات في مجال التعليم، وأنه أصبح من الضروري على الجامعات وبالتحديد الجامعات الليبية تحديد أساليبها الإدارية حتى تضمن البقاء والاستمرار عليه، وتسليما لما سبق فقد اتجه هذا البحث إلى دراسة الالتزام التنظيمي للعاملين بالجهاز الإداري بجامعة طرابلس وسبل تنميته في ضوء إدارة الجودة الشاملة بغية تحقيق مستوى أفضل في الأداء الإداري.
مشكلة البحث:
تبلورت مشكلة البحث في السؤال الرئيسى التالى :
كيف يمكن تنمية الالتزام التنظيمي في ضوء معايير إدارة الجودة الشاملة بجامعة طرابلس؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة الآتية:
1- ما أهم ملامح الالتزام التنيظيمي؟
2- ما هي فلسفة إدارة الجودة الشاملة؟
3- ما طبيعة إدارة التعليم العالي في ليبيا ؟
4- ما واقع الالتزام التنظيمي في ضوء معايير الجودة الشاملة لجامعة طرابلس؟
5- ما التصور المقترح لتنمية الالتزام التنظيمي في ضوء معايير إدارة الجودة الشاملة؟
أهداف البحث:
استهدف البحث الحالي التعرف على:
1- أهم ملامح الالتزام التنظيمي.
2- فلسفة إدارة الجودة الشاملة.
3- طبيعة إدارة التعليم العالي في ليبيا .
4- واقع الالتزام التنظيمي لجامعة طرابلس.
5- التصور المقترح لتنمية الإلتزام التنظيمي في ضوء معايير إدارة الجودة الشاملة بجامعة طرابلس.
أهمية البحث:
تكمن أهمية البحث في كونه تناول موضوعا غاية في الأهمية ألا وهو الالتزام التنظيمي للعاملين بالجهاز الإداري بجامعة طرابلس، وسبل تنميته في ضوء إدارة الجودة الشاملة، كما يكتسب البحث أهميته كونه يطبق في أهم المؤسسات التعليمية في المجتمع الليبي وهي جامعة طرابلس، كما حاول البحث تقديم إسهاماً متواضعاً في إستكمال الدراسات المتعلقة بالالتزام التنظيمي من خلال ما أسفرت عنه من نتائج.
مصطلحات البحث:
ارتكز البحث الحالي على المصطلحات التالية:
1- الالتزام التنظيمي Organizational Commitment:
ويمكن تعريف الالتزام التنظيمي إجرائياً بأنه مدى التزام العاملين بالجهاز الإداري بجامعة طرابلس لوظائفهم ومدى الرغبة في الاستمرار في الارتباط بالعمل فيها.
2- إدارة الجودة الشاملة Total Quality Management
تعرف الجودة الشاملة إجرائياً بأنها اتجاه حديث في الإدارة يسعى إلى تطوير الأداء الإداري من خلال التركيز على رضا المستفيد والتحسين المستمر والتميز، والتي يمكن للإدارة عندما تتبناها حتى تصل إلى مستوى أفضل في الأداء.
3- جامعة طرابلس Tripoli university:
هي إحدى المؤسسات التعليمية في ليبيا تأسست عام 1957م والتي تضم تسع عشرة كلية، تقدم برامج علمية تنتهي بمنح درجة البكالوريوس للكليات التطبيقية ودرجة الليسانس للكليات الإنسانية، كما تقدم جامعة طرابلس برامج للدراسات العليا تمنح فيها درجة الدبلوم العالي ودرجة الماجستير والدكتوراه في بعض الكليات.
منهج البحث:
انطلاقا من مشكلة البحث وإتساقاً مع الأهداف التي سعت الباحثة إلى تحقيقها تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، حيث اهتم هذا البحث بوصف وتحليل تنمية الالتزام التنظيمي والعوامل المؤثرة فيه على ضوء إدارة الجودة الشاملة.
حدود البحث: تمثلت في الآتي:
1- الحدود الموضوعية: اقتصر البحث الحالي على دراسة متغير الالتزام التنظيمي ومعايير إدارة الجودة الشاملة.
2- الحدود البشرية: اقتصر البحث على العاملين بالجهاز الإداري لجامعة طرابلس بليبيا.
3- الحدود المكانية: تم تطبيق البحث في الإدارة العامة بجامعة طرابلس بليبيا.
4- الحدود الزمنية: ويقصد بها الفترة الزمنية التي تم فيها توزيع الاستبيان على أفراد العينة والتي كانت من تاريخ 6/12/2017 إلى 8/1/2018م.
أدوات البحث:
اعتمدت الباحثة في هذا البحث على الأداة الأساسية وهي:
الاستبيان قامت الباحثة ببنائه وطبق على أفراد الجهاز الإداري بجامعة طرابلس ، حيث بلغ مجتمع الدراسة (1019) موظفاً ، وتم اختيار عينة عشوائية طبقية مثلت كل المستويات الإدارية.
