الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله ، ورضوان الله تعالى على آله الطيبين, وبعد... فهذه رسالة دكتوراه بعنوان:«العدول في المفضليات,دراسة نحوية دلالية», نتناول من خلالها ظاهرة العدول في النحو العربي، الّتي شكّلت مشغلاً ذا أهمية بارزة لأصحاب الدراسات اللغوية والأسلوبية, فأعطوها بعداً جمالياً ودلالياً؛ لأن العدول عن الأصل التركيبي داخل السياق له أبعاد بلاغية ومقاصد بيانية يعمد إليها الناظم، فيتجلى السياق النصي في ثوب جديد مزيناً بوجه من وجوه البيان الدلالي الّذي يفاجئ المتلقي ويثير دهشته، لمخالفته القواعد والمعايير المألوفة في العرف النحوي؛ لأنّ التركيب المعدول دلالياً يؤدي معنى مخالفاً لما هو ظاهر، مما يحدو بنا إلى الوقوف على مفهوم العدول، وتحديد المصطلح في الدراسات النحوية والبلاغية، مع تلمس وجود ما يرادف هذا المصطلح من مصطلحات أخرى في الدراسات الأسلوبية المعاصرة، وتحديد صوره وأنماطه، إذ إنها ظاهرة نحوية بلاغية أسلوبية، تبرز وجهاً من وجوه جماليات العربية من قدرات فائقة في التعدد الدلالي. والعدول مصطلح يقوم على مخالفة قواعد اللغة المعيارية، نشأ بصورة مغايرة لما هو مألوف في الاستعمال المتعارف عليه, حيث تتركّب الجملة العربية وفق قواعد وقوانين وضعها النحاة، وقد ينحرف التركيب اللغوي عما هو معتاد ومألوف، بسبب سياقي ما، فيأخذ التركيب معنى آخر هو الأساس غير المعنى الظاهر، فيتجاوزه إلى دلالات أخرى ذات وظيفة بلاغية، لا تفهم إلاّ من خلال القرائن الحالية والسياقية. وقد اقتصرت في دراستي على ثلاث ظواهر فقط هي: الحذف, والتقديم والتأخير, والفصل بين عناصر الجملة, وذلك لكون تلك الظواهر هي الأكثر تواتراً في النص الشعري, فضلاً عن كونها هي العوارض الأساسية التي تلحق الجملة العربية, والتي يتم من خلال دراستها الكشف عن ما وراءها من أغراض ودلالات. وقد اقتضت طبيعة هذه الدراسة أن تكون في ثلاثة فصول, بعد مقدمة وتمهيد, وأعقبت تلك الفصول بخاتمة تشمل نتائج البحث وخلاصته, ثم الفهارس. فتحدثت في المقدمة عن التعريف بالموضوع وأهميته, وأسباب اختياري لهذا الموضوع ومنهجي فيه, أما التمهيد فقد تناولت فيه مدخلا نظرياً لدراسة ظاهرة العدول ومن ثم تطبيقها على شعر المفضليات للمفضل الضبي. |