الفهرس 
الاطار العام للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 347 |  |  |
| | | from | 347 | | |
المستخلص
لقد أضحى العمل التطوعي مؤشرًا هامًا من مؤشرات تقدم الأمم ورقيها لكونه غاية ووسيلة المجتمعات للتنمية المستدامة، حيث يُعد العمل التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي، وجزءًا لا يتجزأ من ثقافة المجتمعات المتطورة؛ بما يمثله من منظومة القيم، والمبادئ؛ التي تحث على المبادرة، والعمل الإيجابي؛ الذي يعود بالنفع على الآخرين، وتدعيم التماسك الاجتماعي بين المواطنين؛ لذا يعد الركيزة الأساسية في التحول نحو بناء المجتمع المدني واستدامة خدماته، فهو قاعدة أساسية لكثير من أنشطة مؤسسات المجتمع المدني، ومع تعقد الظروف الحياتية وتطورها ونمائها بصورة متسارعة تزداد الحاجة بالتزام تلك المؤسسات بالتوجه للفكر الإداري الحديث المواكب لعالم إدارة الأعمال بما يمكنها من التأقلم والتكيف مع الأوضاع البيئية الراهنة والمستقبلية.
وتأتي مؤسسات التعليم العالي الجامعية من أبرز تلك المؤسسات، وذلك لأن الجامعات تمتلك من الموارد ما يجعلها قادرة على نشر ثقافة التطوع في محيطها الجامعي والمجتمعي، كما أنها مؤسسة مجتمعية تقدم خدماتها للبيئة والمجتمع المحلي؛ بل وللمجتمع الإنساني أيضًا، ومن ثم فهي قادرة على تأسيس وتأصيل منظومة للعمل التطوعي التي لابد أن تستند إلى القيم والمعايير الاجتماعية التي يرتضيها المجتمع وفق نظم تواكب الاتجاهات الإدارية الحديثة، ومبرر هذا أن العمل التطوعي شهد عدة تغيرات وتطورات في مفهومه وغاياته وأهدافه ووسائله ومرتكزاته، وذلك بفعل التغيرات التي تحدث في الاحتياجات المجتمعية، فبعد أن كان الهدف الأساسي من العمل التطوعي هو تقديم الرعاية والخدمة للمجتمع وفئاته، أصبح هدفه الآن تغيير وتنمية المجتمع، وبالطبع يتوقف نجاح تحقيق هذا الهدف على إسهام المؤسسات التعليمية – وبصفة خاصة الجامعية - في تأهيل وإعداد الكوادر البشرية المهنية والمدربة على العمل في كافة مجالات العمل التطوعي، وعلى رغبة المجتمع في إحداث التغيير والتنمية، وهذا يتطلب اعتماد رؤى واستراتيجيات جديدة لإدارة هذا القطاع الحيوي الهام.
مشــــكلة الــدراســـة:
بالرغم من أهمية العمل التطوعي في تسريع قضايا التنمية في المجالات المجتمعية المتعددة؛ إلا أن ممارسة العمل التطوعي بين الشباب الجامعي في مصر لا يرتقي إلى ما هو مأمول منه في دفع عجلة التنمية على المستوى القومي ولا يتناسب مع حجم وطاقات تلك الفئة العمرية الهامة بالمقارنة مع مثيلاتها في المجتمع الدولي بحسب تأكيد العديد من الدراسات القومية والأكاديمية والتقارير الرسمية والأهلية، ويكون ذلك على نقيض نُظرائهم من طلاب الجامعات العالمية التي تشهد نمو متزايد في أعداد الطلاب المقبلين على الأعمال التطوعية.
