Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الفكر الميتافيزيقي في فلسفة ريتشارد سوينبرن /
المؤلف
محمد, سحر حسين محمد.
هيئة الاعداد
مشرف / سحر حسين محمد محمد
مشرف / أحمد عبدالحليم عطية
مشرف / حسن حماد
مشرف / ابراهيم صقر
مشرف / صبرى شندى
الموضوع
الفلسفة - ماوراء الطبيعة.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
661 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
الناشر
تاريخ الإجازة
11/5/2016
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - قسم الفلسفة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 319

from 319

المستخلص

يقول سوينبرن مؤكداً مبدأه الميتافيزيقي :” تكون الخيرية الأخلاقية moral goodnessـ منتشرة diffusive بنفسها ؛ أي أنها تسري في ثنايا الوجود ، بوصفها أساساً ميتافيزيقياً جوهرياً ، فالله هو خير مطلق، ومن ثم يمكننا توقع أن العالم مثل أنفسنا يكون مخلوقاً بيدي الله وفقاً للاحتمالية العقلية ، كما أن لله الأسباب التي تفسر سبب قبولنا بأن الله يخلق الموجودات الإنسانية ، والأسباب أيضاً التي تفسر حاجة هذه الموجودات للأبدان ، وهي الأسباب التي تعكس علاقة الله بمخلوقاته”. ومن ثم ، يوضح القول السابق كيف تكون الميتافيزيقا هي العلم الذي يصل إلي الإدراك الكلي الذي يفسر الجزئيات ، وهي أيضاً العلم الذي يصل إلي المبادئ الأولي التي تعتمد عليها العلوم ، وهي العلم بأكمل الموجودات الذي يدرس الخير الأقصي ومن ثم فهي العلم الإلهي الذي يبحث في الألوهية . وهي الفكر في أسمي درجات الوعي الانساني ، وبخاصة عندما يقوم الفكر الميتافيزيقي علي دراسة المقولات العقلية التي لا يمكن الحكم عليها بالصدق أو الكذب بوصفها مقولات أنطولوجية وليست قضايا منطقية ، كما ترتبط هذه المقولات بالواقع التجريبي ؛ مما يعني تقرير فعالية المقولات العقلية الميتافيزيقية في تفسير الواقع التجريبي وما يتضمنه من موضوعات ، الأمر الذي يعيد المفهوم الكانتي للميتافيزيقا بوصفها دراسة عقلية لكل ما لا يمكن إدراكه حسياً ولكن يمكن التفكير فيه .
وهكذا ، لا تخلو فلسفة سوينبرن من هذه العقلانية الميتافيزيقية وبخاصة في تفسير الكثير من الأمور المختلفة استناداً علي المقولات الميتافيزيقية ودورها في تفسير الواقع التجريبي، مما يفسر كيف يقدم سوينبرن فلسفة نقدية تجمع بين عقلانية الفلسفة المثالية بمقولاتها ومبادئها ، وبين ضرورة الإتجاه نحو الواقع الخارجي . وبالتالي ، إذا كان سوينبرن قد اكتسب مفهومه الميتافيزيقي من كنت إلا أنه يكون أقرب في اتجاهه الواقعي من رسل إلا أن مذهبه الفلسفي يؤول في نهايته إلي النقدية المثالية وذلك من خلال قوله :” إنني اعتقد بأنني أكثر إتجاهاً إلي الدليل الذاتي عن الدليل التجريبي ” .
ومن ثم ، يقدم سوينبرن فلسفة ميتافيزيقية مثالية والتي يفسر فيها مفهوم الله وطبيعته بوصفها تعبيراً حقيقياًعن مقولة الكمال ، حيث يكون الله موجوداً بناءً علي ما لديه من قدرة كلية علي فعل أي شئ في العالم التجريبي ، وبوصفه عالماً- يعرف كل شئ ، وبوصفه حراً حرية مطلقة ، علماً بأن هذه الصفات الإلهية إنما تشتق من كونه خيراً كاملاً ، وبالتالي يمثل الله مقولة ميتافيزيقية والتي تعبر عن فكرة الكمال ، وهذه المقولة هي التي توجب بالضرورة وجود موجود فعلي خالق لهذا العالم .
