Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التغيرات المجتمعية وانعكاساتها على الظاهرة اللغوية :
المؤلف
عبد المنعم, إيناس محمد عبد المنعم.
هيئة الاعداد
باحث / إيناس محمد عبد المنعم عبد المنعم
مشرف / محمد عباس إبراهيم
مشرف / محمد عبده موسى محجوب
مناقش / سامية على حسنين
الموضوع
الأنثروبولوجيا الإجتماعية. الأنثروبولوجيا الثقافية. التغير الإجتماعى.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
532 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأنثروبولوجيا - علم الإنسان
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاداب - الأنثروبولوجيا
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 551

from 551

المستخلص

إن للأنثروبولوجيا منظورها الخاص، ومداخلها النظرية والمنهجية في الدراسة والتحليل، والأنثروبولوجيا اللغوية تتحرك في ميدان الثقافة والمجتمع، وبما يتيح الانطلاق إلى العديد من الموضوعات التي تحقق الربط والفهم للجوانب الثقافية والاجتماعية وعلاقتها باللغة ومن خلال اللغة أيضًا، كما أن التحليل المتعمق للظاهرة اللغوية يكشف عن أنها تجسيد لنتاجات مختلفة الصور من المؤثرات والانعكاسات والتي لا تفسر إلا في ضوء سياق ثقافي/ اجتماعي معين، وهي المؤثرات والانعكاسات التي تظهر ملامحها في اللغة في دلالاتها، وتفسيراتها بوصفها مكونًا إدراكيًا وبوصفها ممارسة ثقافية واجتماعية يجسدها نسق الاتصال، ومن حقيقة أن علاقة اللغة والثقافة هي ظاهرة تشكلها الكثير من العوامل التي تكسبها ملامحها، أو التي تغير فيها سواء عوامل تغير - تنبع من النسق المجتمعي نفسه أم عوامل خارجية أم مفروضة، ويأتي فهم الظاهرة اللغوية بوصفها ظاهرة لا يمكن أن تحسم بمفردها بعيدًا عن حلقات التغير المتداخلة والمتصلة.
ولقد كان هذا تصورًا في ذهن الباحثة منذ البداية، وعلى ضوء ذلك جاءت فصول الدراسة من منظور شمولي، وخصوصية تحليلية، وجاءت معبرة عن هذا التوجه النظري والمنهجي.
وعلى ضوء ما سبق جاء الفصل الأول بعنوان ” الظاهرة اللغوية في الدراسة الأنثروبولوجية”؛ ليتناول موقع اللغة وأهميتها في الدراسة الأنثروبولوجية من منظور تشكل وتطور وتجدد عبر تاريخ للفكر اللغوي تبلورت عن طريقه الرؤية الأنثروبولوجية للغة عن طريق الأساس النظري والمنهجي والتناول الموضوعي الذي تماشى إلى حد كبير مع المتطلبات الفكرية في المراحل المختلفة، وفهم اللغة بوصفها ظاهرة ثقافية واجتماعية من المنظور الأنثروبولوجي يستدعي رؤية لتاريخ تكون الفكر اللغوي الأنثروبولوجي بمنطلقاته ونظرياته ورؤاه المتعددة في دلالات من التواصل والانقطاع التي تتشكل عن طريقها نظريات تمثل نقلات معرفية وضعت الأطر العامة لدراسة اللغة نظريًا ومنهجيًا، وكيف يمكن تطويع هذه النظريات لرؤى، ومداخل تحليلية متجددة (أي منظورات، وأبعاد جديدة) أي محاولة للكشف عن أركيولوجيا الفكر اللغوي الأنثروبولوجي أو فلسفة الأنثروبولوجيا في دراسة اللغة من منظور يجمع بين التقليد، والتجديد ليس على المستوى النظري فقط بل في المجال الموضوعي أيضًا وكيف تعبر علاقة اللغة والثقافة التي هي المجال الموضوعي الرئيس في الأنثروبولوجيا عن علاقة تمثل فكرة الثابت والمتغير أي الإطار الثابت ( اللغة والثقافة) والمفهوم المتغير لمضامين وموضوعات هذه العلاقة التي تعد دراسة التغير إحدى موضوعاتها المهمة، وانتهى الفصل بتعقيب.
ثم جاء الفصل الثاني بعنوان ”اللغة، وديناميات التغير” يرى مضمونه اللغة تعبيرًا عن الثورة الزمنية الحقيقية بتحولاتها ومؤثراتها تستقبلها وتتفاعل معها اللغة؛ إذ يتناول هذا الفصل مدخلاً تمهيديًا للغة، ومفاهيم التغير ثم تناول بعض الإشارات التاريخية لإنعكاسات التحولات والتغيرات المؤثرة في اللغة مع الإشارة إلى ما سبق العولمة من ظروف وأوضاع من منطلق أن العولمة لم تكن وافدًا هَبَّ فجأة على العالم بل هي نوع من الاتصال الثقافي تحقق من قبلُ بصورة أو بأخرى، ومع الاعتراف بأن حجم التغير، ومقداره في ظل العولمة أشد وطأة وأكثر ضراوة، وأصبحت العولمة نظرية في التغير الثقافي ومن ثم كان الاهتمام بتناول الرؤى، والمفاهيم، والتعريفات، والأبعاد المتعددة للعولمة من منظور يرى العولمة عملية وظاهرة: أولاً- عملية لها سياسات وآليات، وثانيًا- ظاهرة نستشعرها، وهما بعدان لا ينفصلان من حيث التأثير والانعكاسات على اللغة، ثم محاولة استخلاص رؤية أنثروبولوجية من منظور لغوي يمكن الاعتماد عليها عند تناول انعكاسات ظواهر العولمة وتفسيرها وتحليلها على اللغة والثقافة في مجتمع البحث. واختتم الفصل بتعقيب.
