الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعدُ... فلا ريب في أن الاعتداء على الجنين بالإجهاض يُعَدُّ من أهم القضايا التي أخذت اهتمامًا كبيرًا، وفرضت نفسها للنقاش والجدل والبحث لوضع تكييفًا ووصفًا قانونيًا يستطيع أن يغطي هذه الجريمة، وكذلك يضع حدًا لما يثار وسوف يثار في المستقبل؛ نتيجةً التقدم والتطور العلميّ الذي نشهده. ويعد الجنين هو أساس الوجود الإنساني، ولقد حظي باهتمام كبير في الشريعة الإسلامية التي أمرت بحفظ النفس، والنسل، وحرمت الاعتداء عليهما، ثم جاء المشرع الجنائي ليحمي المصالح التي يراها جديرة بالحماية القانونية، فالحماية القانونية لا تكتمل إلا بالتجريم والعقاب اللذين يعتبران الأداة الفعالة من أجل حماية المصالح القانونية الجديرة بالحماية وتعد الحماية الجنائية إحدى فروع الحماية القانونية وأكثرها فاعلية. ويقصد بالحماية الجنائية بوجه عام أن يدفع قانون العقوبات عن الحقوق أو المصالح المحمية كل الأفعال غير المشروعة التي تؤدي إلى النيل منها عن طريق ما يقرره لها من عقوبات، أما الحماية الجنائية المقصودة فى نطاق هذا البحث: أن يدفع قانون العقوبات عن الجنين جميع الأفعال غير المشروعة التي تؤدي إلى إنهاء حقه في الحياة، إما بإنهاء حياته أو الاعتداء عليه والإضرار به وهو في رحم أمه، أو إخراجه من رحمها قبل الموعد الطبيعي المحدد لولادته، وهذا الاعتداء يعد جريمة يجب أن تكافح ولا يكون ذلك إلا بإسباغ الحماية الجنائية على الجنين. |