Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
غزل المرأة في الشعر العربي القديم :
المؤلف
محمد، ماجدة سعيد جودة.
هيئة الاعداد
باحث / ماجدة سعيد جودة محمد
مشرف / جودة مبروك محمد
مشرف / محمد أحمد بربري
مناقش / رمضان أحمد عبد النبي
مناقش / صلاح السروى
الموضوع
الغزل - شعر. الشعر العربي - تاريخ ونقد. الشعر العربي - دواوين وقصائد.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
377 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
الناشر
تاريخ الإجازة
15/1/2017
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 377

from 377

المستخلص

بات واضحًا ارتباطُ فن الغزل في أذهان معظم الناس ـ حتى بعض الباحثين ـ بالغزل الذي يقوله الرجالُ في النساء؛ ويرجع ذلك ـ غالبًا ـ إلى ثلاثة أسباب؛ أولها كَوْنُ المرأة اشْتُهِرَت في فنِّ الرثاء أكثرَ من غيره من فنون الشعر؛ وعلى سبيل المثال شهرةُ الخنساء في هذا الفن، أما الثاني فله شِقَّانِ؛ الأول كَوْنُ المرأة مفعولًا به في فنِّ الغزل؛ فهي المُلْهِمَةُ والمتلقِّيَةُ لما يَبُثُّهُ الرجال من مشاعرَ ضمن أشعارهم في الغزل؛ وهؤلاء الرجال هم بدورهم الفاعلون والمتحدِّثون، وأما الشِّقُّ الثاني فيتمثل في القيود والحدود التي وضعها المجتمعُ حول المرأة؛ فمنعها من الحديث عن الحب أو العشق أو ما يتعلق بهما من أشعارٍ؛ حتى باتت المرأةُ منفيَّةً عن مجال الغزل وأحاديثه؛ ويعود السببُ الأخير إلى تهميش الرُّوَاة لشعر النساء عمومًا خلال العصر الجاهلي وما بعده؛ حتى إنه يُذْكَرُ أن أبا نُوَّاس كان يحفظ شعرًا لستين شاعرة ممَّن سَبَقْنَ عصره( )، ولم يرد شعرٌ لهذا العدد من الشاعرات في مصادر الأدب العربي.
لهذا تناول موضوعُ البحث دورَ المرأة الشاعرة في فنِّ الغزل الذي رَسَخَ في أذهان الناس أنَّهُ مُقْتَصِرٌ على الشعراء من الرجال؛ خاصَّةً في العصر الجاهلي؛ ومن ثَمَّ دراسةُ الأصوات النسائية التي انطلقت تغادر قَوْقَعَةَ الرثاء إلى المُنْفَتِحِ من الشعر؛ كالغزل، والهجاء، والمدح، والمعارضة التي تُفَعِّلُ خلالها علاقتها بالآخر، وقد تم تحديدُ فترة الدراسة خلال العصور؛من العصر الجاهلي إلى العصر العباسي، إضافةً إلى الغزل الذي قالته المرأة الأندلسية؛ وذلك للتطور والتحضر الذي أصاب الحياة العربية من بعد العصر الجاهلي، وأثَّرَ بدوره على الحياة الأدبية؛ خاصَّةً الشعرية منها؛ إذ كان الغزلُ بنوعيه ـ العفيف منه والصريح ـ نتاجًا طبيعيًّا لظروف الحياة الجديدة التي اختلط فيها العرب بالأعاجم، وامتزجت ثقافاتُهم أيضًا؛ فأصبح من الطبيعي أن تتلاقح هذه الثقافاتُ بالعربية، وتَنْقِلُ إليها أسبابَ التحضر، وتُشِيعُ فيها وسائلَ المتعة والترفيه؛ ومن ذلك اتخاذُ مجالسِ الغناء، ورعاية الأمراء والأشراف لها، وانتشارُ المطربين والملحنين والمغنيات؛ مما أدى إلى انتشار شعر الغزل لمناسبته لهذا الفن( )، وأدى ارتباطُ الغزل بالمرأة إلى جذبها لهذا المجال؛ فَتَغَنَّت ورَوَتْ وتحدَّثَت بلا حرجٍ، وسردت قصةَ حبِّها أو عشقها، أو حتى إعجابها بمَنْ تَهْوَى واصفةً إياه في مَشْهَدٍ غزليٍّ؛ إما بشكلٍ عفيف أو بآخرَ صريحٍ. وموضوع البحث هنا هو قراءةُ أشعار النساء في الغزل؛ بحثًا عن عالمهن الخاصِّ، وأثر الحضارة الإسلامية بثقافاتها المتنوعة على حياة النساء ثم على أشعارهن.
وترجع أهميَّةُ موضوعِ بحث ”غزل المرأة في الشعر العربي القديم؛ دراسةٌ تحليليَّةٌ من منظور النقد النسوي”، إلى كَوْنِه محاولةً لإعادة قراءة التراث الأدبي العربي القديم بقسميه النثري والشعري؛ وخاصَّةً إبداعات النساء الشعرية من وجهة نظر النقد الأدبي النسوي، لندرة هذا النوع من الدراسات، والبحث يحاول تقديمَ دراسة تحليلية تهدف إلى الكشفِ عن تراث النساء الشعري في الغزل؛ وذلك خلال عصور الأدب العربي القديم ، ويقوم البحث بتحليل الأشعار النسوية لبيان عالم النساء داخلها، وكيفية تعبيرهنَّ عن تجاربِهِنَّ وخبراتهنَّ ضمن الجماعة بقوانينها وتقاليدها وأعرافها، وهل هناك اختلافٌ بين ما كَتَبْنَهُ، وبين ما كان موجودًا من أشعار الرجال في الفن ذاته؟
يرى أصحابُ تَوَجُّه النقد الأدبي النسوي أن موقعَ المرأة في الإبداع مختلفٌ عن موقع الرجل؛ بسبب اختلافُ الأوضاع الاجتماعية والتنشئة؛ ومن ثَمَّ كيفية النظر للعالم، ثم الخبرة التي تَسْلُكُ بها النساء داخل هذا العالم، ويحاول البحث هنا اختبارَ هذا الرأي النقديِّ على أشعار الغزل النَّسَوِيِّ الموروث ضمن التراث الأدبي العربي؛ إذ يفترضُ وجود اختلافٍ ما فيما كتبته الشاعراتُ العربيَّاتُ في فن الغزل خلال العصر الإسلامي، ومن ثَمَّ محاولةُ البحث عن أسباب الاختلاف الذي يَتَمَثَّلُ في طرائقِ التفكير وملحقاته من الأسلوب واللغة والموضوعات المطروحة، وما يَكْتَنِفُ ذلك من الخبرة النسوية في التعامل مع مُجْرَيات الحياة؛ لذا سوف يعتمد البحثُ على أشعار النساء في الغزل خلال العصور: الجاهلي، والأموي، والعباسي؛ إضافةً إلى شعرِ المرأة في الأندلس.