وعلى ضوء ما طرحه الفصل الأول والثاني من أسس نظرية، وأبعاد، ورؤى لدراسة التغير في اللغة يأتي الفصل الثالث تحت عنوان ” الظاهرة اللغوية بين عوامل وعمليات التغير في مجتمع البحث”؛ ليتناول تحليل لعلاقة اللغة في إطار دلالي (يمثله مجتمع البحث) إطار له خصائصه ومقوماته الثقافية، وله عوامل تغيره أيضًا، وإطار دلالي يمثله المجتمع القروي الذي ينظر إليه بوصفه ثقافة جزئية من المجتمع الأكبر مع رؤية تتسع لتشمل المنظور العولمي أيضًا، ثم محاولة إيجاد منظور تكاملي يجمع بين المنظور الأنثروبولوجي لدراسة القرية ومنهجية دراسة الظاهرة اللغوية منظور يتكامل في فهم تعدد الروافد المعرفية والفكرية المؤثرة في اللغة في المجتمع، كما يقدم الفصل تعريفًا اجرائيًا للظاهرة كما ستتناولها الدراسة، ثم محاولة استقراء الظاهرة اللغوية في مجتمع البحث عن طريق هذا التعريف، وهذا المنظور للكشف عن علاقة اللغة بالمكان، ونسبيتها في الزمان والمكان، وذلك على ضوء فهم الواقع المجتمعي وعمليات تغيره وعوامله عن طريق مفهومين الواقع في اللغة واللغة في الواقع، أي انعكاس الواقع في اللغة وتعبير اللغة عن الواقع من ناحية، وتفسير اللغة وفهمها عن طريق هذا الواقع في إطار الحدود اللغوية من ناحية أخرى على ضوء ما يعكسه من دلالات ونسق، وتصورات، ومدركات باتت متغيره مع عوامل التغير التي أدت دورها بوصفها متغيرات إدراكية؛ لتبني واقعًا لغويًا جديدًا في المجتمع ثم انتهى الفصل بتعقيب.
وعلى ضوء ما انتهى إليه الفصل الثالث من فهم وإدراك لكيفية تغير البنية التأسيسية لتكوينات المعرفة والإدراك، وكيف تشكلت أنماط للفكر نتاج ومحصلة تلك المدركات المتغيرة، يأتي فهم الحياة الاجتماعية للغة بوصفها مظهرًا لتلك البنية الإدراكية والمعرفية المتغيرة، ومن هذا المنطلق يأتي الفصل الرابع تحت عنوان ” اللغة، وعمليات الاتصال بين مدركات الثقافة التقليدية والتغير” إدراكًا أن اللغة كيان يعايش أي كيان ثقافي يستمد قيمته واستمراره من معايشته عن طريق عمليات الاتصال على مستوى المجتمع، وعمليات الاتصال التي يمتد فهمها من وصف السمات والملامح اللغوية إلى وصف الأنساق الثقافية للغة أي كيف أن نسق الاتصال يقدم الكثير من التفسيرات الثقافية والاجتماعية المرتبطة بالظاهرة اللغوية ليس في سماتها وأنماطها فقط، بل في مضمونها المعرفي أيضًا وَوَفق فهم ذلك تناول الفصل العديد من النقاط حول مفهوم الاتصال أو إثنوجرافيا الاتصال بوصفه مفهومًا يرتبط بعلاقة اللغة والثقافة في سياق ما ومظاهر تلك العلاقة، ثم توضيح: كيف تبنى الثقافة شفرات للاتصال تنبع من مقومات تلك الثقافة، ثم تقديم وصف للسمات اللغوية في مواقع الاتصال الاجتماعي المختلفة في مجتمع البحث وكيف تعكس تمايزًا وتغايرًا، ثم تناول القيم بوصفها موجة للسلوك اللغوي ارتبط تغيرها بتغير السلوك اللغوي والتغير في اتجاهات وأنماط استخدام اللغة.
ثم جاء الفصل الخامس بعنوان ” الظاهرة اللغوية وثقافة العولمة: البعد العولمي- المحلي”؛ إذ ينطلق الفصل من منظور عولمي- محلي يعبر عن رؤية شاملة لظاهرة التغير على ضوء ما طرحته العولمة بثقافتها وأدواتها من قضايا من منظور عام يعبر عن اللغة من منظور تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال وما انتجته من ثقافة، ونوع جديد من التنظيم الاجتماعي في ظل تواصل أوسع نطاقًا وأكثر تنوعًا، ثم تناول تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال من منظور اللغة أي من منظور الاستجابة المحلية ( أي استجابة مجتمع البحث) وتفاعله مع تلك الظواهر، وكيف تجسدت في اللغة، وكيف انعكست مؤثرات تلك الوسائل على تغير البنية الإدراكية بوصفها مفاهيم إدراكية وسيلية، وكيف استطاعت أن تغير في نسق الاتصال في مجتمع البحث على ضوء خصائص ومقومات ومدركات تلك الثقافة ومقوماتها ومدركاتها حتى مع عوامل تغيرها الداخلية، وكيف استطاعت هذه المدركات الوسيلية أن تغير التوازن المعرفي اللغوي بين الثقافة المحلية وثقافة العولمة.