Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تشكيل الفضاء في مسرح كاتبات المنطقة العربية :
المؤلف
بركات، هبة حسن على.
هيئة الاعداد
باحث / هبة حسن على بركات
مشرف / مصطفى رياض محمود
مشرف / إيمان عزالدين إسماعيل
مشرف / حسن محمود عطية
الموضوع
النقد المسرحي.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
202ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الفنون البصرية والفنون المسرحية
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الدراما والنقد المسرحي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 202

from 202

المستخلص

ملخص الدراسة
تشكيل الفضاء في مسرح كاتبات المنطقة العربية
دراسة مقارنة في عمليات بناء الهوية الأنثوية
إنطلقت هذه الدراسة من فرضيتين أساسيتين أولهما أن هناك عدد من السمات التكرارية على مستوى التكنيك والمضمون الخاص بالنصوص المسرحية التي أنتجتها كاتبات المسرح العربيات خلال العقد الأخير من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أما ثاني الفرضيات هي إمكانية رصد مجموعة من ملامح الإختلاف بين المنجز الإبداعي لكاتبات المشرق العربي الذي يضم شبه جزيرة العرب والعراق والشام ومصر، وذلك في مقابل المنجز الإبداعي لكاتبات منطقة المغرب العربي الذي يضم دول شمال أفريقيا، ولقد خلقت هاتين الفرضيتين الأرضية الأساسية التي قامت عليها الدراسة في محاولة لتحليل الأسباب والكيفيات التي يتم عبرها تشكل الهوية الأنثوية داخل الفضاءات التي تنتجها النصوص محل الدراسة .
واستجابة لتلك الفرضيات والأسئلة البحثية التي أثارتها الدراسة تم الاستعانة بالأدوات النقدية التي توفرها مناهج النقد ما بعد البنيوي وبشكل خاص منهج تحليل الخطاب لميشيل فوكو، وقد إنطلقت الدراسة من ثلاث فصول أساسية تناولت مستويات وأنواع الفضاء المختلفة داخل نصوص أثنى عشر كاتبة مسرحية عربية فضلًا عن مقدمة وخاتمة بأهم ما خلصت إليه الدراسة.
حيث تناول الفصل الأول ”الفضاء الدرامي في نصوص كاتبات المنطقة العربية وبناء الهوية ” وذلك من خلال مبحثين ، الأول ” البناء الدرامي والعلاقات الهرمية كمرجعية في تشكيل الهوية”، أما المبحث الثاني” إستراتجيات بناء الحضور والغياب داخل الفضاء الدرامي”
تناول الفصل الثاني ”آليات تشكيل الفضاء المسرحي بين المشرق والمغرب” وذلك عبر مبحثين يتناول كل منهما جزء من عمليات تشكيل الفضاء، المبحث الأول” السينوغرافيا المتخيلة في النصوص وبناء الهوية” حيث يتناول بشكل مباشر البناء السينوغرافي في النصوص محل الدراسة والعلاقات التي تقوم بين الوحدات التشكيلية، أما المبحث الثاني ” العلاقات البونية وعمليات بناء الهويات المتميزة” والذي قمنا فيه بدراسة أثر العلاقات البونية في بناء الهوية الأنثوية داخل النصوص في محاولة لتحديد وتصنيف الفوارق التي تفصل بين النصوص المنتمية للمشرق العربي وتلك المنتمية للمغرب العربي.
أما الفصل الثالث ”الفضاء الدلالي وتشكل الهوية الأنثوية بين الخطابات الرجعية والخطابات النهضوية” سوف نتعامل هنا مع النصوص محل التحليل باعتبارها فضاءات خطابية تقوم بنقل الممارسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية..الخ والتعبير عنها وذلك من خلال مبحثين: المبحث الأول” الخطابات الرجعية وتشكيل الفضاء الدلالي للنصوص بين المشرق والمغرب”، في مقابل المبحث الثاني” الخطابات النهضوية وتشكيل الفضاء الدلالي للنصوص بين المشرق والمغرب”.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أبرزها:
أولاً: أن كل النصوص التي تناولنها بالدراسة والتحليل حاولت أن تقوم بتحفيز خطاب نسائي مناهض لعمليات تهميش المرأة طبقاً لرؤيته ومنطلقاته والمحظورات المجتمعية والسياسية والثقافية التي أعادت تشكيله وضبطه.