يتناول سوينبرن الله ، إذن، بوصفه موجوداً شخصياً ؛ أي أنه شخص وذلك لإتفاقه مع الموجود الإنساني فيما يحمله من: اعتقادات ورغبات وقدرات علي القيام بالفعل إلا أن الله يتصف بما لديه من اعتقادات حقيقية- تقوم علي معرفة أولية يقينية بكل أحداث الماضي ، والحاضر، وما سوف يوجد في المستقبل ، وذلك في مقابل إمكانية الاعتقاد الإنساني فيما بين الحقيقة أو الكذب ، وفي هذا المقام يتضح حقيقة ما يقدمه سوينبرن من ميتافيزيقا معرفية وليست اعتقادية وبخاصة عندما يقيم الصرح الميتافيزيقي علي أساس من العقيدة المسيحية وما تتضمنه من حقائق ـ لا يجوز الشك فيها ، مما يعزو إليه كيف يتصف الله بما لديه من رغبات إلا أنه رغبات ضرورية التحقق وذلك في مقابل ضرورة توافق الرغبات الإنسانية مع الظروف الواقعية ، وفي نفس الوقت يكون الله حراً حرية كاملة بناءً علي ما لديه من قدرات إلهية خاصة بتحقيق أي شئ ، الأمر الذي يفسر خلق العالم ووجود حالات الشر الطبيعي والأخلاقي من أجل الخير الكلي، من جانب وتفسر عملية المشابهة والمماثلة بين الله والمسيح ، وهي عملية ميتافيزيقية بحتة وبخاصة عندما تعكس طبيعة العلاقة بين المتناهي واللامتناهي ، بين الكلي والجزئي ، وتفسر أيضاً أنطولوجية الجدل بين السماء والأرض ، وهو جدل أنطولوجي يجسد قدرة الإله في ظواهر الوجود ؛ من جانب آخر .
وبالتالي ، يكون الله هو الجانب الأبسط kind The simplest ، والإمكانية القبلية لنوع الخالق إنما هو واحد One ذو قوة واعتقاد حقيقي وحرية وأبدية ، مثل هذا الإله قد بدأ عملية الخلق ثم تركها بمفردها ، كما أنه يكون حافظاً دائماً لبقاء العالم في الوجود.
وهكذا ، يتضح كيف يقرر سوينبرن جوهرية العالم ، حيث يعد مفهوم الجوهر من المفاهيم الميتافيزيقية لدي سوينبرن والتي يتأثر فيها بموقف أرسطو عن الجوهر ، وفي هذه الحالة يتبني سوينبرن الجوهر بحالاته الأربع ، وهي : الجوهر الميتافيزيقي ، والجوهر الأنطولوجي ، والجوهر الوجودي ، والجوهر المنطقي ، وأما الجوهر الميتافيزيقي فهو يتحدد في الإله بوصفه الموجود الكامل الذي يتضمن كل الكمالات ، وأما الجوهر الأنطولوجي فإنه يتجسد في المادة الأولي للوجود وهي : الماء والتراب ، وأما الجوهر الوجودي فهو يشير إلي الموجودات الجزئية التي توجد في زمان ومكان معين في العالم الواقعي كما يوجد لدي سوينبرن الجوهر بمفهوم الماهية وهو الجوهر الذي يشير إلي ضرورة وجود صفات أساسية للموجودات ، وهي الصفات التي تقوم بها الأشياء .
وفي هذه الحالة ، يتضح كيف - يجمع سوينبرن بين إسمية أرسطو وواقعية أفلاطون ، وبناءً عليه يتبني الفيلسوف الجوهر الوجودي بوصفه تقريراً لأنطولوجية وقائع العالم الخارجي ، مما يقدم للمعرفة التجريبية أولوية عند الفيلسوف في سلم المعرفة ، وهي معرفة أقل يقيناً من المعرفة الحدسية والآخري البرهانية ، إلا أنها أكثرهم إدراكاً حسياً حقيقياً وأدناهم في الإمكانية والاحتمال . وفي نفس الوقت ، يتناول سوينبرن الجوهر الميتافيزيقي من أجل تثبيت أفلاطونيته الخاصة بيقين الكليات وثباتها ، وأما الجوهر بالمعني المنطقي والآخر الأنطولوجي فإنه يكشف عن حالات الجدل أيضاً بين المعقول واللامعقول ، بين الجزئي والكلي فهو جوهر بنائي - تركيبي والذي لا ينفصل فيه التصور عن الواقع ، أو أنه جوهر التعايش بين الوقائع ؛ وهو الأمر الذي يفسر ميتافيزيقية الهوية الشخصية وتواصلها عند سوينبرن.
