Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المثالية الجديدة في الفكر الفلسفي الإنجليزي توماس هل جرين نموذجاً( 1836-1882)/
المؤلف
خليل, هنيه حمدى يوسف.
هيئة الاعداد
باحث / هنيه حمدى يوسف خليل
مشرف / سعد عبد العزيز محمد الصادق حباتر
مشرف / دعاء وجدي محمد فهيم
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
358 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - الدراسات الفلسفية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 358

from 358

المستخلص

لكل بيئة ثقافتها الخاصة، وتياراتها الفكرية التي تنبع من داخلها وتعبر عن شخصية سكانها. والفكر في انجلترا فكر تجريبي محض ينفر من كل ما يخالفه أو يعاديه. فالفلسفة الانجليزية فلسفة تجريبية محضة.
ولعل هذا ما بدا واضحا ً عند الكثيرين من الفلاسفة الإنجليز من أمثال فرنسيس بيكون Bacon .F ( 1561-1626 ) في القرن السادس عشر، وتوماس هوبز Thomas Hobbes ( 1588-1679 )، وجون لوك John .Lock ( 1632 – 1704 ) في القرن السابع عشر، بل وعند ديفيد هيوم D .Hume (1711–1776)في كالقرن الثامن عشر، وبرتراندرسل B. Russell (1872–1970) في القرن العشرين.
ويمكن القول بأن سيادة الاتجاه الحس التجريبي في انجلترا, دون غيره من الاتجاهات الفلسفية الأخرى، يرجع إلي تلك العزلة النسبية التي فرضتها انجلترا علي نفسها في ميدان الفلسفة بالذات في الوقت الذي انفتحت فيه علي القارة الأوروبية في مجالات أخري كثيرة كالسياسة والعلم الطبيعي.
إلا أنه على الرغم من سيادة الفكر التجريبي في هذه البقعة من العالم، بدأت تظهر تساؤلات فيها موجات من الفلسفة المثالية حينا بعد حين. ولكن هذا أثار الكثير من التساؤلات عن المنبع الذي نبعت منه هذه الفلسفة المثالية، وهل هي نابعة من أعماق التراث الإنجليزي نفسه كما يذهب البعض من أمثال” جون مويرهيد” في التراث الأفلاطوني في الفلسفة ” الأنجلوسكسونية” الذي يزعم أن هذه الحركة مجرد استيقاظ لقوى كامنة في التراث الإنجليزي نفسه، ولم ترد إليه من الخارج.
وهذا عكس ما يقول به فريق آخر من مؤرخي الفلسفة الإنجليزية من أمثال ”رودلف ميتس” الذي يؤكد، في كتابه ” الفلسفة الإنجليزية في مائة عام” أن هذه الحركة المثالية التي ظهرت في انجلترا ليست وليدة تراثها، بل هي حركة وافدة من الخارج، ومن ألمانيا على وجه التحديد. فهى حركة ألمانية الأصل غزت إنجلترا، وتربعت على عرش الثقافة الانجليزية وغيرت الكثير من مفاهيمها القديمة، وخطت بها خطوات كبيرة إلى الأمام. بل وهذا هو ما يقوله أيضاً الفيلسوف الانجليزي المعروف برتراند رسل.
والرأي عندنا هو أن هذا الفريق الثاني أدنى إلى الصواب. فمن الواضح أن هذه المثالية التي اجتاحت انجلترا ليست محلية بحال من الأحوال، وإنما هي ألمانية أصيلة، فهي مثالية كانطية وهيجلية على وجه التحديد. وقد مهد لدخول هذه المثالية إلى إنجلترا نفر من الشعراء والكتاب الذين أعجبتهم مثالية كانط وهيجل فنقلوها في أشعارهم ومن هؤلاء كولردج وكارليل. ثم تحمس لهذه الحركة بعد ذلك مجموعة من أساتذة الفلسفة في جامعة أكسفورد أمثال جرين وبرادلى وبوزانكيت، وهؤلاء هم الذين أطلق عليهم ” أسم مدرسة أكسفورد” أو الهيجلية الجديدة لأن فلسفة هيجل كانت هي الأكثر سطوعاً.
