Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تصور استراتيجي للشراكة البحثية بين الجامعات والمؤسسات التنموية لتلبية متطلبات مجتمع المعرفة جامعة عين شمس نموذجاً/
المؤلف
أحمد, مصطفى أحمد على.
هيئة الاعداد
باحث / مصطفى أحمد على أحمد
مشرف / محمد ضياء الدين زاهر
مشرف / علي السيد الشخيبي
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
484 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 484

from 484

المستخلص

شهد العالم منذ أواخر القرن العشرين وحتى الآن مجموعة من التحولات الكبرى, ترتبط جميعها بتحول المجتمعات نحو الاعتماد على المعرفة كمصدر رئيسي للثروة، حيث أصبح الاقتصاد بكافة قطاعاته يعتمد بشكل أساسي على المعرفة لتحقيق الجودة وبناء قدرته التنافسية، وذلك عن طريق الاستخدام الكثيف للمعرفة في تطوير المنتجات والخدمات الموجودة بالفعل أو ابتكار منتجات وخدمات لم تكن موجودة من قبل، وهو ما جعل المجتمعات تسعى إلى تنمية مواردها البشرية، وبناء قدرتها على إنتاج واستخدام المعرفة، وذلك لحل مشكلاتها وتحقيق غاياتها التنموية.
وفي هذا السياق، أصبحت الجامعات القاطرة الرئيسية للتنمية عن طريق تمكين المجتمعات من الوصول إلى المعرفة والتكنولوجيات المتقدمة ووضعها موضع التطبيق العملي، وهو ما جعل العديد من الانتقادات توجه للجامعات وتدعوها إلى تغيير فلسفتها وسياساتها وهياكلها ووظائفها لمواكبة جملة التحولات، فاتجهت العديد من الجامعات حول العالم إلى التحول عن الصيغة التقليدية للجامعة، بحيث لم تعد وظيفة الجامعة إنتاج المعرفة فقط ولكن أيضاً نشرها وتطبيقها وتطوير الواقع المادي, وذلك خلال الارتباط بمؤسسات المجتمع المختلفة بواسطة آليات ووسائل متعددة، حيث اندفعت العديد من الجامعات على مستوى العالم نحو إقامة شراكات وتحالفات استراتيجية مع مؤسسات المجتمع المختلفة، وذلك بما يحقق فوائد متبادلة للجامعة والمجتمع ومؤسساته التنموية.
على الرغم مما سبق، مازالت الجامعات المصرية تعاني من غياب الرؤية الإستراتيجية لدورها في مستقبل التنمية واستثمار الموارد القومية، واعتمادها بشكل شبه كامل على ميزانية الدولة، فهناك فجوة بين الجامعات ومتطلبات المجتمع ومؤسساته المختلفة, والافتقار لوجود شراكة حقيقية بين الجامعات والمؤسسات التنموية، وهو ما دفع وزارة التعليم العالي إلى تأكيد أهمية مواءمة مؤسسات التعليم العالي والجامعي لتلبي متطلبات واحتياجات الاقتصاد القومي ومشروعات التنمية والتخطيط المستقبلي وذلك كأحد أهم التوجهات الإستراتيجية للتعليم العالي والجامعي.
وإذا اتجهنا إلى جامعة عين شمس، فتشير الخطة الإستراتيجية (2007-2011) إلى افتقاد الجامعة إلى نظام فعال للاتصال بمنظمات الأعمال لدعم الحركة البحثية, ومحدودية دور البحوث الأكاديمية للجامعة في مواجهة المشكلات المجتمعية والتنموية, علاوة على غياب التخصصات النادرة لتحقيق ميزة تنافسية للجامعة في مجالات علمية وبحثية غير تقليدية, فضلًا عن غياب شبة كامل لأبحاث الفريق والانفصال الشديد بين الأقسام العلمية داخل الجامعة.
