Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
بناء الشخصية في رواية ”بوابة الأزهار” للكاتبة الصينية تيه نينغ و رواية ”الباذنجانة الزرقاء” لميرال الطحاوي :
المؤلف
شكري، إيريني حنا.
هيئة الاعداد
باحث / إيريني حنا شكري
مشرف / جان ابراهيم بدوي
مشرف / مجدى مصطفى أمين
مشرف / سعاد صالح عبد المطلب
الموضوع
اللغة الصينية. الأدب الصيني.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
125 ص. ؛
اللغة
الصينية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
الناشر
تاريخ الإجازة
14/6/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغة الصينية
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 125

from 125

Abstract

يعد الأدب المقارن جسرًا للتبادلات الثقافية والفكرية بين الحضارات واللغات، وهو أيضًا معبرًا ذهبيًا للتواصل بين الشعوب. مر تطور الأدب المقارن بالعديد من المراحل، ونظرًا لتعدد الآراء، تعددت المدارس، فظهرت المدرسة الفرنسية والأمريكية والروسية. تعد المدرسة الفرنسية التقليدية هي أول اتجاه ظهر في الأدب المقارن، و كان ذلك في أوائل القرن التاسع عشر واستمرت سيطرتها كاتجاه وحيد في الأدب المقارن إلى غاية أواسط القرن العشرين، أي قرابة القرن من الزمان تقريبًا. وأهم أعلامها فان تيجم، فرنسو جويار وآخرون. ارتبطت هذه المدرسة بالمنظور التاريخي للأدب، إذ يرى دارسو الأدب الأعمال الأدبية في صورة أعمال منتظمة في نسق تاريخي، وتعتمد دراستها على استقصاء ظواهر عملية التأثير والتأثر بين الآداب القومية المختلفة، حيث ترى وجوب اهتمام الأدب المقارن بدراسة التأثير المباشر بين الأدباء والأعمال الأدبية بالقوميات المختلفة، بدون إيلاء الاهتمام إلى التذوق الجمالي. فهم يؤيدون تخلص الأدب ”المقارن” من كل المعاني الجمالية بل التركيز على المعاني العلمية.أما المدرسة الأمريكية فتعود إلى خمسينيات القرن العشرين، ويعتبر رينيه ويليك وغيره من أبرز من تزعمها. ولقد أخذت المدرسة الأمريكية على المدرسة الفرنسية أنها تحصر الأدب المقارن في المنهج التاريخي وتحديده في التأثير المباشر بين الآداب القومية المختلفة، بينما تتسع الرؤية الأمريكية لتربط بين المنهج التاريخي والمنهج النقدي، باعتبارهما عاملين ضروريين في الدراسة المقارنة، ودفع دراسة العلاقات القائمة بين الأدب من ناحية ومجالات المعرفة والظواهر الثقافية من ناحية أخرى؛ كالفنون، والفلسفة، والتاريخ، والعلوم الاجتماعية. مؤيدة تحليل أوجه التشابه والاختلاف بين الآداب القومية المختلفة من منظور جمالي.أما فيما يتعلق بالمدرسة الروسية، فقد نشأت في ستينيات القرن العشرين، ويعتبر جيرمونسكي وغيره من أشهر روادها. أكدت هذه المدرسة على الارتباط الوثيق بين دراسة التأثير ودراسة التوازن، داعية إلى الربط الثقافي والتاريخي والجمالي لكل شعب، وعدم إهمال الفروق القومية بين الثقافات والنظر إليها بكل موضوعية.ولقد اعتمدت في بحثي على منهج المدرسة الأمريكية في الأدب المقارن القائم على المقارنة والتحليل.كما اعتمدت في بحثي على منهج نظرية البنيوية التوليدية لتحليل مضمون الروايتين. وتشير هذه النظرية إلى المنهج الذى صاغه الفيلسوف والناقد الأدبي الفرنسي الجنسية الروماني الأصل لوسيان جولدمان (1913- 1970). وهو المنهج الذى يتناول النص الأدبي بوصفه بنية إبداعية متولدة عن بنية اجتماعية، أو ما يعرف بعلم اجتماع الأدب. وتعني هذه النظرية دراسة العلاقة بين المجتمع والأدب انطلاقًا من الأعمال الأدبية.وينطبق هذا الأمر مع ما قاله جولدمان من أن أول معاينة عامة يرتكز عليها الفكر البنيوي تكمن في أن كل تأمل في العلوم الإنسانية لا يحدث من خارج المجتمع، بل إن هذا التأمل جزء من الحياة الثقافية لهذا المجتمع.وبالتطبيق على الروايتين، اتضح لنا ما كشفته وعكسته كل من الكاتبتين الصينية تيه نينغ والمصرية ميرال الطحاوي في كل من الروايتين عن ما تعرضت له المرأة من قهر وذل في المجتمع. فتكشف تيه نينغ في روايتها ”بوابة الأزهار” عن الظروف المأساوية التي تعرضت لها المرأة، وقمعها واهانتها في ثقافة المجتمع الذكوري. أما ميرال الطحاوي فلقد أوضحت في روايتها ”الباذنجانة الزرقاء” المصير المأساوي الذي عانت منه المرأة الشرقية وخاصة في مجتمع يواجه خطر التفسخ والانهيار، وهو المجتمع البدوي المصري.