حيث تؤكد أغلب تلك الدراسات أن من أسباب العزوف وجود عدد من المعوقات الإدارية التي تواجه الطالب أو المشارك عند إقدامه على العمل التطوعي تتمثل في عدم وجود إدارة خاصة للمتطوعين تهتم بشئونهم وتعينهم على الاختيار المناسب بحسب رغباتهم وقدراتهم، وعدم تحديد دور واضح للمتطوع نتيجة ضعف اللوائح والأنظمة الخاصة بالعمل التطوعي نتيجة غياب تام للتشريعات والقوانين التي تنظم إجراءات عملهم، وعدم وجود برامج تدريبية تعمل على بناء قدرات المتطوع لممارسة الأنشطة التطوعية وضعف التحفيز الكافي الذي يتلقاه الطلاب أو المشاركون في الجهود الخدمية للجامعة وأنشطتها التطوعية، وغياب تام للممارسات الجيدة التي توجه عمل المتطوع على المستوى الفردي والجماعي في المجتمع الجامعي.
وتتمثل مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:
كيف يمكن بناء استراتيجية لإدارة العمل التطوعي بالجامعات المصرية في ضوء بعض الخبرات العالمية؟
وينبثق عن هذا السؤال عدد من الأسئلة الفرعية التالية:
1. ما الأسس النظرية لإدارة العمل التطوعي بالجامعات؟
2. ما أهم الخبرات العالمية في إدارة العمل التطوعي بالجامعات؟
3. ما واقع إدارة العمل التطوعي بالجامعات المصرية؟
4. ما نتائج التحليل البيئي لإدارة العمل التطوعي بجامعة بني سويف؟
5. ما الاستراتيجية المقترحة لإدارة العمل التطوعي بجامعة بني سويف فى ضوء بعض الخبرات العالمية ؟
ثالثًا. أهـــداف الــدراســـة:
تهدف الدراسه إلى:
1. التعرف على الإطار العام لإدارة العمل التطوعي بالجامعات .
2. الكشف عن الخبرات العالمية الجامعية الرائدة في إدارة الجهود التطوعية وإمكانية الاستفادة منها.
3. التحديد الدقيق لواقع ومنهجية إدارة العمل التطوعي في سياق أهداف الجامعة المصرية ووظائفها.
4. وضع استراتيجية مستقبلية لإدارة العمل التطوعي بالجامعات المصرية في ضوء بعض الخبرات العالمية.
رابعًا. أهـمــــية الـــدراســة:
تكمن أهمية الدراسة فيما يلي:
1. مسايرة الاتجاه القومي والعالمي نحو تأصيل إدارة العمل التطوعي بما يتوافق مع الخبرات العالمية الرائدة، واحتياجات المجتمع وقيمه.
2. حداثة موضوع إدارة العمل التطوعي لدى مؤسسات التعليم الجامعي في ضوء أهداف الجامعة المصرية ووظائفها في التعليم، والبحث، وخدمة المجتمع وتنمية البيئة.
3. التأثير الإيجابي في منظومة التعليم بصفة عامة والتعليم الجامعي بصفة خاصة، من خلال التركيز على الاستفادة من الموارد البشرية، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة؛ بإدارة العمل التطوعي لحل مشكلات التنمية.
4. معالجة أوجه القصور الإدارية التي تواجه العمل التطوعي والتي تؤثر بالسلب في الوفاء بمتطلبات التنمية، وبصفه خاصة بمؤسسات التعليم العالي والجامعات المصرية.
مــنهـج الــدراســة وأدواتها:
يُستخدم المنهج الوصفي للوصف والتحليل والتفسير والتنبؤ بسُبل إدارة العمل التطوعي بالجامعات المصرية بما يضمن تأصيل ومنهجة إدارة العمل التطوعي بمصر عمومًا وبجامعة بني سويف خصوصًا وذلك بالتعرف على مفهومه وغاياته وأهدافه ووسائله ومرتكزاته وذلك في ضوء الخبرات العالمية مما يسهم في التوصل إلى تعميمات ونتائج عِلمية، كما يستخدم أسلوب من أساليب الدراسات المستقبلية وهو أسلوب التحليل الرباعي SWOT كأحد مراحل التخطيط الاستراتيجي لتحليل البيئة الخارجية لمجتمع الدراسة ”الفرص والتهديدات”، وتحليل البيئة الداخلية لها ”جوانب القوة والضعف” بهدف تقديم وصف لوضع مستقبلي مرغوب فيه، وذلك لتحديد تلك الاستراتيجية الإدارية المقترحة من حيث التخطيط والتنظيم والرقابة باستخدام استبيانات مفتوحة ومقيدة.