نتائج البحث:
توصل البحث الحالي إلى مجموعة من النتائج أهمها:
- قلة اهتمام الجامعة بتغريز القيم من أجل التزام العاملين.
- إن الجامعة لا تراعي الأسس والمعايير العلمية عند اختيار العاملين في الأدارة.
- ضعف الشعور بالأمان الوظيفي للعاملين في إدارة الجامعة وأنهم مهددون بترك عملهم في أي وقت.
- ندرة تميز العمل في الجامعة بحرية التفكير الابداعي من خلال المهام والواجبات والمعارف الجديدة.
- قلة الصلاحيات الممنوحة للعاملين بالجامعة.
- ضعف المشاركة في اتخاذ القرارات الخاصة بالعمل قبل تنفيذها من جانب العاملين بالجامعة.
- لا تحرص الجامعة على أن تأخذ على عاتقها تطوير نظم الجودة الشاملة.
- ندرة انتشار ثقافة الجودة بين العاملين بالجامعة.
- لا تعتمد إدارة الجامعة على التغذية الراجعة في تعديل سياسات واستراتيجيات العمل.
- ضعف توافر وسائل اتصال فعالة بين العاملين وبعضهم البعض والمستفيدين للتسهيل في اتخاذ القرارات وتحقيق الأهداف.
توصيات البحث:
يوصي البحث الحالي بمجموعة من التوصيات التي يمكن تبنيها من أجل المساعدة في تنمية الالتزام التنظيمي في ضوء معايير إدارة الجودة الشامل للعاملين بالجهاز الإداري بجامعة طرابلس ويمكن توضيح بعض منها فيما يلي:
1- إعادة تنظيم الحوافز والأجور بما يحقق الرغبة بالاستمرار في العمل بالجامعة، ويزيد من الالتزام تجاهها.
2- إتاحة الفرصة للعاملين بالجامعة للمشاركة في صنع القرارات من خلال إيجاد آلية لتمكين العامين من طرح رؤاهم وإشراكهم في اتخاذ القرارات وخصوصا التي تتعلق بطبيعة أعمالهم ومهام وظائفهم.
3- تعزيز قدرات العاملين من حيث إشراكهم في عملية اتخاذ القرارات وزيادة ورفع مستوى الشفافية والافصاح عن المعلومات.
4- إعادة النظر في سياسة الجامعة تجاه العاملين من حيث الامتيازات التي يمكن أن يحصل عليها العاملون لأنفسهم أو أفراد أسرهم كالتأمين الصحي والتأهيل والتوجيه لتقديم التسهيلات للعاملين بما يحقق تنمية الالتزام التنظيمي.
5- تبني مبدأ العدالة في توزيع العمل والحوافز والمبني على الكفاءة مما يؤدي إلى شعور الموظف بمبدأ العدالة وزيادة انتمائه للجامعة وتطلعه للتطوير الوظيفي بشكل مستمر و هو له مردود على تنمية التزامه في عمله.
6- الاهتمام بإدخال نظرية الالتزام التنظيمي في قطاع الجامعة حيث يمكن ترجمتها إلى واقع من خلال البرامج التدريبية فمن الضروري توضيح مفهوم الالتزام التنظيمي ومضمونه وميزاته وكيفية تعزيزه لدى جميع العاملين بالجامعة.
7- على القيادة الجامعية العمل على تنمية الالتزام التنظيمي لدى العاملين لديها من خلال توفير بيئة تنظيمية تسمح بالإبتكار والإبداع الوظيفي ، وتتسم بعلاقات الاحترام والتقدير بين العاملين وتوفير الشعور بالرعاية والاهتمام مع توفير الظروف المادية ، التي تساعد الموظف على العمل بكفاءة ومما يشعره بالاهتمام، ويزيد من تنمية الالتزام التنظيمي.
الدراسات المستقبلية:
من خلال معالجة موضوع البحث الحالي، تبين أن هناك بعض الموضوعات البحثية ذات العلاقة بهذا البحث، والتي يمكن أن تكون محل دراسات مستقبلية وهي كما يلي:
- القيام بمزيد من الأبحاث والدراسات جماعية أو فردية في مجال الالتزام التنظيمي والثقافة التنظيمية بالجامعات في ضوء الإدارة الإلكترونية.
- وضع برنامج مقترح للالتزام التنظيمي على ضوء مدخل الإدارة الاستراتيجية.
- الالتزام التنظيمي وتطويره في ضوء معايير ستة سيجما.
- الثقافة التنظيمية وعلاقتها بالالتزام التنظيمي في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة.
- تصور مقترح لدور الالتزام التنظيمي والثقافة التنظيمية في تطوير الأداء بالجامعات.