وفي هذا السياق، تصبح الحاجة ملحة إلى السعي نحو تجسير الفجوة بين جامعة عين شمس والمؤسسات التنموية بالمجتمع في مجالات البحث والتطوير، وذلك في ضوء إمكانات الجامعة الحالية والمستقبلية، وظروف البيئة المحيطة بها على المستوى الوطني والعالمي.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
تجسدت مشكلة الدراسة في وجود فجوة بين جامعة عين شمس والمؤسسات التنموية بالمجتمع وعدم وجود قنوات اتصال فعالة تحقق الشراكة بين الجامعة ومؤسسات المجتمع في مجال البحث العلمي, وهو ما يتعارض مع غايات وأهداف الجامعة الإستراتيجية حول دورها في خدمة المجتمع, مما يفرض السعي نحو وضع تصور استراتيجي للشراكة البحثية بين الجامعة والمؤسسات التنموية بالمجتمع لتلبية متطلبات مجتمع المعرفة، وذلك خلال تحليل الفجوة بين مكونات البيئة الداخلية والخارجية للجامعة، وكشف نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر, ورسم التوجه أو المسار الإستراتيجي المحقق لها.
وعليه تحددت مشكلة الدراسة في الإجابة عن التساؤل الرئيسي التالي :
كيف يمكن تحقيق الشراكة البحثية بين جامعة عين شمس والمؤسسات التنموية بالمجتمع على نحو يلبي متطلبات مجتمع المعرفة ؟
ويتفرع السؤال الرئيسي للتساؤلات الفرعية التالية :
1. ما طبيعة مجتمع المعرفة ومتطلباته المختلفة ؟
2. ما طبيعة الشراكة البحثية بين الجامعات والمؤسسات التنموية ؟
3. ما مقومات بناء الشراكة البحثية بين الجامعات والمؤسسات التنموية؟
4. ما واقع البيئة الداخلية لمنظومة البحث والتطوير بجامعة عين شمس؟
5. ما واقع البيئة الخارجية لمنظومة البحث والتطوير بجامعة عين شمس؟
6. ما التصور الاستراتيجي للشراكة البحثية بين جامعة عن شمس والمؤسسات التنموية لتلبية متطلبات مجتمع المعرفة ؟
منهجية الدراسة:
اعتمدت الدراسة على منهجية مركبة تتكون من:
• المنهج الوصفي: وذلك بما يسهم في رصد وتحليل وتفسير الوضع الراهن لعلاقة الجامعة بالمؤسسات التنموية بالمجتمع في مجالات البحث والتطوير.
• أسلوب التحليل الفلسفي: وذلك للكشف عن وجهات النظر المختلفة حول مفاهيم الدراسة كما جاءت في الأدبيات والكتابات العلمية المتخصصة.
• مدخل تحليل النظم (system analysis approach): وهو أحد الأساليب المنهجية التي يمكن من خلالها النظر إلى المشكلة في صورتها الكلية- كنظام - من حيث مكونات بيئتها الداخلية (مدخلات وعمليات ومخرجات)، في علاقتها بمتغيرات البيئة الخارجية.
• أسلوب التحليل الرباعي (SWOT): وذلك لدراسة البيئة الداخلية والخارجية للبحث والتطوير بجامعة عين شمس والكشف عن أهم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات.
حدود الدراسة :
تمثلت حدود الدراسة الحالية فيما يلي:
1.الحد الموضوعي: اهتمت الدراسة بعلاقات الشراكة بين الجامعة والمؤسسات التنموية في مجالات البحث والتطوير دون غيرها من المجالات التعليمية والتدريبية.
2.الحد المؤسسي: ركزت الدراسة اهتمامها على جامعة عين شمس كإحدى الجامعات المصرية الحكومية.
أهمية الدراسة :
تتأكد أهمية الدراسة الحالية خلال ما يلي:
1. تزايد الاهتمام على المستوى العالمي بتحقيق الشراكة بين الجامعات ومؤسسات المجتمع بما يسهم في تطوير أداء الجامعة والمجتمع، وذلك في ظل مجتمع أساسه إنتاج ومشاركة ونشر وتطبيق المعرفة .
2. أهمية الشراكة البحثية الفاعلة بين الجامعة والمؤسسات التنموية في تقليل الفجوة المعرفية والتكنولوجية بالمجتمع المصري.
