![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص السخرية و التهكم شيء فطرى في شخصية الإنسان فقد يسخر من موقف أو حدث متناقض مع الظروف الحياتية التي يعيشها الفرد في أي مجتمع ، و هو أمر يمتد منذ هبوط الإنسان الأرض وقد يلجأ إليه تنفيسا عن النفس من ضغوطات الحياة و يعيش لحظات ابتسام أو انتصار يكسر بها حاجز التوتر و ضغط العمل و الإرهاق و الإحباط ، فينال من صاحب الموقف أو من الموقف نفسه لكن التهكم و السخرية بذلك الموقف و تلك المنهجية لا تدخل بعد في فلك الأدب ، لأن أي لون من ألوان الشعر - مثل الهجاء و السخرية و التهكم و الغزل ..إلخ -إذا لم تتوافر فيه مقومات العمل الأدبي صار ضربا من العبث و اللهو ” و الأدب لا يكون عبثا ”.و السخرية في الأدب لون يميز شاعرا عن شاعر و كاتبا عن كاتب ، ولا يعتلي منصة التهكم و السخرية كل الشعراء و الكتاب فهناك ملكات خاصة و طبيعة متفردة يتسم بها من يبحر في هذا اللون الأدبي الراقي فهؤلاء وهبهم الله تعالى ” قريحة صافية، وذهنا متوقدا، و لسانا عذبا رقراقا يفيض بالقول الجميل ، ويشدو باللفظ السلسبيل ”،و لذا حاولنا البحث عمن تناول التهكم و السخرية في الأدب العربي رغبة في الخروج بمنهج واضح يحدد ضوابط هذا اللون الأدبي و منهجه للتأكيد على أن الساخر و المتهكم هو أديب ملك أدواته الأدبية بمهارة شديدة حتى استطاع أن يغوص في بحر التهكم و السخرية بما يتميز به من قدرة فائق على الانتقاء للخلل أو العيب أو اللقطة المجتمعية وفي اللحظة المناسبة حتى يخرج عمله الأدبي متكامل الجوانب، ولديه خيال خصب ورصيد هائل من التراكيب اللفظية و الصور البلاغية تجعله متميزا وفريدا في هذا اللون الأدبي. فكان البحث مسلطا الضوء على التهكم و السخرية لكونه لونا أدبيا عريقا، له أدباؤه المتميزون. و قد اختار الباحث شاعرين لهما باع ليس بالهين في هذا اللون الأدبي الذي قد يغفل عنه غير الدارسين و المتخصصين. |