أما فيما يتعلق بأفكار البنيوية التوليدية فأخذت تنتقل إلى الصين في ثمانينيات القرن الماضي، ولم تتوقف دراسة هذه النظرية في القرن الحادي والعشرين، في حين أنها أخذت تنتقل إلى النقد العربي في سبعينيات القرن الماضي بالتوازي مع شيوعها على المستوى العالمي.
ولأن مجال دراسة الشخصية النسائية في الصين ومصر في فترة زمنية معينة (الثورة الثقافية الكبرى و نكسة 1967) من المجالات الخصبة التي لم تنل حقها بعد من الاهتمام والدراسة، لذلك وجدنا أنه من الضروري توضيح تجلى المرأة في الكتابات الأدبية.
مما لا يدع مجالًا للشك، ظهور أديبات صينيات ومصريات حققن نجاحات كبيرة على مدى العقود القليلة الماضية، تجاوزت أعدادهن الأدباء المعاصرين لهن.
ولأن رواية ”بوابة الأزهار” للكاتبة الصينية تيه نينغ ورواية ”الباذنجانة الزرقاء” لميرال الطحاوي قد تناولا صورة الشخصية النسائية، لذلك يجب توضيح مفهوم الأدب النسائي.
إن الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى النثر المنظوم إلى الشعر الموزون، لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر. كما يرتبط الأدب ارتباطًا وثيقًا باللغة.
يعد الأدب النسائي تيارَا عالميَا، ازدهر في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، حيث أعطى الفرصة للمرأة لتكتب وتبدع وتعبر عما بداخلها من مشاعر وأحاسيس، متحررة من القيود التي فرضها عليها المجتمع، ومنطلقة في عالمها الإبداعي الواعي.
وفي الصين، نشأ الأدب النسائي من حركة الرابع من مايو 1919، فهو الأدب الذي يهتم بمصير المرأة ومشاعرها وحياتها. لكن هذا لا يعني أنه وليد مرحلة جديدة بل كانت هناك إرهاصات كثيرة سابقة:
فنجد كاتبات مثل: جوو ون جوين و بان جيه يو في أيام اسرة هان الغربية (202 قبل الميلاد – 8 م)؛ تساي يان وتساو دا جيا في عصر أسرة هان الشرقية (25م – 220 م)؛ زوو فين وليو لين شيان في عهدي سلالتي وي وجين (220 م -420 م)؛ شانغ جوان وان آر و شويه تاو بفترة أسرة تانغ الملكية (618 م – 907 م)؛ لي تشينغ جاو وجو شو جين في فترة أسرة سونغ (960 م – 1279 م)؛ جوان داو شينغ وجينغ يون دوان في عصر أسرة يوان (1271 م -1368 م)؛ جو جونغ شيان ودوان شو تشين وشو يوان في عهد أسرة مينغ (1368م -1644 م)؛ شو تسان وتشن دوان شينغ و تشيو شين رو وغيرهن من أسرة تشينغ الملكية (1636 م- 1912 م).