وأما الهوية الشخصية عند سوينبرن بوصفها بعداً ميتافيزيقياً في فلسفته ، فإنها تقرر تواصل الشخص مادياً وعقلياً من حالة إلي آخري ، مما يفسر التوجه الديكارتي في فلسفته وبخاصة في إقرار ثنائية النفس والبدن ، إلا أن الثنائية الديكارتية هي ثنائية الانفصال التي تؤكد روح فلسفة الحداثة ، وهي إقرار سمو العقل علي البدن وسيادة الفكر علي الواقع ، وتقديس الإمبراطورية علي الأقليات ، وهو ما يعرف بأولية السرديات الكبري وضروريتها ، في مقابل ثنائية سوينبرن وهي ثنائية الاتصال دون أفضلية ، وهو ما يعكس تعبير سوينبرن عن روح ما بعد الحداثة ، وهي التعمق في داخل أغوار الواقع ومفرداته المختلفة ـ مثل : الأقليات ، والمواطن ، وهو ما يعرف بتفكيك الخطابات والخطابات الكبري ، الأمر الذي يوضح كيف يؤكد ديكارت مقولة الوحدة في الاختلاف في حين يؤكد سوينبرن مقولة الاختلاف في الوحدة ، وهو ما يعلن عن فعالية الزمان كمقولة ميتافيزيقية والتي تعد جوهراً في نظريته عن الهوية .
وفي سياق حديث سوينبرن عن الزمن فإنه يجمع بين الفلسفة المثالية والفلسفة التجريبية أيضاً من خلال تحديده مفهوم الزمن بوصفه تياراً متصلاً من اللحظات ، ومن جانب آخر، لا يتحدد الزمن إلا بما يحتويه من أحداث مما يجعل هذه الأحداث شروطاً جوهرية في تحديد معني الزمن وطبيعته بوصفها سببية قصدية ، ويفسر أيضاً وجود الله أزلياً كما يفسر حقيقة الاحتمالية الخاصة بتجسيد الله في يسوع المسيح .
وهكذا ، يحدد الباحث بعض الأفكار الميتافيزيقية لدي سوينبرن ، وهي الأفكار التي تؤكد أولية مثاليته علي تجريبيته ، وتؤكد أيضاًعلي فعالية هذه المقولات العقلية في تفسير الواقع التجريبي ... ومن ثم ، يقدم سوينبرن رؤية ميتافيزيقية - تكشف عن ملامح اتجاهه الفلسفي وهي فلسفة عقلية - تجمع في داخلها بين نوعين مختلفين من الخصائص ؛ تجمع بين خصائص الفلسفة المثالية وخصائص الفلسفة التجريبية في بنية فلسفية واحدة .
وبالتالي ، ترجع أهمية البحث بوصفه محاولة للإجابة علي الكثير من التساؤلات الفلسفية ، ومنها :
ـــــ ما الإتجاه الفلسفي العام لدي سوينبرن؟ .
ــــ هل توجد مقولات ميتافيزيقية لدي سوينبرن ؟ وما هي ؟
- كيف تفسر المقولات الميتافيزيقية عند سوينبرن هذا العالم الواقعي وأحداثه ؟
- هل يمكن وصف فلسفة سوينبرن بأنها فلسفة مثالية تفاؤلية ؟ أم لا ؟
- كيف يتناول سوينبرن حالة الجوهر ؟ وكيفية معالجته وفقاً لفلسفته ؟
- أي الإتجاهات الفلسفية تقترب من موقف سوينبرن في الهوية الشخصية ؟
- ما موقف سوينبرن من السببية العلمية ؟ وهل يتوافق مفهومه عن السببية مع اتجاهه الفلسفي؟
- أين تكمن ملامح التوجه النقدي عند سوينبرن ؟
ومن ثم ، يعد البحث في المقولات الميتافيزيقية عند سوينبرن بمثابة تفسيراً للإجابة علي التساؤلات السابقة وبناءً عليه ، يعتمد الباحث في بحثه علي المنهج التحليلي النقدي المقارن. فهو منهج تحليلي من حيث الإتجاه نحو المقولات الميتافيزيقية عند سوينبرن وعلاقتها بالعالم الخارجي وموضوعاته ، كما يعد المنهج نقدياً نظراً لإتجاه الباحث نحو تقديم مختلف أشكال النقد الموجه إلي ميتافيزيقا سوينبرن وتفسيراتها بجانب الموقف النقدي للباحث تجاه موضوع البحث . وفي نفس الوقت ، يعد المنهج مقارناً بوصفه مجالاً فلسفياً يجمع بين مختلف الرؤي الفلسفية .