ثانياً: هناك سمات مشتركة وتكرارية في النصوص أكثر وضوحاً وبروزاً من عناصر الإختلاف والمفارقة، نجد على مستوى الفضاء الدرامي أن الهوية الأنثوية تتشكل في الفضاءات الدرامية نتيجة للتنازع بين سلطة ذكورية مهيمنة ومطلقة الصلاحيات، كما رصدنا في نص التميمة، أو في نص أكياس ممتلئة وكذلك نصوص لا شرعية، عائلة عراقية جداً، الملاحف وعلى بعد أمتار من الكارثة.
ثالثاً: إن موقع الشخصيات الدرامية من الحضور والغياب في النصوص يعتمد بشكل كبير على شبكة علاقات النوع الإجتماعي، فشخصيات فالنساء لهن هيمنة تامة على المنزل بينما الرجال عابرين وغير مستقرين ينتمون للعالم خارج المنزل وان كان من الممكن أن نجد نصوص تقف على النقيض من ذلك حيث تنازع المرأة للهيمنة على الفضاء العام . ولكن في النهاية نجد معظم النصوص تكون فيها المراة بداخل فضاء مغلق ومقيد على مستوى صناعة الفضاء المسرحي والفضاء الدرامي.
رابعاً: الفضاء المسرحي يكشف عن توجهات متعارضة فالى جانب حضور الخطاب الأخلاقي والديني المحافظ الذي يتبني فصل الفضاءات الخاصة بالنساء عن الفضاءات الذكورية وهو الأمر الذي يتجلى في ارتباط النساء بفضاءات مغلقة في كثير من النصوص، نجد في المقابل خطاب نسوي يهدف إلى التحرر من هيمنة ذلك الخطاب عبر الإندفاع الدائم نحو تخطي الحدود المغلقة وعبورها صوب العالم المفتوح وذلك عبر محاولة الكثير من الكاتبات اللجوء إلى تقنيات الميتاتير وكسر الإيهام وتذويب المسافات الفارقة بين الفضاء المنصي وفضاء المتفرجين كما في نصوص مثل لا شرعية أو نص الذين على يمين الملك وكذلك نصوص أنا كارمن وخطيئة النجاح وعائلة عراقية جداً.
خامساً: ان جزءًا أساسيًا من عمليات بناء الخطاب المسرحي المتبني للقضايا النسائية يقوم على تفتيت البناء التقليدي للمسافات الفنية والواقعية بين المسرح كفن والمتلقي؛ وذلك لدفع المتلقي للتفكير والمناقشة الواعية والتخلص من أثر الخطاب الذكوري المهيمن الذي يجعل المتفرج في وضع متعالٍ ومنفصل عما يحدث على خشبة المسرح.
سادساً: تتجه كاتبات المسرح في المنطقة العربية إلى استخدام الحيز الفضائي الخاص بكل شخصية وكذلك شبكة العلاقات البونية بين الشخصيات لتأكيد وضعية المرأة داخل النظام الاجتماعي وموقعها داخل التراتبيات السلطوية.
سابعاً: تتميز كافة النصوص التي قمنا بدراستها بأنها تعتمد على تقنيات المسارح الحداثية وبالتحديد السريالية والتعبيرية وهي التيارات الفنية التي نجد أثر لتقنياتها في نصوص مثل التميمة واكياس ممتلئة وعلى بعد أمتار من الكارثة، على يمين الملك ، شذرات من حياة، وإلى جوار ذلك نجد حضور متصاعد لتقنيات المسارح ما بعد الحداثية مثل اللجوء إلى الجسد الراقص كما في نص شذرات من حياة .
ثامناً: إن الخطابات المعادية لتحرر النساء والداعمة لعمليات قمعهن تقوم بإختراق الفضاء الخاص بالنصوص سواء على المستوى الدلالي أو الخطابي من خلال اللغة التي تمتلك القدرة على صياغة الفضاء الصوري والخطاب وبنائهما .
تاسعاً: إن الخطابات المناهضة للإستعمار وبالتحديد التيارات الدينية قدمت التيارات النسوية كحليف للقوى الإستعمارية وجزء من مشروع الهيمنة الثقافية للمركز الغربي وبالتالي فإن مقاومة الهيمنة الثقافية والاقتصادية والإستعمارية للمركز الغربي ارتبطت في نص مثل امرأة عنيفة بإدانة التيارات النسوية والمثلية، ومن ناحية أخرى فإن النصوص التي تبنت مواقف أكثر أتساعاً من قضايا التنوع العرقي والثقافي نجد أنها قد تبنت خطاب تيار التحرر النسوي .
عاشراً: على الرغم من تنوع أساليب المعالجة والمنطلقات الثقافية واللغوية التي أنطلقت منها النصوص التي قمنا بتحليلها سواء في المشرق أو المغرب العربي فإن هناك تواجد قوي للتشابهات ولمناطق التلاقي بين النصوص المنتمية جغرافياً للمنطقة العربية، وتواجد محدود للإختلافات بين المشرق والمغرب في مقابل تماثل وضع المرأة وموقعها داخل الفضاء في معظم النصوص التي تناولناها بالتحليل، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية وجود أساليب تصنيف أخرى يمكن أعتمادها كالفصل بين الدول العربية ذات النظم الإجتماعية القبلية في مقابل الدول العربية التي تمتلك نظام اجتماعي أكثر تطوراً .