![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لاشك إننا نعيش اليوم في عصر متغير، بل وسريع التغير، يسوده انفجار معرفي وتكنولوجي، ويصاحب ذلك أيضا الانفجار السكاني والحراك الاجتماعي والتغير الاقتصـادي في اتجاهات متعددة ومجالات متباينة كما يسوده انفتاح وتعاون عالمي ودولي ترتب عليه أن أصبح التعليم قوة حقيقية في هذا العصر، بل ووسيلة للتسابق والتنافس. ولقد استدعت معطيات العصر– الثورة التكنولوجية والمعرفية والعلمية وما نجم عنها من تحديات ومشاكل – أن تبذل المؤسسات جهودا حثيثة لمواكبة ما نتج عن تلك الثورات من تطورات وتجديدات فقامت بعملية مراجعة لسياساتها وأهدافها ونشاطاتها المتعلقة بإعداد الكوادر البشرية والقيادات التربوية وعلي مختلف المستويات وذلك من اجل تمكينها من اكتساب المعارف والمعلومات والمهارات التي تطلبها الأدوار الجديدة في ظل مجتمع المعرفة. لذا فان القيادة الناجحة تعد أساسا ضروريا لأي مؤسسة، حيث يضطلع القائـد مـن خلالها بإدارة وتنظيم المؤسسة التي يتولى قيادتها حتى يضمن لها النجاح والاستمرارية، وذلك من خلال التأثير في الآخرين من أجل العمل بحماس وثقة حتى يتم تحقيق الهدف المنشـود، وفي مجتمعنا الحاضر تعد القيادة ضرورة عصرية تسهم في تحقيق إبداع العـاملين وزيـادة إنتاجيتهم وتحسين أدائهم في ضوء ظروف المؤسسة وإمكاناتها المتاحة. والقائد الناجح هو الذي يترك المؤسسة التي يعمل بها، حتى تعمل من بعـده بـنفس الدرجة من النجاح، بل أكثر، أما القائد غير الناجح فهو الذي ينظر إلي رحيله عـن المؤسسـة علي انه نهاية للمؤسسة، ونهاية لنجاحها. وعلي هذا فان القائد الحالي لأي مؤسسة تعليمية يقع عليه عبئاً أكبر فـي سبيل تكوين القائد البديل، والذي يحل محله في المستقبل إلا أن الوقت يبرهن علي أن القائد الـذي يخلـف القائد الحالي يأتي من وراء ستار، ونادراً ما يؤخذ رأي القائد الحالي في مجال الصف الثاني، معنـي ذلك أن الإدارة العليا التي تصنع قرار المؤسسة التعليمية تفترض في قائـدها سـوء القصـد وبالتالي تقتنع تماما بأنه لن يرشح من يدانيه في الكفاءة ليظل هو أفضل مدير، بـل وأفضـل القادة عبر تاريخ المؤسسة. ولعل الأمور السابقة أصبحت الآن بمثابة العادة الموروثة، والتي ترتب عليها أن القائد يكون أول همه عندما يأتي إلي المؤسسة الانشغال بمحو مآثر المدير السـابق وعـادة يتناول الأمور من جديد طارحا ما أنجزه السابقون جانبا، أو متناسيا ما أنجزوه، وفي بعض الأحيان يتجاهل شخصياتهم. |