وقد ساهم في انتقال الفلسفة الألمانية إلى انجلترا بعض مفكري وفلاسفة الإنجليز من مبشرين بها، ورواد لها. ومن بين هؤلاء الرواد ” توماس هل جرين”، موضوع هذه الدراسة، الذي كان له دور بارز في نقل المثالية الألمانية إلى انجلترا، والذي أقام المثالية على الأسس التي وضعها كانط وهيجل.
على أن اقتناع جرين بالنزعة المثالية، وإيمانه بها جعله يخوض معركة ضد هذه المذاهب التجريبية في محاولة لزعزعة أركانها، وتقويض أساسها من أجل تمهيد الأرض لزرع المثالية الجديدة مكانها.
ومن هنا بدأ جرين ينقد الاتجاهات التجريبية وفلسفة جون لوك على وجه التحديد بوصفه واضع أسس الفلسفة التجريبية المحضة.
كما أن جرين يخص ديفيد هيوم بمساحة كبيرة من نقده باعتباره تابعاً لجون لوك في نزعته التجريبية الخالصة. ذلك أن جرين يؤكد على أسبقية العقل على التجربة، وأن الفكر هو الحقيقة كلها، وأن العقل هو مصدر المعرفة. فلقد تأثر جرين بفلسفة كانط وهيجل، وكان يستشهد بالفكرة الهيجلية القائلة بأن الفلسفة تتقدم بطريقة ديالكتيكية مستهدفة إيجاد نظرة متزايدة المعقولية إلى الأشياء.
وقد يكون من الطبيعي أن ينقد توماس هل جرين مثل هذه المذاهب بصفة عامة، ومذهب لوك بصفة خاصة ما مرتئياً في كل هذه المذاهب، بردها المعرفة إلى الحس، ضياعا للحقيقة الواحدة الثابتة غير المرتبطة بزمان أو مقيدة بمكان.
إلا أن من الحق أن يقال إن فلسفة جون لوك ليست بالفلسفة التجريبية الخالصة كما تصور جرين. بل ولا فلسفة هيوم كذلك، بل إن في فلسفة هذا وذاك شعاعاً عقلياً يسرى في أحشاء هاتين الفلسفتين. ولكن جرين لم يستطع أن يرى ذلك من فرط تحمسه للمثالية وتعصبه لها، وقد بدا ذلك واضحاً في المجال الابستمولوجى وامتد إلى مجال الأخلاق والسياسة ولاسيما لأن جرين كان متأثراً بكانط وهيجل.
وهذه الرسالة تتكون من مقدمة وخاتمة وثلاثة أبواب مقسمة إلى ثمانية فصول على النحو التالى.
الباب الأول: حوار الحضارات ودخولها في بيئات ثقافية غريبة عنها.
ويتكون من فصلين على النحو التالى.
الفصل الأول: تسرب الثقافة الألمانية إلى الفكر الإنجليزي.
الفصل الثاني: انتقال الفلسفة الألمانية إلى انجلترا على أيدي بعض مفكري وفلاسفة الإنجليز.
الباب الثانى : مدخل إلى فلسفة توماس هل جرين.
ويتكون من ثلاثة فصول على النحو التالى.
الفصل الأول: المصادر الفكرية لتوماس هل جرين.
الفصل الثانى: نقد جرين للاتجاهات التجريبية.
الفصل الثالث: ميتافيزيقا المعرفة عند جرين.
الباب الثالث: فلسفة الأخلاق والسياسة عند توماس هل جرين.
الفصل الأول: الإنسان وحرية الإرادة في فلسفة جرين الخلقية.
الفصل الثانى: تصور جرين لفكرة الخير.
الفصل الثالث: الموقف السياسي لتوماس هل جرين.