Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
بعض القيم الحاكمة للممارسات التربوية بالمرحلة الثانوية ودورها فى تنمية وعى الطلاب بمسئولياتهم الوطنية :
المؤلف
قاسم، محسن محمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محسن محمد محمد قاسم
مشرف / تودرى مرقص حنا
مشرف / عبدالودود مكروم
مناقش / محمد ماهر الجمال
مناقش / محمد حسنين عبده
الموضوع
علم النفس التربوي. القيم. التخطيط التربوي.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
326 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
01/07/2017
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية التربية - أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 349

from 349

المستخلص

تؤدى القيم دوراً حيوياً مؤثراً فى حياة الأفراد والمجتمعات , فهى مصدر لتشكيل السلوك وتهذيبه بما يتفق والمعايير السائدة داخل المجتمع , والتى تحدد أنماط السلوك المتوقعة فى المواقف المختلفة ومن ثم فإن القيم المرتبطة بذات الفرد هى التى تشكل نظرته للحياة وطريقة تفكيره وتعامله مع الآخرين , ولذا فإن القيم هي التي تمنح التربية شرعية جيدة فى محيطها الاجتماعى, والتربيـة من أجل القـيم Education for Values، هى ما تحقق التعايش وتضمنه ، لأن التربية الحقيقية هى:” تحقيق المشاركة في الحياة بفاعلية”، ومن ثم فإن المختبر الحقيقي لدور التربية فى تنمية القيم يتجسد فى الشعور بالمسئولية الوطنية لدى خريجيها.
ومؤسسات التربية مطالبة اليوم بأن تقيم عملها على استراتيجية واضحة المعالم تتمكن بها من تحمل مسئولياتها فى بناء القيم وسط عوامل المجتمع وقواه المختلفة ، فمهما تعددت المؤسسات المؤثرة والمشاركة فى تكوين القيم ، فإنه من الضرورى أن تكون للمؤسسات التربوية دور الهيمنة تخطيطاً وتنسيقاً وتوجيهاً على سائر المؤسسات العاملة فى هذا المجال. وعلى ضوء هذه الاعتبارات تصبح المدرسة ذات وضع فريد على نطاق المجتمع وعلى مستوى الأفراد ، ذلك أنه على الرغم من أهمية الوسائط الثقافية المختلفة فى تحمل المسئولية ، إلا أن المدرسة ستظل على الدوام موضع اهتمام المجتمع فى هذا الشأن ، حيث أن التربية من أجل القيم كجزء من الممارسات التربوية فى المدرسة تتضح من خلال:المقررات والمواد الدراسية التى تقدمها المدرسة للطلاب ، والمناخ المدرسى ، والاتجاهات القيمية التى يعكسها المعلمين وموقعهم فى العملية التربوية كقدوة سلوكية .مشكلة الدراسة :ويعد المعلم من الدعامات الأساسية ضمن حقائق الوجود التربوى فى المدرسة ، ولـه دور فعال فى تنمية القيم لدى طلابه ، حيث أن موقف المعلم فى الفصل الدراسى محمل بقيم معينة ، ومن هنا كان الوضوح الفكري بشأن القيم ومقومات السلوك الاجتماعي ضرورة هامة للمعلم فى أداء رسالته ، فمسئولية المعلم فى الحياة المدرسية تفوق نقل الخبرات والمعارف إلى البناء القيمى وإكساب الطلاب عناصر الحياة الاجتماعية ومعايير السلوك الخلقي ، ومن هنا كانت أهمية البحث فى محاولة التعرف على بعض القيم الحاكمة للممارسات التربوية فى المرحلة الثانوية ودورها فى تنمية وعى الطلاب بمسئولياتهم الوطنية.وقد تحددت مشكلة البحث فى التساؤلات التالية :1 ما القيم التي ينبغي أن تكون حاكمة لممارسات العملية التربوية في مدارس المرحلة الثانوية لبناء إنسان مصر ما بعد ثورة المصرية ؟ وما دور المعلم فى تحقيقها ؟2 ما واقع الممارسات التربوية لمعلمي المرحلة الثانوية فى تنمية القيم والمسئوليات الوطنية المرتبطة بها لدى طلابهم؟3 ما نوع وطبيعة المشكلات التي تعوق دور معلمي المرحلة الثانوية دون تنمية منظومة القيم والمسئوليات الوطنية المرتبطة بها لدى طلابهم ؟