Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور المرأة الدينيّ في أثينا خلال العصر الكلاسيكيّ
وانعكاسه على الفن اليونانيّ القديم /
المؤلف
غبريال، سوزان فوزي تيموثاوس.
هيئة الاعداد
باحث / سوزان فوزي تيموثاوس غبريال
مشرف / فايز يوسف محمد
مشرف / عبد الحميد مسعود
مناقش / فايز يوسف محمد
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
255ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الآثار (الآداب والعلوم الإنسانية)
تاريخ الإجازة
22/11/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الآثار
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 255

from 255

المستخلص

اختلف وضع المرأة اليونانية ومكانتها في بلاد اليونان باختلاف الزمان والمكان، حيث كان في بعض العصور القديمة يبدو وضع المرأة نبيلًا بينما أصبح أقل شأنًا في العصر الكلاسيكي. ومكانة المرأة من الموضوعات التي اختلف على تحديدها كثير من العلماء. حيث توجد مجتمعات رفعت من شأن المرأة وقيمتها وأخرى همَّشت دور المرأة وقللت من قيمتها. ومثال على تهميش دور المرأة هو ما يبدو في مجتمع أثينا الكلاسيكية - موضوع البحث – الذي فيه حُدِّد دور المرأة في الإنجاب ورعاية الأولاد وحياتها داخل المنزل.
وسوف يتناول هذا البحث وضع المرأة الديني،حيث احتلَّ الدينالمرتبة الأولىفي بلاد اليونان مما أثّر في باقي المجالات الحضارية. وتقتصر الدراسة بمدينة أثينا على عصرها الكلاسيكي الذي يقع في الفترة479– 338 ق.م. فأثينا هي واحدة من أكثر المدن أهمية وقوة في بلاد اليونان خلال العصر الكلاسيكي وأكثر المدن تدينًا، وهذا العصر كان يمثل طفرة في كل المجالات، الثقافية والفنية والسياسية.وجدير بالذكر أنأثيناكانت من أولى المدن اليونانية التي طبقت النظام الديموقراطي.
وقد تم اختيار هذا الموضوع لأن وضع المرأة ودورها الديني في أثينا كان مثيرًا للجدل إذكان يبدو مناقضًا لوضعها الاجتماعي والاقتصادي والقانوني في ذلك العصر. حيث اقتصر وضع المرأة الاجتماعي على وجودها في المنزل والاعتناء بالأطفال وتربيتهم،فخروجها من المنزل كان للضرورة القصوى. ونظر المجتمع الأثيني للمرأة على أنها غير مساوية للرجل واعتبروها كائنًا أدنى منه في المَلَكات العقلية وأقل سموًا من الناحية الأخلاقية( ). وأنها غير أهللمباشرة حقوقها القانونية فظلت المرأة قاصرةتحت الوصاية طوال فترات حياتها، ولم تتمتع بأية حقوق سياسية على الإطلاق حتى أنه لم يسمح لها بالتصويت في الأمور الخاصة بسياسة المدينة( ).
وسنقوم في هذه الدراسة بتوضيح المكانة الدينية للمرأة الأثينية من خلال ثلاثة فصول، يتناول الفصل الأول أهم الوظائف الدينية التي تولتها المرأة الأثينية داخل المعبد وخارجه، سواء بمفردها أو بصحبة نساء أخريات. بينما يختص الفصل الثاني بالاحتفالات التي أقامتها النساء وهما نوعان من الاحتفالات أحدهما اقتصر على النساء دون الرجال والآخر شاركت فيه النساء بأدوار معينة بالأضافة إلي معرفة مغزى كل طقس أدَّته المرأة في هذه الاحتفالات. وأخيرًا سوف نتطرق في الفصل الثالث للحديث عن الإهداءات والنذور التي قدمتها النساءللآلهة،إلى جانب سرد الهبات التي كانت النساء يفضلن تقديمها، والآلهة التي نالت أكبر قدر من إهداءات النساء.