وبناءً علي المنهج السابق ، يقسم الباحث هذا البحث إلي مقدمة وخمسة فصول وخاتمة مزيلة بأهم نتائج البحث .
وأما المقدمة ، يتناول الباحث فيها أهمية الموضوع ، والمنهج المستخدم بوصفه منهجاً يساهم في تقديم إجابات علي بعض التساؤلات الفلسفية .
وأما الفصل الأول ، وعنوانه : ” طبيعة المذهب الفلسفي عند سوينبرن ” وفيه يحاول الباحث تحديد أهم المراحل الفلسفية والعلمية في حياة ريتشارد سوينبرن وتطورها الفكري ، وأيضاً تحليل لأهم مؤلفاته الفلسفية إلي جانب تحديد الأسس الفلسفية التي يعتمد عليها سوينبرن في رؤيته الميتافيزيقية .
وأما الفصل الثاني ، وعنوانه :” الأبعاد الميتافيزيقية في الفعل الإلهي ” وفيه يحدد الباحث مفهوم الله بوصفه مقولة ميتافيزيقية يقابلها موجود حقيقي وفقاً للضرورة الميتافيزيقية ، كما يتناول الباحث الصفات الإلهية وعلاقتها بالفعل الإلهي مقارنة بالصفات الإنسانية .
وأما الفصل الثالث ، وعنوانه : ” ميتافيزيقا المعرفة الواقعية ” وفي هذا الفصل يحدد الباحث طبيعة المعرفة عند سوينبرن وأيضاً يحدد الأسس الميتافيزيقية في العالم ومنها ميتافيزيقا الزمان، والمكان، وميتافيزيقا المعرفة والاعتقاد ، ويوضح أيضاً أشكال السببية الفلسفية لدي الفيلسوف
وأما الفصل الرابع ، وعنوانه: ” نقد الثنائية الميتافيزيقية ” وفيه يتناول الباحث مشكلة الخير والشر وطبيعتها ، وأيضاً يتناول الباحث مفهوم الجوهر بوصفه مقولة ميتافيزيقية تشير إلي الجانب النظري وفي ذلك يتأثر الفيلسوف بما يذهب إليه أرسطو ، كما يتناول الباحث في هذا الفصل مفهوم الهوية الشخصية بوصفها هوية المادة والعقل إمتداداً ، وهي هوية ممتدة بجذورها في فلسفة الحداثة إلي ديكارت.
وأما الفصل الخامس ، وعنوانه :” طبيعة الميتافيزيقا المطلقة ” وفيه يحدد الباحث طبيعة الموت لدي سوينبرن كما يحدد أنطولوجيته ، ويتناول الباحث أيضاً في هذا الفصل القيم المطلقة في الفلسفة المسيحية ، وأيضاً يتناول الرؤية الميتافيزيقية التي تتمثل في رؤية الإله ورؤية الملائكة .
وأما الخاتمة ، يتناول الباحث فيها أهم النتائج التي توصل إليها في بحثه ، وهي:
أولاً- يقدم سوينبرن فلسفة تحليلية - تجمع بين خصائص الفلسفة المثالية وخصائص الفلسفة التجريبية , مما يفسر اعتبار تحليليته نقدية , ولكنها تحليلية كيفية – لا تؤول إلى فلسفة العلوم , ولكنها طريقاً الى ميتافيزيقا الوجود.