4 ما متطلبات تفعيل دور معلمى المرحلة الثانوية فى تنمية منظومة القيم والمسئوليات الوطنية المرتبطة بها لدى طلابهم ؟أهداف الدراسة :تهدف الدراسة إلى محاولة التعرف على:1 منظومة القيم التي ينبغي أن تكون حاكمة للممارسات التربوية في التعليم الثانوي العام. 2 واقع الممارسات التربوية لمعلمي المرحلة الثانوية وانعكاساتها على منظومة القيم والشعور بالمسئوليات الوطنية لدى طلابهم .3 لمي المرحلة الثانوية دون تنمية منظومة القيم الإيجابية والوعى بالمسئوليات الوطنية لدى طلابهم .4 متطلبات تفعيل دور معلمي التعليم الثانوي العام في تنمية الأطر العامة لمنظومة القيم الإيجابية والوعى بالمسئوليات الوطنية لدى طلابهم .5 وضع تصور لمشروع برنامج تدريبي مقترح لمعلمي المرحلة الثانوية بما يتفق وطبيعة الوظيفة القيمية للتربية في المرحلة الثانوية فى ضوء متطلبات المرحلة الراهنة من تاريخ مصر / ما بعد الثورة المصرية.أهمية البحث :تتضح أهمية البحث فيما يقدمه من اعتبارات حول مكانة القيم فى تأكيد هُوية الأمة ، والتأكيدعلى أهمية البناء القيمى للشخصية المصرية ، لدعم قضايا النهضة والتنمية ما بعد الثورة المصرية ، ومن جانب آخر تتضح أهمية البحث فيما يقدمه من آراء حول محددات الدور الوظيفى للمعلم فى مجال تنمية منظومة من القيم الإيجابية لدى طلابه ، وتوصيف طبيعة الأساليب والمهارات الأدائية التى تمكنه من تحقيق دوره كموجه قيمى وأخلاقى ” Moral & Value ” Agent فى الفصل الدراس ، بالقدر الذى يُمكن الطلاب من التعرف على الدلالات السلوكية المرتبطة بهذه القيم فى ضوء مفهوم المسئولية الوطنية ، وذلك بما يساعد على توجيه سياسة إعداد المعلمين فى كليات التربية بما يتفق ومتطلبات الوظيفة القيمية للتربية ، وإكساب المعلم [ طالب كلية التربية ] مجموعة من الكفايات اللازمة التى تؤهله للقيام بهذا الدور .ويمكن توظيف نتائج البحث فى وضع إطار عام يمكننا من : إعادة النظر فى صياغة مناهج التعليم فى إطار التوجيهات القيميةCurriculum Orientation Value ، بما يدعم هوية المجتمع ، ويبنى الكفاءات العلمية القادرة على تحقيق أهداف التنمية ، ومن ثم تتضح أهمية العناية بتنظيمات المنهج المدرسى والعلاقات القائمة فى المجتمع المدرسي ، حيث أن فعالية المدرسة فى تحقيق وظيفتها الخلقية مهمة تتداعى لها كافة العاملين بها . إسهام كليات التربية فى تعريف طلابها ” معلمى المستقبل ” محددات الوظيفة القيمية للتربية ، ودور المعلم كموجه قيمى وأخلاقى فى العملية التربوية ، وذلك من خلال التخطيط لبرامج موجهة [ مادة دراسية وأنشطة طلابية & التدريب على أساس مفهوم الكفايات ] ، وذلك بما يساعد على زيادة وعى الطلاب( معلمى المستقبل ) بالكيفية التى يتم بها تحويل القيمة من المستوى النظرى إلى المستوى السلوكى .منهج البحث : يتطلب البحث الحالي استخدام ”المنهج الوصفى ” وذلك من خلال :1 عرض نظري يشتمل على توضيح بعض الاعتبارات حول القيم الحاكمة لممارسات العملية التربوية وذلك من خلال توضيح طبيعة العلاقة بين التربية والقيم , ومن جانب أخر تحديد معالم الرؤية حول ” التربية والقيم وانعكاساتها على دور المعلم ”.2 دراسة ميدانية للتعرف على المضامين القيمية الحاكمة للممارسات التربوية من جانب معلمي المرحلة الثانوية ، والمشكلات التى تعوقهم دون تنمية القيم والوعى بالمسئوليات الوطنية لدى طلابهم ، ومقترحات حلولها . وذلك فى محاولة الوقوف على كفايات الدور القيمى لمعلمي المرحلة الثانوية3. دراسة تحليلية للقيم التى يتم التوافق عليها ( بين أساتذة كليات التربية وعلم الاجتماع ، العلوم السياسية ، والإعلام ) حول