الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 184 |  |  |
| | | from | 184 | | |
المستخلص
انطلاقًا من أن التكنولوجيا تعدُّ أحد أهم الأسباب التي تمنح منتجيها ميزة التقدم والتفرد والحضور الدولي والقدرة التنافسية في الأسواق الدولية ، فإن الاتجاه الطبيعي لمنتجيها هو محاولة الاحتفاظ باحتكارها، حيث تعدُّ السرية من أهم الأدوات و الأساليب للإبقاء على هذه الميزة التنافسية، والأداة الفعالة للاحتفاظ باحتكار المعارف الفنية التي تشكل محلًا للتكنولوجيا المنقولة باعتبارها أشياء غير مادية. وفي الواقع أن هناك عقبات متعددة تثور بشأن المحافظة على سرية المعلومات عند إبرام عقود نقل التكنولوجيا، وهذه العقبات تتمحور في فكرة كيفية تحقيق التوازن بين المصالح المتعارضة لطرفي العقد، ولاسيما في مرحلة المفاوضات التي قد تنتهي إلى طريق مسدود دون التمكن من إبرام تعاقد بين الأطراف، حيث يرى مستورد التكنولوجيا أن من حقه كشف جانب من السرية للتكنولوجيا موضوع التعاقد حتى يتمكن من تقدير قيمتها وتحديد موقفه من إبرام العقد من عدمه ، وفي المقابل يرى مورد التكنولوجيا أن من حقه أيضًا عدم الإفشاء بجوهر المعرفة الفنية موضع التعاقد، وذلك خوفًا من فشل المفاوضات وعدم التمكن من إبرام العقد النهائي في الوقت الذي يتمكن فيه الطرف الآخر سيئ النية من الاطلاع على سرية المعلومات ، وبالتالي يتمكن من معرفتها وإمكان الاستفادة منها. وتزداد أهمية المحافظة على سرية المعلومات التكنولوجية في مرحلة التعاقد، حيث إن التكنولوجيا بعد إبرام العقد قد انتقلت بكل عناصرها إلى المستورد، فتعرّف على دقائق أسرارها، فقد يقوم المستورد بإفشائها أو التنازل عنها إلى الغير، أو يقوم باستغلالها بعد انتهاء العقد، والذي يزيد الأمر تعقيدًا في هذا الخصوص أن مستورد التكنولوجيا يلجأ عادةً للاستعانة بالمستخدمين والعمال المتخصصين من أجل استيعاب التكنولوجيا محل التعاقد، حيث يقفوا هؤلاء على أهم الدقائق والأسرار للمعلومات التكنولوجية، وبالتالي قد يقوم أحد العاملين لدى المستورد بإفشاء هذه الأسرار إلى أحد المشروعات المنافسة، أو يقوم باستغلال هذه الأسرار لصالحه بعد انتهاء العقد.