خطوات السير في الدراسة:
1. الخطوة الأولى: تتناول عرض الإطار العام للدراسة من خلال التعرض لمشكلة الدراسة وأهدافها وأهميتها وحدودها ومنهجها وأدواتها وعينتها ومصطلحاتها، وعمل مسح بأهم الدراسات السابقة المتعلقة بها.
2. الخطوة الثانية: تتناول منهجية إدارة العمل التطوعي بالجامعات ”إطار نظري عام”.
3. الخطوة الثالثة: تتناول استعراض الخبرات العالمية الجامعية الرائدة في إدارة العمل التطوعي بها.
4. الخطوة الرابعة: تتناول استعراض واقع إدارة العمل التطوعي بالجامعات المصرية ”تحليل وثائقي”.
5. الخطوة الخامسة: وفيها يتم رصد نتائج المسح البيئي لجامعة بني سويف والتحليل الاستراتيجي في ضوء التحليل الرباعي، ولأجهزة الجامعة الإدارية المتوقع تبنيها للاستراتيجية المقترحة في برامجها وأنشطتها، ونقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات ذات العلاقة بالبيئتين الداخلية والخارجية لهذه الإدارات، وأساليب وأدوات متابعتها وتقويمها وذلك من خلال الدراسة الوثائقية والميدانية وباستخدام الأدوات المعدة لذلك.
6. الخطوة السادسة: التوصل إلى استراتيجية مقترحة متكاملة لإدارة العمل التطوعي بجامعة بني سويف فى ضوء بعض الخبرات العالمية.
النتائج والتوصيات:
توصلت الدراسة إلى اقتراح استراتيجية إدارية متكاملة لإدارة العمل التطوعي بجامعة بني سويف في ضوء الخبرات العالمية على أن تكون قابله للتطبيق الميداني بالجامعات المصرية بحسب السياق المؤسسي لكل جامعة ومراعاة بيئاتها الداخلية والخارجية بصورة متكاملة، وفق عدد من ( مرتكزات، رؤية، رسالة، قيم، سياسات حاكمة، أهداف استراتيجية، خطة تنفيذية، برامج عمل، تحديات تطبيقها وآليات التغلب عليها )، ووفقًا لنتائج التحليل البيئي والموازنة بين البدائل تم التوصل لمجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي يتحقق بها التوجه الريادي وهي توجهات تعمل على تنمية مجالات القوة لاستثمار الفرص، حيث تأتي الأهداف الاستراتيجية وفق أبعاد رئيسة أربعة مرتكزة على العمليات الإدارية المتفق عليها، على النحو التالي:
أولًا: عــــمـــلــــيـــة الـــتـــخـــطــــيـــط
الغاية الأولى: تطوير آليات النهوض بالمجتمع بالارتكاز على المشاركة العامة في مجالات العطاء المجتمعي عبر البرامج والمشاريع التطوعية الجامعية.
الهدف الاستراتيجي الأول: الاهتمام بدراسات إدارة العمل التطوعي بما يدعم الرؤي القومية لدوره كأبرز آليات النهوض بالمجتمع
الهدف الاستراتيجي الثاني: التوجه نحو البرامج التطوعية المتضمنة كافة مقومات الجامعة الداعمة لضمان فاعلية الخدمات المقدمة للمجتمع.
ثــانـــيًا: عــــمـــلــــيـــة الـــتـــنـــظــــيــــــم
الغاية الثانية: تحديث نظم إدارة الجهود التطوعية الجامعية واستثمار مواردها بما يدعم سياساتها التنموية.