نموذج القيم لدى الإنسان المصرى ما بعد الثورة المصرية ، ومعايير تكوينه . مصطلحات الدراسة :• القيم : Value >تعبر القيم فى مضمونها الكلى عن مجموعة الأفكار والمبادئ التى يكتسبها الفرد فى بيئته الاجتماعية ، يؤمن بها ويمارس سلوكه من خلالها وفى ضوئها وتشكل فى مجموعها نسقاً قيمياً متدرجاً يساعده على التكيف مع بيئته ومجتمعه ، ومن زاوية أخرى تعرف القيم بأنها:” مجموعة من المبادئ المترابطة فيما بينها ، التي تشكل لدى الإنسان رؤية ” لمعنى الحياة ” ، إدراكا للذات & ووفاء بالمسئوليات.•الممارسات التربوية Educational Practice & (سلوك التدريس ) :Teaching Behaviorهي مجموعة الأداءات والأنشطة المخططة وغير المخططة التي تتم داخل الفصل الدراسي وخارجه من قبل المعلم ، والتي تهدف إلى التأثير في وعى الطلاب لتشكيل فكرهم وسلوكهم وفق المحددات والمعايير الاجتماعية المتفق عليها في المجتمع .• المسئولية الوطنية National responsibility:انطلاقاً من التقديرات الحقيقية لمكانة الإنسان باعتباره الشريك الأمين فى بناء مستقبل الوطن( دعما للإنجازات ، وحماية للمكتسبات) ، فإن المسئولية الوطنية تعنى الموقف الإيجابي من جانب الإنسان المواطن تجاه قضايا مجتمعه ، وهى تعنى من زاوية أُخرى مسئولية الوفاء بحق الوطن.عينة الدراسة & وأدواتها :1 استبانة موجهة إلى معلمى ومديري التعليم الثانوي العام حول نموذج القيم للإنسان المصري في مرحلة ما بعد الثورة المصرية , كأحد معايير الجودة التعليمية فى تكوينه وذلك بهدف الوقوف على واقع الرؤية حول منظومة القيم الحاكمة للعملية التربوية .2-اختبار مواقف للتعرف على كفايات الدور القيمى لمعلمي المرحلة الثانوية ، وذلك فى محاولة للتعرف على مدى التزام المعلمين بالإطار العام لتوجهات القيم فى ممارساتهم التربوية ، وتنمية وعى طلابهم بالمسئوليات الوطنية المرتبطة بها .3استمارة استطلاع رأى علماء التربية والاجتماع والسياسة حول النموذج الإيجابى لقيم الشخصية المصرية ما بعد الثورة المصرية ، وذلك فى محاولة للوقوف على مدى التباين والاختلاف بين القيم كما يدركها معلمي التعليم الثانوى العام وبين الطموحات المأمولة فى هذا المجال.أهم النتائج- إن القيم عند شخص ما ، هى ما يعلنها أو يضع عليها ثقله فى سلوكه.التربية والقيم وجهان لعملة واحدة ، حيث تعمل القيم كموجه لفعاليات التربية وعملياتها ، فى حين تقوم التربية بتنمية القيم ودعم عوامل تغلغلها فى نفوس النشء لتنطبع لها شخصياتهم وتسلك وفق محدداتها. -أن الممارسات التعليمية ، أو ما يعرف بـ(سلوك التدريس)، عبارة عن مجموعة من الأداءات والأنشطة المخططة وغير المخططة التي تتم داخل الفصل الدراسي وخارجه ، والتي تهدف إلي التأثير في وعي الطلاب لتشكيل فكرهم وسلوكهم وفقاً للمحددات والمعايير والقيم المتفق عليها في المجتمع.-وتتطلب الممارسات التربوية من المعلم ، معرفة المحتوي العلمي الذي يدرسه والتمكن منه ، ومعرفة شاملة بخصائص الطلاب ، وأهداف التعليم ومراميه ، ومعرفة بالطرق والاستراتيجيات التدريسية اللازمة لذلك.-يحكم عَمَل المعلم داخل الصف الدراسي وخارجه ، مجموعة من القيم التي تنبع من العقيدة التي يؤمن بها ، والمهمة المكلف بها ، وقناعاته الشخصية ، ورؤيته لما يدور حوله من أحداث ، وعلاقته بذاته وبالآخرين، يطلق علي هذه القيم: القيم التأسيسية الحاكمة وهى :” القيم الخلقية ، والقيم العلمية ، قيم الانتماء والمواطنة وممارسات الديمقراطية ، قيم العمل التطوعى ، وقيم المسئولية الاجتماعية والوطنية ”.