ويهدف هذا البحث إلي معرفة وضع المرأة الديني، وهل كانت تؤدي أدوارًا مهمة، أم أدوارًا هامشية بجانب الرجل؟ حيث يدلنا الجانب الديني على حقائق هامة عن حياة النساء. وهل كان وضع المرأة الديني وضعًا متدنيًا أم مرتفعًا مقارنة بوضعها الاجتماعي؟ وما إذا كان الوضع الديني للمرأة مناقضًا لوضعها الاجتماعي أم مرتبطًا به؟ وإن كانا مرتبطان فما هي حلقة الوصل بينهما؟ وكذلك التعرف على الآلهة التي خصتها النساء بالعبادة وإقامة الاحتفالات وتقديم النذور. وقد كانتسرية معظم طقوس وأدوار النساء من أهم الصعوبات التي واجهتها الباحثة وهو ما أدى إلى قلة المعلومات وكثرة الاحتمالات والاجتهاداتفي هذا الشأن.
وسوف نحاول وصف هذه الأدوار الدينية بشكل تفصيلي مستعينينبالمصادر الأدبيَّة لأشهر الكتّاب في هذا العصر الذين قاموا بوصف دور المرأة الديني في أعمالهم مثل إيسخيلوس وسوفوكليس ويوربيديس وأريستوفانيس وباوزانياس. حيث تميّز العصر الكلاسيكي بوفرة في الكتابات الأدبية التي كانت تعكس واقع الحياة في أثينا.
وسوف نستعينأيضًا بدراسة تمثيل هذه الأدوارفيالفن اليوناني في هذا العصر بكل أنواعه من نحت وعمارة وأواني فخارية وشواهد قبور، وكيفيةتصوير المشهد الطقسي.لمعرفة هل يوجد زي خاص بهن في هذه الأدوار أو أدوات معينة تستخدم، وما هي؟ وهل صورت المرأة كشخصية رئيسية في المشهد أم ثانوية بجانب الرجل؟
ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد دراسة عربية متخصصة في هذا الموضوع فيما عدا رسالة ماجستير أمل فؤاد وزيري بعنوان ”المرأة في مسرح أريستوفانيس” 1996. تناولت فيها وضع المرأة الاجتماعي والقانوني والديني من خلال نصوص أريستوفانيس الأدبية. إلا أن هذه الدراسة قداقتصرت على أدوار قليلة مما قامت به المرأة، ولم تتناولانعكاس هذه الأدوار في الفن.
أما عن الدراسات الأجنبية التي تناولت الموضوع، فقد كان أهمها Mathew Dillon الذي كتب كتابًا بعنوان ”Girls and Women in Classical Greek Religion” نُشر في عام 2002 وتناول فيه الأدوار الدينية للمرأة في كل بلاد اليونان ووصفها بشكل موجز مع الاستعانة بقليل من المشاهد الفنية، إلا أن هذه الدراسة ستختلف في تخصيص مدينة واحدة وهي أثينا والتطرق لكل المشاهد الدينية المتاحة لهذه الطقوس والأدوار المُعلن عنها داخل الرسالة.
ويليه في الأهمية كتاب Barbara Goff بعنوان ” Citizen Bacchae: Women’sRitual Practice in Ancient Greece” الذي نشر في عام 2004 وعرضت فيه بعضًا من الأدوار الدينية للمرأة مثل المناصب والاحتفالات وتناولت عددًا قليلًا من الأواني الفخارية المرتبطة ببعض الطقوس التي عرضتها. لكنها لم تتطرق للإهداءات والنذور التي قدمتها النساء للآلهة وأيضًا لم تستعن بباقي أنواع الفن مثل النحت وغيرها.
وسوف نختم هذا البحث بثلاثة ملاحق هامة لموضوع البحث، أولها للتقويم الأثيني وثانيها للأواني الفخارية وثالثها للآلهة اليونانية.

الفصل الأول