Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
انتفاضات العامة في العراق في عصر بني بويه ”334ه/945م-447ه/1055م/
المؤلف
مصطفى، أميرة طارق.
هيئة الاعداد
باحث / أميرة طارق مصطفى
مشرف / محمود إسماعيل عبد الرازق
مشرف / آمال محمد حسن
مناقش / صفى علي محمد عبد الله
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
202ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - تاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 202

from 202

المستخلص

ملخص الرسالة:
يندرج موضوع هذه الدراسة - انتفاضات العامة في العراق في عصر بني بويه- في إطار التاريخ الاجتماعي, والملاحظ أن مؤرخينا الأوائل لم يسلطوا الضوء على هذه الطبقة - أي طبقه العامة - وكان جل اهتمامهم التاريخ السياسي وما يتبعه من حداث مؤثرة أو علاقات بين الدول, رغم أن التاريخين الاجتماعي والاقتصادي يعدان أساسا مهمًا للحراك السياسي والتقلبات التي تشهدها المجتمعات الإنسانية علي مر العصور .
توصلت الدراسة إلى أن حكم الدولة البويهية في بلاد العراق مر بمرحلتين مختلفتين, الأولى شهدت أوج قوة الأسرة وتحكمها في مقاليد الأمور داخل العراق, والثانية زادت فيها الاضطرابات السياسية والاقتصادية في ظل الضعف الذي دب في أوصال البيت البويهي, مما رفع من حالة الفوضى والتدمير داخل العراق خلال تلك المرحلة والتي انتهت وانتهى معها الحكم البويهي للعراق الذي دام أكثر من قرن من الزمان.

وعلى امتداد فترة حكم البويهيين انتفض العامة انتفاضات تنوعت ما بين سياسية واقتصادية ودينية واجتماعية, أما الانتفاضات التي حملت الطابع السياسي, كان لها ثلاثة أسباب: الأول تسلط الجند, والثاني تسلط رجال الدولة, والثالث هجمات الروم على الثغور والمدن الإسلامية. أما الانتفاضات التى حملت الطابـع الاقتصادي, فحرك العامة فيها عاملان الأول ندرة المواد الغذائية وارتفاع الأسعار, والثانى زيادة الضرائب واستحداثها.
وكانت أكثر انتفاضات العامة في العراق خلال العصر البويهي حملت الطابع الديني, وتفرعت لاتجاهين الأول طائفي, والثاني الاعتراض على تجاوزات الصفوة في حق الدين, وطغى الطابع الطائفي على معظم انتفاضاتهم في هذا الإطار, فانتفض العامة من السنة والشيعة على بعضهم بعضــــا, كمــــا انتفــض الحنابلـــة على غيرهم من أصحاب المذاهب الأخرى, وانتفض المسلمون على اليهود والنصارى.
لم تنتشر حركات التذمر الاجتماعية خلال المرحلة الأولى من العصر البويهي, لحركات الإصلاح التي عرفها العراق على يد سلاطين بنى بويه الأوائل, إذ لم يتذمر اجتماعيًا خلال هذه المرحلة إلا العيارون والصعاليك, أما المرحلة الثانية فشهدت ازدياد حركات التذمر الاجتماعي إذ التف العوام – إلى جانب العيارين- حول شخصيات اتخذت صورة الزهد والتصوف في البداية ثم أعلنت رغبتها في الغزو مستغلة من يتبعها من جموع العوام, وكان الغزو هو الهدف المُعلن الذي رأى فيه أصحاب تلك الحركات السبيل في تحقيق أهدافهم الباطنية من الانتفاض على وضعهم الاقتصادي والاجتماعي.
تنوعت الآثار التى نجمت عن انتفاضات العامة في العراق خلال العصر البويهي ما بين آثار سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية, أما عن الآثار السياسية فكان أبرزها سقوط هيبة السلطة عند المجتمع أجمع, كما أثرت انتفاضات العامة في تعضيد جانب الحاكم البويهي واستمراره في الحكم أو العكس بغض النظر عن مدى قوة الحاكم نفسه أو ضعفه, كما جاء ظهور بعض العناصر على الساحة السياسية في العراق نتيجة لانتفاضات العامة.
كانت انتفاضات العامة في العراق خلال العصر البويهي أكثر تأثيرًا على الحياة الاقتصادية, بسبب ما خلفته من عمليات التخريب والهدم والحرق, ومن ثم ارتفاع الأسعار, وتأثر الحياة اليومية بالسلب نتيجة ذلك. بينما كان هناك أثر اجتماعي إيجابي لتلك الانتفاضات على بعض الشخصيات حيث تتسبب في ارتفاع شأنهم وارتقاء مستواهم الاجتماعي.
أما أعظم آثار انتفاضات العامة خلال العصر البويهي, فكان على الحياة الدينية, حيث استحدثت أعياد وطقوس مذهبية جديدة ثم عُطلت, بالإضافة إلى إجبار البعض على التخلى عن شعائرهم, وإلزامهم بشعائر أخرى على عكس اعتقادهم, وفي الوقت الذي مُنع فيه القُصاص نشط الفقهاء ولجأت إليهم السلطة لتهدئة العامة, كما تأثر أهل الذمة كثيرًا بانتفاضات العامة فبالإضافة إلى تخريب دور عبادتهم, تعرضوا أيضًا للتضييق بعد الانتفاضات. كما تسبب تعرض بعض رجال الدين النصارى إلى انتفاضة العامة من أهل ملتهم إلى إنه اضطر ترك النصرانية واعتناق الإسلام حفاظًا على نفسه من عبثهم.