![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله المتصف بالكمال وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره. غالبًا ما نجد أنَّ المحكوم عليهم من المبتدئين في الإجرام، أو مرتكبي خطأ بسيط إذا فرض عليهم عقوبة الحبس لمدة قصيرة، قد تتيح لهم الاختلاط بالمجرمين الخطرين، ومحترفي الإجرام الأمر الذي ينتج عنه أن يكون السجن مدرسة للإجرام وليست مؤسسة عقابية. وبالنَّظر للنظام القضائي المصري والليبي نجد أنَّ لديه ميل إلى تطبيق الحد الأدنى في العقوبة، حيث إنَّ الميل إلى الحد الأدنى هو ما يتسبب في اختيار الحبس قصير المدة الذي ينتج عنه تكدس السجون. وبما أنَّ الغرض الأساسي من العقوبة الردع، إلا أنَّ بعض العقوبات تدفع باتجاه المساعدة في خلق مجرم أو شخص خارج عن القانون، خاصة أنه لا يوجد تصنيف للمجرمين داخل السجون، حيث إنه من الممكن أن يتم الحبس في مخالفة مرورية مثلا، ويختلط المخالف داخل السجن بمجموعة من المجرمين، مما يجعله يمتهن السلوك الإجرامي ويكون ناقما على المجتمع، فتؤدي العقوبة إلى نتائج عكسية. ولهذا فإنه إذا كان السجن لا يلبي الغرض منه فيجب العدول عن ذلك ببدائل أخرى من العقوبات. |