![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يمكن ملاحظة الفروق بين الأفراد من خلال أساليبهم في أداء ما يُسند إليهم من مهام وفي أساليب مواجهتهم للمشكلات، حيث يفضل البعض تناول الأحداث بأساليب منطقية عقلانية، فنجدهم يفكرون في الإيجابيات واحتمالات النجاح، بينما البعض الآخر يهتم بحصر السلبيات واحتمالات الفشل. ويمثل التفكير أرقى أشكال النشاط العقلي لدى الإنسان, وهو الهبة العظمى التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان، وفضله بها على سائر مخلوقاته، والحضارة الإنسانية هي خير دليل على آثار هذا التفكير، فالثورة العلمية والتكنولوجيا الحديثة وعصر الفضاء والإلكترونيات والإنترنت, عصر الانفجار المعرفي يمثل نتاجًا لهذا التفكير, وهذا يدفعنا إلى القول أن العصر الراهن هو عصر الاهتمام بسيكولوجية التفكير (عبدالمنعم الدردير,2004: 137)*. وقد حظي موضوعي التفكير والتعلم على اهتمام الباحثين في مجال علم النفس المعرفي, إذ يعدان من الموضوعات ذات الصلة الوثيقة بتغيرات العصر نظرًا إلى أنهما متدخلان في كل مظاهر وأشكال الفروق الفردية، فالتفكير هدف مهم من أهداف التعليم, وأفضل طريقة في تيسير تعلم التلاميذ تكمن في التعامل مع الفروق الفردية في الوظائف المعرفية بالتركيز على الأساليب العقلية وأساليب التعلم لأن التعلم مرتبط بالتفكير, والفروق الفردية تتدخل في استخدامنا لأساليب معينة عندما نفكر وعندما نتعلم (Cano & Hewitte,2000:413). ويرجع اهتمام الباحثين بأساليب التفكير والتعلم لأنهما يعدان من العوامل المؤثرة في العملية التعليمية على حد سواء، نظرًا إلى أن معرفتنا بأساليب التفكير والتعلم التي يفضلها التلاميذ تساعدنا في تحديد الطرق المناسبة لتعليمهم وتحديد الوسائل الملائمة لتقييمهم، بما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع مستوى التحصيل الدراسي لديهم والارتقاء بالعملية التعليمية (عصام الطيب. |