Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
برنامج تكاملى لتحسين إدارة الوقت والتواصل الاجتماعى كمدخل لعلاج إدمان الإنترنت لدى المراهقين/
المؤلف
عباس, وسام عزت محمد.
هيئة الاعداد
باحث / وسام عزت محمد عباس
مشرف / شادية أحمد عبد الخالق
مشرف / هبة محمد محمد
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
258 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم النفس التنموي والتربوي
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - علم النفس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 258

from 258

المستخلص

شهد القرن العشرين تحولات كبيرة فى خريطة العالم ، وأحداثاً لم يشهدها أى من القرون السابقة له من صراعات طاحنة ، وأسلحة للدمار الشامل ، وغزو للفضاء ، ومحاولات لجعل بعض الكواكب بيئة صالحة للحياة الإنسانية ، وثورة للمعلومات ، وتقدم هائل فى وسائل الاتصال ، وبروز للإنترنت والفضائيات ، وغير ذلك مما لم يكن للعقل البشرى فى بداية هذا القرن أن يتخيل ما حدث ، أو ما يتوقع حدوثه ، ثم أفل ذلك القرن وبدأ القرن الحادى والعشرون بعقلية أكثر تقبلاً للجديد والغريب.

ويعد الإنترنت الثورة السادسة فى عالم الاتصال الإنسانى بعد الثورة الأولى التى تمثلت فى اكتشاف الكلمة المنطوقة ، والثانية التي بدأت باختراع الكتابة ، والثالثة وهى اختراع الطباعة ، والرابعة التى نتجت عن اكتشاف وتطور الإلكترونيات والتي ولدت معها الهاتف والراديو ، والتي أعقبها نقل الصور بخطوط المواصلات السلكية . وبعد ذلك تحركت الصورة على شاشة السينما ثم صاحبها الصوت ، ثم جاء التلفاز ليعرض صوراً متحركة ناطقة للأحداث وقت وقوعها . وقد شكلت الأقمار الصناعية الثورة الخامسة ، حيث استطاعت القنوات الفضائية أن تضيف بعداً آخر لتسهم بدورها في تحقيق عالمية المعرفة وإلغاء عنصرى الزمان والمكان .
ويعد الإنترنت أحدث التقنيات التى شهدها العقد الأخير من القرن العشرين ، فهو بمنزلة موسوعة علمية تقدم خدماتها لكافة المستفيدين في جميع المجالات ، كمجال الأبحاث العلمية ، ومجال الأعمال بكل جوانبه ، والمجال الحكومى بمختلف صوره وأشكاله . وقد حولت هذه الشبكة الكرة الأرضية إلى سوق واحدة فى شكل جديد ومتطور .
ولا نجد الآن أمراً اختلف فيه الناس أكثر من اختلافهم حول الإنترنت ، هل هو مفيد للإنسان أم هو ضار به ؟ . وعدم اتفاق الناس في الرأى حول الإنترنت يعود إلى ما تقدمه الشبكة الدولية للإنسان من منافع شتى (رانيا قاسم ،2000 :69).
فالإنترنت يملك العديد من وسائل الجذب التى تتفنن فى الاستحواذ على أكبر عدد من الأفراد المستخدمين له ولأكبر فترة ممكنة. تلك الوسائل التى يجد فيها الفرد وخاصة المراهقين معيناً لكافة المشكلات التى يواجهها فى حياته سواء الاجتماعية أو الصحية أو الدينية أو الجنسية ، إلى جانب مشكلات العمل والمذاكرة والإعداد للزواج وقضاء وقت الفراغ والتوافق مع الاَخريين والعلاقات الأسرية والاجتماعية والعلاقة بالجنس الآخر (دينا عساف، 2005 : 143).
