الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مما سبق يتضح أن السبب وراء فتح الباب على مصراعيه للهجرة هو الهروب من ويلات الحروب والمنازعات السياسية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والانسانية ويلاحظ ايضا ان بعض الدول تشجع الهجرة أملا في الحصول على العملة الصعبة من تحويلات المُهاجرين الى ذويهم أوالتخلع من مشاكل وشغب الشباب والسياسيين المعارضين من خلال السماح لمواطنيها بالهجرة بهدف الحد من مشاكل البطالة أوالزيادة السكانية ومشاكل الإسكان وتدني الأجور، أو من عوامل قد تكون أحدها التطاحن على السلطة أو الدخول في حروب أهلية من أجلها. كما إن هذه الأسباب والعوامل ساهمت بشكل كبير في نزوح السكان وهجرتهم وعمقت من التحديات التي تواجهها دولهم وأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن ظاهرة الهجرة معقدة ومتداخلة جدا بعضها مع البعض، وما هي إلا نتاجًا طبيعيا لجملة من المشكلات الداخلية التي تعانيها الدول المصدرة للمُهاجرين. ونستنتج مما عرضنا ان المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي التي ساهمت في خلق الظروف الطاردة في الدول التي تعاني من هذه المشكل المستحفلة ونتائجها الكارثية مما دفع المواطن الى الهجرة وتحمل المخاطر والمشاق والمستقبل المجهول راح ضحيتها آلاف الشباب والشابات غرقوا في المياه البحر أوقضوا سنوات في معسكرات الاعتقال في إيطاليا واسبانيا وغيرها، كما نلاحظ أن الدول المستقبلة للهجرة تكيل بمكيالين في مسألة استقبال العقول المُهاجرة ورفض هجرة العمالة غير الماهرة وغير المدربة، أو حتى المُهاجرين لأسباب إنسانية وهي تستقبل النوع الاول وتسهل امر هجرتها وترفض الثاني وتقومها بأبشع وسائل المقاومة. وطالما أنَّ أسباب الهجرة تعود إلى تفشي البطالة والركود الاقتصادي وعدم الإستقرار السياسي والاضطراب الاجتماعي والحروب الأهليلة ومن دون مساهمة الدول المتقدمة في حل مشاكل الدول الفقيرة المصدرة للمُهاجرين في تحقيق التنمية والإستقرار السياسي في الدول الفقيرة لتتمكن من الحد من تدفق المُهاجرين إليها فان هذه المشكلة ستتفاقم باضطراد، حيث أن الهجرة غير الشرعية لن تنتهي بالحلول المؤقتة والمتمثلة في تعزيز دوريات الحدود وتشديد الرقابة على المُهاجرين، بل يمكن الحد منها في معالجة جذور واسباب هذه الظاهرة. |