الفهرس 
الاجراءات المنهجيه للدراسهيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 354 |  |  |
| | | from | 354 | | |
المستخلص
لقد شهد العالم منذ مطلع القرن الماضي تحولات سريعة وشاملة إما بسبب صعود الرأسمالية المحافظة فى الغرب، أو بسبب انهيار أيديولوجيات ومعتقدات ونظم سياسية فرضت نفسها على العالم فرضا، أو بسبب سيطرة النزعة العالمية Globalization التي تجسدها الأسواق العالمية، ووسائل الاتصال الكونية التي قلصت المكان واختزلت الزمان، أو بسبب انهيار أنساق ثقافية ظلت سائدة ومسيطرة لفترة طويلة، ثم ما لبثت أن فقدت شرعيتها وقدسيتها ووظيفتها... إلخ.
وبطبيعة الحال، فقد تركت هذه التحولات العالمية آثارًا بعيدة المدى على معتقدات الشعوب وخياراتها السياسية والاجتماعية، ذلك أنه في ظل هذه التحولات العالمية المعاصرة، تظهر أشكالا جديدة من العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني، الدين والسياسة، الحرية والديمقراطية، الإنسان والبيئة والمجتمع والثورة كما أن هناك آراء متباينة ظهرت إلى حيز الوجود حول الحقوق والمسئوليات، الحرية والسلطة، المساواة، التفاوت الطبقي، الفراغ الأخلاقي، القيم، التحول نحو القطاع الخاص.
ولعل مجمل هذه التباينات قد تركت آثارًا عميقة على التكوينات الاجتماعية الهامة فى المجتمع بما يهدد تحقيق الاستقرار الاجتماعي، خاصة وأن كثيرًا من الأفراد والأسر يعانون من مشكلات اجتماعية تتعلق بارتفاع معدلات البطالة والتهميش الاجتماعى والتفاوت فى توزيع الثروات وضآلة الدخول... إلخ. وفى ضوء ذلك يتعين على المشتغلين بالعلوم الاجتماعية ضرورة المراجعة الفكرية لهذه المشكلات وصولا إلى حلها.
أهمية الدراسة
لما كانت الأسرة هي الوحدة الأساسية في المجتمع، وهي مرآته التي تعكس مختلف أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية، فإن من الطبيعي أن نستقرئ في ملامح هذا العصر، وأن نرصد تحولاته الاجتماعية والاقتصادية استنادا إلى الأسرة كمدخل معرفي ووحدة التحليل السوسيولوجي، لكل ما في المجتمع من تبدلات وتحولات اجتماعية واقتصادية، بغرض فهم مختلف الظروف التي أحاطت بها والمشكلات التي تنشأ عنها، وتتبع أثر هذه التحولات على مختلف أوجه التفاعل الاجتماعي وأنساق التماسك داخل الأسرة وما ينجم ذلك عن مشكلات اجتماعية وثقافية.
وفي ضوء ذلك يهمنا في المقام الأول الإشارة إلى أهمية هذه الدراسة وذلك من خلال تحليل أهم التحولات الأسرية التي تعاني منها الأسر في مصر، ومن خلال تحليل أهم التحولات التي شهدها المجتمع المصري وشهدتها أيضا الأسر فى مصر، فالآثار التي خلفتها العولمة، ثورة الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والأقمار الصناعية، والتقنيات الرقمية إلى جانب الانفتاح الاقتصادي، وما أتى به من غزو ثقافي واستهلاكي كانت له تأثيرات هامة على الأسرة المصرية، وتعاقب السياسات الاقتصادية والخصخصة... إلى آخر ذلك من مجموعة التحديات والتحولات التي تمثل علاقة بارزة ونقطة هامة عند الحديث عن التغيرات في الأسرة المصرية.