الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد ظاهرة الإرهاب من أخطر الظواهر التي تهدد حياة الإنسان وأمنه , فهي تستهدف حياته اليومية على الجوانب كافة وعلى مختلف المستويات, وتتجلى هذه الخطورة في أن مرتكبي الجرائم الإرهابية لا يعيرون أي اهتمام لحجم الأرواح البريئة التي تُزهق, وقيمة الأموال التي تُهدّر, وفقدان الشعور بالأمن والطمأنينة في سبيل تحقيق أهدافهم التي عقدوا العزم لتحقيقها بأي ثمن. فضحايا الإرهاب في الغالب هم الأبرياء , فلا يكونون عادة مقصودين بذاتهم, وقد لا تربطهم بالجريمة أي صلة , وإنما استخدمت الجريمة ضدهم لبث الرعب في نفوس المجتمع بأكمله. كما تتجلى هذه الخطورة أيضاً في أن هذا النوع من الإجرام يقوم على أساس عقائدي يرتبط به مرتكبو هذه الجرائم , ويستمدون من خلاله أفكارهم , فيعاودون ارتكاب تلك الجرائم مرات ومرات , بغية بث الذعر والرعب , وإثارة الخوف والفزع في نفوس أفراد المجتمع بشكل مقصود , لتحقيق أهدافهم التي قد تتمثل في دوافع سياسية أو مالية أو اجتماعية أو عقائدية أو أيديولوجية أو غيرها. وقد كان للتطور التكنولوجي والتقدم العلمي الحاصل في عالمنا اليوم أثر كبير في تطور الجرائم الإرهابية وأساليب ارتكابها , فالمتتبع لظاهرة الإرهاب , يلاحظ ازدياد تفاقمها نظراً للعلاقة بينها وبين التقنية الحديثة , إذ أن استخدام الإرهابيين للتقنية الحديثة يسهل لهم تنفيذ جرائمهم ويوفر إمكانية ارتكابها عن بعد , كما يزيد من عدد ضحايا الجرائم من قتلى ومصابين. وقد بدا ذلك بوضوح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 , إذ استغلتها إدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش لشن ما عرف بالحرب العالمية ضد الإرهاب , التي شهد العالم في أعقابها سلسلة من الأحداث والتطورات والتغيرات التي كان لها أثرها الواضح في سيادة الدول . |