3. المساهمة في إثراء التخصص العلمي بتقديم إطار معرفي عن الشراكة بين الجامعة والمؤسسات التنموية في مجالات البحث والتطوير ومقوماتها المختلفة.
4. توفير معلومات للمسئولين عن الجامعة يمكن أن تسهم في إعادة التفكير في سياسات وتوجهات الجامعة المستقبلية.
5. دعم جهود جامعة عين شمس نحو توطيد علاقاتها مع المؤسسات التنموية بالمجتمع، وذلك من خلال وضع تصور استراتيجي يراعي التوجهات والإمكانات الحالية والمستقبلية للجامعة.
تعريف المصطلحات :
(1) الشراكة (Partnership) :تبنت الدراسة الحالية مصطلح الشراكة البحثية باعتبارها ” تحقيق علاقة اتصال استراتيجية بين الجامعة والمؤسسات الإنتاجية والخدمية بالمجتمع لتبادل المنافع في المجالات البحثية بما يسهم في تطوير وتنمية الجامعة والمجتمع ”.
(2) الاستراتيجية (Strategy) : تبنت الدراسة الحالية الإستراتيجية كونها ” أسلوب ومسار تحقيق مجموعة من الأهداف بعيدة المدى خلال المواءمة بين نقاط القوة والضعف لمكونات البيئة الداخلية وبين الفرص والتهديدات التي تفرضها البيئة الخارجية”.
(3) المؤسسات التنموية (Developmental Institutions): تبنت الدراسة الحالية المؤسسات التنموية كونها ” المؤسسات الإنتاجية والخدمية بالمجتمع المهتمة بتطوير المعرفة العلمية والتطبيقات التكنولوجية في مجال عملها”.
(4) البحث والتطوير(Research & Development):
تبنت الدراسة مصطلح البحث والتطوير باعتباره ” الأنشطة المنهجية والمبدعة التي تستهدف زيادة رصيد المعرفة في التخصصات العلمية المختلفة، وتحويلها إلى قيمة اقتصادية مضافة تتمثل في منتجات أو عمليات جديدة أو محسنة”.
خطة الدراسة :
تطورت خطة الدراسة وفقاً لما يلي:
 الفصل الأول : ”الإطار العام للدراسة”.
 الفصل الثاني : ” ”مجتمع المعرفة: الماهية، الأبعاد، ودور الجامعة في تلبية متطلباته”.
 الفصل الثالث : ”ماهية الشراكة البحثية بين الجامعات والمؤسسات التنموية.
 الفصل الرابع: ” الشراكة البحثية بين الجامعات والمؤسسات التنموية: المقومات والنماذج”.
 الفصل الخامس: ”تحليل البيئة الداخلية لمنظومة البحث والتطوير بجامعة عين شمس”.
 الفصل السادس: ”تحليل البيئة الخارجية لمنظومة البحث والتطوير بجامعة عين شمس”.
 الفصل السابع: ”ملامح تصور استراتيجي للشراكة البحثية بين جامعة عين شمس والمؤسسات التنموية لتلبية متطلبات مجتمع المعرفة”.
نتائج الدراسة:
• توصلت الدراسة إلى أن الفجوة بين جامعة عين شمس والمؤسسات التنموية في مجالات البحث والتطوير تعود إلى العديد من نقاط الضعف المرتبطة بالبيئة الداخلية للبحث والتطوير بالجامعة، بالإضافة إلى العديد من التهديدات التي تفرضها البيئة الخارجية، كما توصلت الدراسة إلى وجود العديد من نقاط القوة والفرص التي يمكن استثمارها في توطيد علاقات الجامعة بالمؤسسات التنموية.
• قدمت الدراسة تصورًا استراتيجيًا مقترحًا للشراكة بين جامعة عين شمس والمؤسسات التنموية في مجالات البحث والتطوير، وذلك بالاستفادة من نتائج تحليل البيئة الداخلية والخارجية، فضلًا عن الدراسة التحليلية المتعمقة حول ماهية ومقومات الشراكة بين الجامعة والمؤسسات التنموية، وبالاستفادة من بعض النماذج العالمية في هذا المجال.