![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لم يغفل المحدِّثون النظر إلى متون الأحاديث في عمليتهم النقدية التي مارسوها لتصحيح وتضعيف الأحاديث، وإنما كان هذ أحد ركنين أساسيين اعتمدوا عليهما، إذ ثمَّ ترابطٌ وثيقٌ بين الإسناد والمتن، وأن الأول بوابة النقد للثاني، ولن يُخطَّأ متنٌ إلا وتعود اللائمة على الإسناد، فما من حديثٍ من الأحاديث انتقدَ الأئمَّة متنه؛ إلا وأشاروا إلى سبب ذلك في الإسناد، أو تبيَّن مدخله في الإسناد بعد الدراسة إن لم يُشيروا إليه، وهو ما يعطي تبريرًا قويًّا لسبب استحواذ دراسة الإسناد على النصيب الأكبر في كلام العلماء وتصنيفاتهم. وقد أثبت البحث من خلال الدراسة التحليلية للنصوص المستخرَجة من كتاب «العلل» لابن أبي حاتم حضور هذا الاهتمام، وزَيْفَ الفِرية التي رُمي بها المحدِّثون من إغفالهم للمتون، وتوصَّل إلى أنَّ هناك قواعدَ كانوا يسيرون عليها في هذا النقد، ولم يكن الأمر خَبْط عشواء، حتى وإن لم يُصرِّحوا بهذه القواعد. كما أثبت البحث أن هذه العملية النقدية تحتاج إلى قدرات ومواهب خاصة؛ كسعة الاطلاع والحفظ، والإلمام بأصول الشريعة، ومعرفة المجمَع عليه من المختلَف فيه. وقد تم استنباط أربع عشرة قاعدة من خلال النصوص المستخرَجة من الكتاب المذكور، وهو ما يفتح الباب أمام الباحثين للنظر في باقي كتب العلل الأخرى، لاستكمال هذه القواعد. |