-أن أهم القيم والمؤشرات السلوكية التي يكتسبها الطالب في سياقات الموقف التعليمي والمناخ المدرسي والممارسات التربوية للمعلم هى:”المشاركة الفاعلة في الأعمال التطوعية”، ثم:”التعاون من أجل تحقيق المصلحة الوطنية ”، ويليه: ”يحترم الجماعة ويخضع لرأى الأغلبية ، ثم : ”يراعى حق الله وحق الوطن فى أعماله ”. -من أهم العوامل التى تؤدى إلى ضعف القيم واهتزازها عند طلاب الثانوى العام:” فقدان القدوة والمثال الذى يُحْتَذى به والازدواجية في التعامل” ، ”وجود خلل في علاقة الأخذ والعطاء ، وتبنى كثير من أبناء المجتمع عادة الأخذ دون العطاء”،”الاهتمام بمعالجة الحقائق والمعلومات والتفاصيل المملة وضعف مخاطبة آليات التفكير والتأمل.- من المشكلات التي تظهر بين الطلاب في بيئة المجتمع المدرسي بالمرحلة الثانوية نتيجة ضعف القيم والمعايير الأخلاقية لديهم منها:”ضعف الإرادة ونقصان الثقة بالمستقبل ، الانسياق وراء الأفكار السلبية ، سيادة مشاعر الاغتراب وعدم الاتزان ”-العوامل الأكثر أهمية فى تنمية منظومة القيم الحاكمة للممارسات التربوية منا ، أداء المعلم وتفاعله مع طلابه ، فحين يتمكن المعلم من المحتوى العلمى لمادة التخصص الأكاديمى الذى يدرسه للطلاب ، فإنه يمكن أن يستخلص القيم التى تقع فى دائرته ويعى مدلولاتها والمؤشرات السلوكية التى تعبر عنها ، ومن ثم تتكون لديه رؤية للطريقة التى يمكن من خلالها نقل محتوى القيمة ومفهومها فى” سياق المواقف التعليمية المخططة إلى أذهان الطلاب وحفزهم للعمل وفق محدداتها.مقترحات الدراسة وتوصياتها: فى ضوء النتائج التى أسفرت عنها الدراسة الحالية فإنه يمكن اقتراح ما يلى :1-إعادة النظر فى المناهج المقدمة لطلاب المرحلة الثانوية وكافة مراحل التعليم التى تسبقها أو تليها للوفاء بمتطلبات تنمية منظومة القيم والوعى بالمسئوليات الوطنية بأبعادها المختلفة المعرفية والوجدانية والسلوكية . 2 يجب التصدى للقيم السلبية التى تنتشر فى محيط الطلاب والعمل على تغييرها أوتعديلها ، حتى لا تصبح جزءاً من سمات الشخصية فتتأثر بها سلوكيات الطلاب ، كالفردية ، والاستهلاكية ، والانهزامية ،والأناملية ، وضعف الولاء والانتماء ، وغيرها من القيم التى تسهم فى اهدار قدرات الوطن ومقدراته .3-تدريس مقررات فى القيم وأبعادها ومصادر اشتقاقها وطرق تنميتها، والمؤشرات السلوكية التى تبدو من خلالها ، وطرق تعلمها بحيث تكون ضمن متطلبات التخرج من كليات التربية ، كى يتشبع المعلم بالقيم ويمارسها فى سلوكه بحيث يصبح قدوة ونموذج يُحْتَذى به ، ليستطيع إكسابها لتلاميذه عند الخروج للعمل الميدانى بالمدارس .4-التأكيد على الأنشطة اللاصفية والخروج للبيئة الخارجية، فبها تتعزز المشاركة والوعى بما يدور فى المجتمع الخارجى، بمعنى آخر: أن ينعكس السلم القيمى الذى تتبناه المدرسة على المحيط الاجتمعاعى” أى أن التكوين الفكرى – الوجدانى الذى تقوم به المدرسة يجب أن تقابله بنية مماثلة فى المحيط الاجتماعى. 5-ضرورة إنشاء المراكز البحثية والجمعيات المتخصصة ، والمعنية بدراسات القيم ونشرها لدى أبناء الأمة ، ومن أمثلتها:” مركز دراسات القيم والانتماء الوطنى بجامعة المنصورة ، ومركز طيبة للتربية الأخلاقية ، والتى من شأنها فتح قنوات اتصال بينها وبين مؤسسات التربية وإداراتها بمستوياتها المختلفة للاستفادة من نتائج البحوث والدراسات فى مجال تنمية وتدعيم منظومة القيم الإيجابية لدى طلاب التعليم العام .6-إنشاء وحدة ”مراقبة القيم” فى كل مديرية تعليمية تكون تابعة للمراكز البحثية الخاصة بدراسات القيم والانتماء فى الجامعات ، لربط البحث العلمى الأكاديمى بالتطبيق العملى له فى هذا المجال ، بهدف الكشف عن مدى التغير الكمى والكيفى الحادث فى قيم الطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة.