Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قرينة السياق ودورها في التقعيد النحوي والتوجيه الإعرابي في كتاب سيبويه /
المؤلف
سلامة، إيهاب عبد الحميد عبد الصادق.
هيئة الاعداد
باحث / إيهاب عبد الحميد عبد الصادق سلامة
مشرف / أميرة أحمد يوسف
مشرف / حسنة الزهار
الموضوع
النحو العربي.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
403 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 383

from 383

المستخلص

هذه رسالة بعنوان (( قرينة السِّياق ودورها في التَّقْعِيد النَّحْوِيّ والتوجيه الإعرابِيّ في كتاب سيبويه )) . وكما هو واضح من العنوان فَإِنَّ الرسالة توضح دور قرينة السِّياق في التَّقْعِيد النَّحْوِيّ والتوجيه الإعرابِيّ في كتاب سيبويه .
وتبدأ هذه الرسالة بتمهيد تناولت فيه النقاط التالية :
 التعريف بسيبويه : نشأته ، وأسفاره العلميَّة ، ووفاته .
 التعريف بكتاب سيبويه ووقت تأليفه ، والقيمة العلميَّة له ، ومنهج سيبويه في هذا الكتاب كما لاحظه العلماء السابقون الذين درسوا هذا الكتاب .
 تحديد أهم المصطلحات المستخدمة في البحث .
وكانت أهم المصطلحات التي تناولتها بالإيضاح عند حديثي عن أهم المصطلحات مصطلح
(( السِّياق )) ، فقد تناولته بشيء من التفصيل والإسهاب ؛ فأوضحت تعريفه العام المرتبط باللُّغَة وغيرها والمعنى الخاص المرتبط باللُّغَة وحدها ، ثُمَّ ذكرت المصطلحات التراثيَّة والحديثة التي أطلقت على السِّياق ولها نفس المضمون والمعنى .
وتناولت أيضا عند حديثي عن مصطلح السِّياق : وجود مصطلح السِّياق عند النُّحَاة القدماء ، واستخدامه كقرينة في بعض المسائل النحوِيَّة ، ثم أشرت إلى علاقة السِّياق باللُّغَة والكلام ، وتطرق الحديث عن السِّياق كمصطلح إلى الإبانة عن اهتمام علمائنا الأقدمين بالسِّياق ، وكان آخر كلامنا في هذا المصطلح الحديث عن نقطة مُهِمَّة وهي الحديث عن مكونات السِّياق .
ثُمَّ تناولت بإشارة سريعة المصطلحات الآخرى المستخدمة في بحثي وهي : مصطلح (( التَّقْعِيد
النَّحْوِيّ )) ، ومصطلح(( التوجيه النَّحْوِيّ )) ، ومصطلح (( الأصل )) ، ومصطلحات (( الغالب ، الكثير ، القليل ، الضعيف ، الشاذ ، الردئ )) .
وتناول التمهيد أيضا بالمعالجة والبيان نقطة غاية في الأهمِيَّة وهي : أهمِيَّة اعتبار السِّياق عند التَّقْعِيد لِلُّغَة والتوجيه الإعرابِيّ ، وأشرنا إلى أَنَّ غياب السِّياق عن التحليل النَّحْوِيّ قد يؤدي إلى :
أ‌- اضطراب القاعدة النحوِيَّة .
ب‌- عدم استيعاب التوجيه النَّحْوِيّ والبلاغي عقليا ، وصيرورة اللُّغَة إلى فوضى ، وقتل الحياة في اللُّغَة وإفساد التفاعل معها .
ت‌- تفَكُّك أوصال النَّصّ .
ث‌- الوقوع في مأزق عَقِيدِيّ خاصة عند التعامل مع الآيات القُرْآنِيَّة والأحاديث النبَوِيَّة الصحيحة .
ثُمَّ أتت آخرُ نقطتين في هذا التمهيد وكانتا عن : النصوص المعتمد عليها في التَّقْعِيد عند سيبويه التي كانت في أغلبها الشعر ، الآيات القُرْآنِيَّة ، والحديث ، والأمثال ، والقواعد العلميَّة التي يجب مراعاتها عند القيام بالتَّقْعِيد عامة .
بعد هذا التمهيد أتت خمسة فصول تغطي جوانب الرسالة .