ثانياً- تجمع فلسفة سوينبرن بين الجذور والأصالة . حيث تتحدد الجذور الفلسفية في استمرارية تأثر الفيلسوف بالعديد من الفلاسفة عبر تاريخ الفكر الفلسفي . الأمر الذي يفسر تأثره بالمثالية المفارقة عند أفلاطون وبخاصة في تقريره عملية المشاركة بين الله ومخلوقاته ، ويفسر أيضاً تأثره بالإسمية الأرسطية ، وهي الإتجاه الذي أعاد للواقع مكانته ودوره المعرفي الفلسفي من خلال ضرورة البدء من الواقع ، وضرورة تقديم مفاهيم عقلية من خلال عملية التجريد ، ويوجد في فلسفته أيضاً آثار للنزعة الديكارتية وبخاصة في الهوية الشخصية . وفي نفس الوقت ، يتأثر سوينبرن بمذهب وحدة الوجود عند سبينوزا , مما يفسر مشاركة الإله لكل موجودات الكون ، وأيضاً يتأثر بالنقدية الكنتية عندما يقرر البحث عن ظواهر الوجود بوصفها الخطوة المعرفية الأولي ، وأيضاً يتأثر سوينبرن بالفيلسوف توما الأكويني , والذي يتبمى موقفه اللاهوتي.
ثالثاً- يمر تطور الفكر الفسفي لدي الفيلسوف بعدة مراحل ، وهي : المرحلة الأولي وهي المرحلة العلمية ، وأما المرحلة الثانية وهي مرحلة التكوين اللاهوتي ، وأما المرحلة الثالثة وهي مرحلة التوجه الميتافيزيقي الخالص . حيث تمثل المرحلة الميتافيزيقية جوهر فلسفة سوينبرن ، وفي هذه المرحلة يتضح كيف يتقبل سوينبرن الميتافيزيقا بمعناها الذي يجمع بين روح الفلسفة التقليدية ، وإتجاه الفلسفة المعاصرة , ومن ثم تعد المرحلة الميتافيزيقية بمقولاتها في الوجود والمعرفة تتويجاً لفلسفة الدين عند الفيلسوف ويتضح ذلك من خلال البحث عن الموجود الأول ، والبحث في صفاته ، والبحث عن أسباب وجوده .
رابعاً- يقدم سوينبرن عدد من الحجج من علم اللاهوت من أجل البرهنه علي وجود الله ,الأمر الذي يثبت عقلانية الفيلسوف بوصفها عقلانية الواقع , حيث يفهم سوينبرن علم اللاهوت بأنه إتجاه نحو دحض أي اعتراض علي وجود الله من خلال الكشف عن وجود إله ووجود الشر دون أي نتائج متناقضة , و يحدد سوينبرن أيضاً الموجود الأول بوصفه شخصاً ، كما أنه هو الحقيقة وراء مختلف النظريات العلمية ، كما أن العالم لدي سوينبرن يتخذ طابعاً فينومينولوجياً phenomenology بوصفه مجموعة من الخصائص , كما يؤكد سوينبرن في ميتافيزيقاه علي جوهرية النفس في مقابل عرضية البدن كما يؤكد علي احتمالية تغير النفوس في داخل النوع نفسه .الأمر الذي يعني جوهرية النفس بما لديها من فعاليات مختلفة ، وهي خصائص ذهنية ذات قدرات على : الشعور والتفكير والفعل القصدي.
خامسا- يلتزم سوينبرن بالموضوعية , الأمر الذي يفسر إشادته بالدين الإسلامي كمعجزة إلهية ـ أنزلها الله علي نبيه محمد (ص ).
سادساً- يعد سوينبرن من أصحاب النظرية التبريرية العقلية ، وهي النظرية التي تفسر كيف يكون الشر مبرراً من خلال استمرارية وسائل الخير . وبالتالي ، يكون الشر الآن هو حالة من المعاناة من أجل خير المستقبل .
سابعاً - يعد سوينبرن فيلسوفاً موسوعياً. حيث تتضمن فلسفته علي جوانب مختلفة ، ومنها : البحث في المعرفي، والبحث اللاهوتي، والبحث عن النظريات العلمية, والبحث عن الطبيعة الأخلاقية، والبحث في النظريات المنطقية.