الهدف الاستراتيجي الثالث: تلبية الاحتياجات المجتمعية المتجددة من الجهود التطوعية بما يضمن تفعيل السياسات الجامعية المتعلقة بخدمة وتنمية المجتمع.
الهدف الاستراتيجي الرابع: تهيئة بيئة العمل التطوعي بالجامعة واستثمار كافة مواردها بمهنية في المهام التطوعية المتاحة.
ثــالـــثًا: عــــمـــلــــيـــة الـــتـــوجــــــــيـــــــــــه
الغاية الثالثة: تعظيم قدرات الجهود الجماعية المشاركة في فاعليات التطوع الجامعية عبر تدعيم آليات التعاون والتواصل
الهدف الاستراتيجي الخامس: الاستفادة من الخبرات الجامعية والمجتمعية في دعم الجهود التطوعية لتحقيق الأهداف التنموية المرغوبة.
الهدف الاستراتيجي السادس: تطوير القدرات الاتصالية لبرامج العمل التطوعي بالجامعة وتعظيم الاستفادة من وحداتها وروابطها ونظم المعلومات المتوفرة بالجامعة والمجتمع.
رابعًا: عــــمـــلــــيـــة الــــــرقـــــــــــابــــــــة
الغاية الرابعة: ضمان استدامة جودة أداء الجهود التطوعية الجامعية وفق مستويات معيارية محددة يكسبها الاعتراف المجتمعي.
الهدف الاستراتيجي السابع: تطوير آليات متابعة وتقويم أداءات منتسبي برامج / مبادرات العمل التطوعي بالجامعة لكسب ثقة المجتمع في جهود المتطوعين الخدمية.
الهدف الاستراتيجي الثامن: ضمان جودة البرامج التطوعية التي تقدمها الجامعة للمجتمع بصورة خدمية لتلبية متطلبات التنمية المستدامة.
واقترح البحث عدة أهداف إجرائية لكل هدف استراتيجي ومجموعة من الأنشطة المحققة لتلك الأهداف ومؤشرات الأداء الدالة على تحققها، كما تم تقديم عدد من المقترحات والآليات التي تسهم في التغلب على عدد من التحديات التي قد تواجه تطبيق الاستراتيجية المقترحة لإدارة العمل التطوعي بجامعة بني سويف في ضوء بعض الخبرات العالمية والتي أكدت عليها نتائج الدراسة النظرية والميدانية، فمنها المتعلق ببيئة الجامعة الداخلية والتي قد تعرقل دعم منظومة العمل التطوعي وتمثل نقاط قصور، ومنها المتعلق ببيئة الجامعة الخارجية من المجتمع الخارجي وتمثل نقاط تهديد والتي قد تعرقل منظومة إدارة العمل التطوعي لدى جامعة بني سويف.
بحوث ودراسات مقترحة.
1. متطلبات استخدام بطاقة الأداء المتوازن في منظومة العمل التطوعي بالجامعات المصرية.
2. دور تطبيقات نظم المعلومات الإدارية في تطوير إدارة منظومة العمل التطوعي بالمؤسسات التعليمية.
3. التطوير التنظيمي وأثره في تحسين جودة العمل التطوعي دراسات تطبيقية على وحدات العمل التطوعي بالجامعات المصرية.
4. تصور مقترح لتطبيق معايير الجودة الشاملة في إدارة منظومة العمل التطوعي بالمؤسسات التربوية.
5. استراتيجية مقترحة لإدارة العمل التطوعي بمؤسسات التعليم قبل الجامعي بمصر.
6. التخطيط لوحدة جامعية متخصصة في إدارة العمل التطوعي بالجامعات المصرية.
7. بدائل استراتيجية لإدارة العمل التطوعي بالمؤسسات التعليمية في ضوء مؤشرات التنمية البشرية المستدامة.
8. تصور مقترح لإعادة هندسة عمليات إدارة العمل التطوعي بمؤسسات التعليم العالي.