بحلول أواخر السبعينيات وأوائل ومنتصف الثمانينيات من القرن العشرين، أصبح الأدب النسائي جزءًا مهمًا من أدب الفترة الجديدة بالصين. حيث ظهر العديد من الكاتبات البارعات مثل: رو جي جوان، وزونج بو، جانغ جيه، جانغ كانغ كانغ، ووانغ آن يي، وفانغ فانغ، وتشي لي وتيه نينغ وغيرهن. كما نجد أن حصاد الأعمال الأدبية التي أبدعتها هذه الأديبات في هذه الفترة كثيرًا جدًا كنتيجة حتمية للتغيرات السياسية في جميع أنحاء العالم، ونتيجة أيضًا لارتفاع مستوى تعليم المرأة، والتغير التدريجي في رؤية المجتمع لها، مما جعل الكثير من بينهن يصلن إلى مكانة مرموقة.
وفى العالم العربي لم يكن الأدب النسائي وليد مرحلة حديثة فحسب، بل كانت هناك إرهاصات كثيرة منذ العصر الجاهلي وصدر الإسلام مرورا بالعصر الأموي والعباسي وحتى عصرنا الحديث.
ففي العصر الجاهلي(475- 622)نجد أسماء شاعرات كثيرات وأشهرهن (زرقاء اليمامة). أما في صدر الإسلام(622- 661) والعصر الأموي(661- 750)فنجد أسماء شاعرات من قريش ومن بيت النبوة، ومنهن (عائشة بنت أبي بكر) و (سكينة بنت الحسين) وغيرهن.
وما يجب أن نشير إليه هنا هو وفرة الأدب النسائي العربي وبخاصة في هاتين الفترتين، لكن لم يصل إلينا من الشعر النسائي إلا القليل، بسبب:
1- إهمال إبداع المرأة العربية من قبل المؤرخين القدماء وضياع الكثير من شعرها، حيث يعود ذلك إلي أسبابٍ اجتماعيةٍ و تاريخيةٍ قاهرةٍ.
2- وجود المرأة في مجتمع متخلف، فلم يكن لها - في تصورهم – الحق بأن تتحدث عن عواطفها ومشاعرها، ولقد أهمل الكثير من إبداع المرأة الأدبي بسبب هذا النظام القبلي القائم على القوّة من قبل رجل يميل إلي التسلّط.
3- جمع بعض الرواة والعلماء أشياء من شعر النساء، غير أنّ أكثر هذه الكتب قد ضاع.
وفي العصر العباسي(750- 1258)هناك العديد من الشاعرات أهمهن (الرابعة العدوية). وفي عصر نهضة الأدب و بعد الحملة الفرنسية علي مصر وبلاد الشام كان هناك أديبات كثيرات من أبرزهنّ (عائشة التيمورية ).
وفي عصرنا الحديث ظهر العديد من المبدعات مثل: الروائية الجزائرية (أحلام مستغانمي)، والكاتبات المصريات (نورا أمين، عفاف السيد، وميرال الطحاوي) وغيرهن.
ولقد أطل هذا المصطلح ”الأدب النسائي” علي الأدب العربي في سبعينات و ثمانينيات القرن العشرين حتى ظهر تيار عربي سمي بالنقد النسوي.
تباينت الآراء بين النقاد فيما يتعلق بمسمى هذا المصطلح، فالبعض مازال يتجاهل إبداع المرأة الأدبي، والبعض يرحب به. فنحن بصدد ثلاثة آراء:
الرأي الأول: يرى فيه بعض النقاد أن الأدب النسائي يجب أن يعتمد على الكاتبة (المرأة)، سواء كان المحتوى الأدبي مرتبط بتوضيح حياة المرأة أم لا. حيث إن الكاتبة (المرأة) أقدر على التعبير عن حياة المرأة و ما يدور بداخلها من أفكار فهي (الكاتبة) مطلعة على عالم المرأة النفسي والفكري والوجداني لكونها امرأة.
الرأي الثاني: يرى أن الأدب النسائي يجب أن يعتمد على كاتبة (امرأة) من ناحية ويتناول توضيح حياة المرأة أيضًا من ناحية أخرى.
أما الرأي الثالث: فيرى إمكانية أن يكون صاحب العمل الأدبي رجلًا أو امرأة (كاتبًا أو كاتبة) بشرط أن يتناول المحتوى الأدبي وصف وتوضيح حياة المرأة.