ثامناً- يقسم سوينبرن الحالات السيئة إلي ثلاثة أنواع وهي : الشرور الأخلاقية التي ترتد إلي سوء إستخدام الإرادة الإنسانية في عملية القيام بالفعل ، وشرور طبيعية ,وأخري فيزيقية - تنتج من إرادة الله ومن أجل الخير الكلي . وبالتالي ، لا يوجد الخير إلا من خلال وجود الشر, ولا يوجد الشر إلا بوصفه خطوة ضرورية من أجل تحقيق الخير .
تاسعاً - يقرر سوينبرن ضرورة وجود النفس بقدرتها علي تشكيل الطبيعة الإنسانية . وبالتالي ، فهي ترتبط بالبدن من أجل تقرير أنطولوجيتها المتعينة , حيث يتم تحقيق هذه الأنطولوجية من خلال عملية إكتساب الاعتقاد عن العالم . الأمر الذي يفسر مفهوم سوينبرن عن الهوية الشخصية .
عاشراً- يتجاوز سوينبرن ما يعتقد به بعض الفلاسفة أن الطريقة الوحيدة لوصف العالم هي عملية إدراكه بوصفه مجموعة من الجواهر . حيث يقرر سوينبرن حقيقة إخفاق عملية الإدراك الحسي في تفسير الكثير من الأشياء التي تشكل وحدات طبيعية مثل: الحجارة , والأعمال الفنية . حيث أن سوينبرن يكون متأثراً بأرسطو في حديثه عن الجوهر,مما يعي اتفاق الفيلسوفين حول التعددية في الوحدة.
حادي عشر- يتجاوز سوينبرن حالات السببية التجريبية العلمية وحالات السببية التجريبية الفلسفية ، وحالات السببية الجوهرية المثالية . وبناءً عليه ، يتناول الفيلسوف السببية بوصفها سببية قصدية ، وهي القصدية التي تؤكد علي دور عناصر البنية الذاتية للإنسان في تفسير حالات الخير والشر. ومن ثم ، تتحدد السببية بوجه عام في كوتها علاقة بين الأسباب والنتائج ، بين المبادئ والنتائج . حيث يحدد سوينبرن مفهوم العقلانية بوصفها بنية ذاتية ذات الاستخدام في الواقع ؛ مما يعني أنها الفكر الخاص بوصف الحالة الاستدلالية للإنسان أكثر من وصف كيفية قيامه بفعل ما بوجه عام ... وبالتالي ، فالعقلانية هي الفكر الخاص بموجود- يؤكد حريته من خلال الفعل الواقعي.
ثاني عشر- يكشف البحث عن حقيقة وجود العديد من المقولات الميتافيزيقية التي تفسر فلسفة سوينبرن في حدود الواقع الخارجي . الأمر الذي يفسر فعالية العلاقة الجدلية بين الكلي والجزئي ، بين النفس والبدن ،بين الخير الكامل وحالات الشر ، ويفسر مقولة الاستمرارية في تشكيل الهوية الشخصية . وفي نفس الوقت ، تتضمن فلسفة سوينبرن نوع من القضبية التي تجمع في وجودها بين حالتي المباطنة والعلو ، وهى حالة جدلية- تمثل أساس الوجود والحياة . وبالتالي ،ترتبط المباطنة بحالات الاتصال ومن ثم المعرفة والأخلاق، ومن جانب آخر يرتبط العلو بحالات الانفصال والاختلاف ، مما يؤول إلي حالات البحث الميتافيزيقي .
ثالث عشر- يحدد سوينبرن أنطولوجية الموت في إتجاهين وهما : إتجاه خاص بمقولية الموت ، وإتجاه خاص بوصفه حالة واقعية معاشة متبنياً الإتجاه الثاني تأثراً بالفلسفة الوجودية.
رابع عشر- يعد سوينبرن مادة خصبة للبحث الفلسفي وبخاصة عندما تفوح فلسفته الميتافيزيقية بالكثير من الاشكاليات الفلسفية الجديرة بالتفسير , ومنها: العلاقة الجدلية بين الإنسان والعالم من منظور معرفي , ودراسة احتمالية الخير الواقعي , وبالتالي يعد سوينبرن علامة بارزة في فلسفات ما بعد الحداثة , التي تقرر أهمية الاعتراف بالموجود الفرد , وبالتعددية والتنوع , وبأهمية قبول الآخر , وهى عقلانية تنويرية واقعية – تكون مطلباً أساسياً من أجل تقدميه حوار الأديان .