الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الأغنية الشعبية هي تلك الأغنية التي ترتبط بمكان وبيئة وجماعة ما من البشر، ومثال ذلك أهل الريف وأهل الصحراء والنوبة وهكذا. ومن أمثلة تلك الأغاني أغاني دورة الحياة (الميلاد ومراحله كالعقيقية والختان الخ – الزواج ومراحله – الموت). وكذلك أغاني السمر والمناسبات كالأعياد وأغاني العمل مثل أغاني الصيد والحصاد, تلك الأنواع من الأغاني نجدها جماعية الإبداع سواء الكلمات أو اللحن أو الأداء، بالطبيعة كان لها مبدع أصلي ولكن سعة انتشارها كانت أكبر من مبدعها نفسه فظلت الأغنية وذهب المؤلف طي النسيان. والأغنية الشعبية تتناقل شفاهة من جيل إلى آخر، وتتأثر بالبيئة التي تخرج منها فلو أخذنا مثالاً أغاني الزواج لوجدنا أن طبيعة الأغنية سواء الكلمات أو اللحن تختلف باختلاف البيئة التي تخرج منها , فمثلاً نجد أغنية الزواج النوبية مختلفة عن الصحراوية، وحتى في الصحراء أغنية الصحراء الشرقية تختلف عن الغربية، ولو نظرنا إلى هذا التنوع وطبقناه على وطننا العربي لعلمنا أي ثراء فني نمتلكه ومع ذلك نتركه عرضة الإهمال، أما الأغاني المسماة مجازا بالشعبية فهي معروفة المبدع سواء المؤلف أو الملحن أو المغني، وتعبر عنهم وعن فكرهم الخاص ولا ننكر أنها تكون مستوحاة من البيئة، ولكن في النهاية هي تبنى على فكر مبدعيها. والأغنية الشعبية تتناقل شفاهةً كما سبق أن ذكرنا, لذلك تؤثر فيها عدة عوامل (السمع_النسيان_عدم فهم الكلمات), وتؤدي تلك العوامل إلى إحلال كلمات بدل كلمات وكذلك إدخال بعض الكلمات الدالة على المستجدات التي طرأت على البيئة الشعبية، على سبيل المثال لا الحصر إدخال كلمات مثل الراديو، أو إدخال أسماء بعض المشاهير مثل أم كلثوم وعبد الوهاب وهو ما لم يكن موجوداً في الماضي. أهم ما يميز الأغنية الشعبية أنها تحافظ على العادات والتقاليد والمعتقدات الخاصة بالجماعة الشعبية وذلك لتناقلها شفاهةً من جيل إلى آخر حاملة معها هذا الكم الهائل من الموروث الثقافي الخاص بالجماعة الشعبية عبر الزمن. |