وقد نسرد بعض الآراء لبعض النقاد:
يميز الناقد العربي جورج طرابيشي بين ما تبدعه المرأة وما يبدعه الرجل، إذ يري أن الرجل يكتب بعقله، أما المرأة فتكتب بقلبها وأحاسيسها. فالكاتبة (المرأة) أقدر على التعبير عن حياة المرأة، وعوالمها الداخلية، ووجودها، ومشاعرها، وما يدور بداخلها من أفكار، أما الكاتب (الرجل) يكون قادراً على وصف وضع الرجل و اهتماماته أكثر من المرأة.
وترى شيرين أبو النجا أن الأوساط النقدية لم تستوعب حتى الآن بشكل كامل مفهوم الأدب النسائي. فهي ترى أن هذا النوع من الكتابات موجودًا بالفعل؛ حيث نجد الكثير من الكاتبات تبدعن وتكتبن عن مشاعرهن وآمالهن، لكن قد تتعرض هذه الآمال للكبت والقهر من قبل المجتمع. وتوضح شيرين أبو النجا أن مشاعر الكاتبات حساسة ودقيقة للغاية ولا يمكن مقارنة الكتاب (الرجال) بهن في هذا الأمر، مؤكدة انتشار هذا الأدب في كل أنحاء العالم، ومتوقعة أنه سيكون أكثر ازدهارا في مصر، ليحتل مكانة أكثر أهمية بكثير مما هو عليها الآن، على الرغم من هيمنة الأدب لفترة طويلة في أيدي الكثير من الكتاب (الرجال).
أما الكاتبة المصرية لطيفة الزيات ترفض وبشدة مسألة التصنيف علي أساس الجنس، حيث إن الأدب يعني كلا الجنسين (الرجل و المرأة)، فهو (الأدب) خلاصة تجربة إنسانية لا تختص الذكر دون الأنثى ولا الأنثى دون الذكر. لأن ثنائية المذكر والمؤنث تنصهر في كلمة الإنسان. فالأدب يقوم علي جوهر إنساني دون أن تدخل فيه ”الأنوثة” أو ”الذكورة”، بل وربما عندما تندمج في قراءة العمل الأدبي تغفل عما إذا كان الكاتب رجل أم امرأة. فهي ترى أن هذا هو الأدب الحقيقي. ولقد رفضت في إصرار أن تبوب كتاباتها الإبداعية في باب الأدب النسائي.
في حين قد يرى بعض النقاد أن مسألة الأدب النسائي قد أثارت اهتمامًا بالغًا يفوق الحد، ومن ثم يجب التمييز بين أمرين أساسيين: أولًا، لا يتعلق الأدب المتميز أو الأدب المعتاد بجنس المبدع (رجل أو امرأة)، فهذه هي المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة؛ ثانيًا، يسعى كل مبدع أو مبدعة أن (يركز / تركز) (إبداعه / إبداعها) الأدبي على المجتمع. ومصر لديها الآن العشرات من الأدباء والأديبات الموهوبون والموهوبات يجب تشجيعهم وتشجيعهن والانتباه لهم ولهن.
لقد ازدهر الأدب النسائي في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، حيث أعطى الفرصة للمرأة لتكتب وتبدع وتعبر عما بداخلها من مشاعر وأحاسيس، فظهر الكثير من الأديبات، حتى أصبح تيارَا عالميَا. كما ساعد التغير السياسي في جميع أنحاء العالم، وارتفاع مستوى تعليم المرأة، وتطور المجتمع في تقديم امتيازات جيدة للمرأة حتى نشأ جيل من الكاتبات المبدعات.
وفيما يتعلق بمفهوم ”الأدب النسائي”، أميل إلى الرأي الذي ينادي بأن الأدب النسائي هو حصيلة الأعمال الأدبية التي تبدعها الكاتبات. حيث إن مصطلح الأدب النسائي يعنى الاهتمام وإعادة الاعتبار إلي نتاج المرأة الأدبي ليهتم بتوضيح مصير المرأة وحياتها ومشاعرها معتمدًا على المرأة، فالكاتبة (المرأة) أقدر على التعبير عن عالم المرأة النفسي و ما يدور بداخلها من أفكار ومشاعر أكثر من الكاتب (الرجل). وما يجب أن أشير إليه، أنه في الوقت الراهن بدأ الأدب النسائي السير في نفق مظلم؛ بسبب اهتمامه بالمرأة أكثر من الرجل.