وما يهمنا هنا هو ما طبيعة علاقة المراهقين بالإنترنت ؟
فالمراهقة هى الفترة التى يكون فيها الفرد غير ناضج انفعاليا وذا خبرة محدودة فالمراهق ليس طفلا وليس راشداً ولكنه يقع فى مجال القوى والمؤثرات والتوقعات المتداخلة فيما بينها (سعدية بهادر،1994 :329 ).
ومن هنا نجد الإنترنت كوسيلة من وسائل الإعلام تلعب دوراً ثلاثياً للمراهقين فهى توفر لهم متنفساً يعبرون من خلاله عن ميولهم كما أنها تقدم لهم العديد من الأفكار الجديدة والمعارف والمهارات المختلفة كذلك تؤدى دوراً مهماً فى بناء قيم الفرد وخبراته ، ومن وجهة نظر المراهقين أنفسهم فان هذه الوسائل هى رفاقهم فى أوقات الفراغ (سعدية بهادر، 1980 : 127- 128) .
وفى وسط هذه المرحلة التى يكون بها الفرد ضعيفا قابلاً للانقياد مع أى تيار نجد وسائل الأعلام جميعها بما فيها الإنترنت تدفع المراهقين لامتصاص اتجاهات وقيم و إرادة عن طريق الغزو الثقافى لا تتفق مع اتجاهات وقيم المجتمع , وقد تنمى فيهم عن طريق التقليد والتوحد مع ما يشاهدون زيادة اتجاهات الجناح والجريمة. والدراسات التى تناولت تأثير وسائل الأعلام على المراهقين أشارت إلى ضرورة ترشيد المواد التى تقدم لأبنائنا من خلال قنوات الاتصال الجماعى لما لها من تأثيرات سيئة (فيوليت فؤاد ، 2004 :64-65).
وتكمن المشكلة فى تفاعل المراهقين والشباب مع الإنترنت ذا التأثير البالغ على حياة الإنسان فى القرن الحادى والعشريين. ولا يختلف الناس فى تقدير الدور الايجابى البارز للإنترنت باعتباره وسيلة لإدماج الجيل الجديد فى متطلبات الحياة المعاصرة ، ولكن سرعه انتشاره وزيادة استخدامه فى غياب توجيه فاعل تجاوزت بكثير هذه الحدود الإيجابية فبات المراهقين والشباب عرضة لما تفرزه هذه الأداة من سلبيات أو من تأثيرات مقصودة أو غير مقصودة (ذوقان عبيدات ، 2003: 2).
فقد أنبهر بالإنترنت المراهقين والشباب والشيوخ ، فالبعض ظل واقفاً يراقب فى توجس وقلق ، والبعض أخذ يتعلم مهارات الإنترنت ، والبعض الثالث ، قام بالتوظيف الجيد لما تعلمه من مهارات فى تنمية علومه وإمكانياته واقتصاديات حجاته ، أما البعض الأخير (وهو ما نركز عليه فى تلك الدراسة) فقد تطرف فى علاقته بالإنترنت إلى الحد الذى لم يعد معه يطيق الابتعاد عنه وكأنه لا يجد شيئاً له قيمة فى حياته عدا هذا الإنترنت فتدهورت صلاته وعلاقاته الاجتماعية وتأثرت دراسته أو مهاراته الأكاديمية و كفاءاته المهنية .... وبدأت تظهر عليه الاضطرابات النفسية والجسمية ، فأصبح هذا البعض الأخير مصاباً بما أطلق عليه إدمان الإنترنت Internet addiction (ألفن توفلر ، ترجمة عربية 1990 : 360).
وأوضحت بعض الدراسات أن أكثر المستخدمين للإنترنت عرضة لهذا الإدمان هما المراهقين (جوزيف مكجلينشى Mcglinchey،2003 :103)
والسؤال الذى يطرح نفسه الاَن:
هل هناك علاج لهذا النوع من الإدمان ؟
إن الدراسة الحالية تقدم برنامج تكاملى ربما يكون فيه إجابه على هذا السؤال.