كان من اللازم ابتداء عند إبراز دور السِّياق في التَّقْعِيد النَّحْوِيّ والتوجيه الإعرابِيّ عند سيبويه أَنْ نجيب أولا عن السؤال التالي : (( هل كان سيبويه يقوم بتقعيده النَّحْوِيّ وتوجيهه الإعرابِيّ من خلال نصوص مكتوبة أم مسموعة ؟ هل كان يقوم بهاتين العمليتين من خلال المطالعة لدواوين الشعراء وقراءة المصحف ؟ أم كان يقوم بهاتين العمليتن من خلال السماع ومعايشة الحدث الكلامي نطقا وإنشادا ؟ )) ، بعبارة أخرى : (( ما الظروف والملابسات التي أحاطت بسيبويه عند تقعيده وتوجيهه ؟ ))
وإذا كان هذا التَّقْعِيد يتم من خلال اللُّغَة الحَيَّة المنطوقة ، فهل كان سيبويه يعتبر السِّياق الذي نُطقت فيه هذه النصوص أم لا ؟ هل كان يعتمد على نظَرِيَّة العامل بشكل أساسي في كل قواعده ؟ أم كانت هناك فسحة لتدخل السِّياق في هذا التَّقْعِيد ؟ وإذا كان هناك تدخل للسياق في تقيعد سيبويه للقاعدة ، فما الإجراءات التي كان يتبعها عند هذا التَّقْعِيد المرتبط بالسِّياق ؟ وبعبارة آخرى : ما المنهج الذي اتبعه سيبويه عند تقعيده وتوجيهه ؟
من خلال هذه الأسئلة وهذا التصور جاء عنوان الفصل الأول من موضوع البحث : ((السياق والمنهج عند سيبويه )) ، وتكون من مبحثين :
» المبحث الأول بعنوان (( سيبويه والسِّياق )) ، أبنت فيه أَنَّ سيبويه كان يقوم بالتَّقْعِيد النَّحْوِيّ والتوجيه الإعرابِيّ من خلال النصوص الحَيَّة المنطوقة ، وأنه لم يغفل الجوانب السِّياقِيَّة للكلام ، وأنه أخذ بالاعتبار السِّياق عند تقعيده وتوجيهه ، وأثبتُّ ملاحظتي أَنَّ المُتَكَلِّم والمخاطب كانا أبرز عناصر السِّياق التي اهتَمَّ بها سيبويه .
» المبحث الثاني (( خطوات إجرائِيَّة ومنهجِيَّة قبل التَّقْعِيد النَّحْوِيّ والتوجيه الإعرابِيّ عند سيبويه )) : أوضحت فيه الخطوات المنهجِيَّة التي كان يقوم بها سيبويه قبل التَّقْعِيد والتوجيه ، وتلخص هذا المنهج في أربع نقاط أساسية :
أ‌- تصنيف اللُّغَة إلى تراكيب نمطِيَّة مُجَرَّدة .
ب‌- الإحصاء العددي للتراكيب النَّمَطِيَّة .
ت‌- تتَبُّع التركيب اللغويّ المُعَيَّن في السِّياقات المختلفة ، وربطه بدلالة السِّياق إِنْ وجدت .
ث‌- معايشة التراكيب اللُّغَوِيَّة في نصوصها المنطوقة .
وبإثبات أَنَّ سيبويه تَأَثَّر بالسِّياق عند تقعيده وتوجيهه ؛ كان لا بد من تقديم أدلة علمِيَّة من كتاب سيبويه تثبت هذا التأثر على مستوى التوجيه وعلى مستوى التَّقْعِيد ، فجاءت الفصول الثلاث التالية (( الثاني والثالث والرابع )) لتقديم هذه الإثباتات .
الفصل الثاني بعنوان (( دور السِّياق في التوجيه الإعرابِيّ )) ، ليغطي جانب التوجيه وضم ثلاثة مباحث :
» المبحث الأول(( أهمِيَّة السِّياق في التوجيهات النحوِيَّة عند سيبويه )) : وأبرزت فيه وجود تراكيب نحوِيَّة لا يصح تركيبها ولا تصح كينونتها وتوجيهها نحويا إلا إذا قامت قرينة من السِّياق تصححها ، وأنَّ سيبويه استغل السِّياق في التوجيه ، وأنَّ السِّياق قد يمثل أحيانا مَرْجِعِيَّة للضمير يوجه إليه مرجعيته في حالة غياب المَرْجِعِيَّة ، وبينت خطورة عدم الاعتداد بقرينة السِّياق في التوجيهات النحوِيَّة .
» المبحث الثاني (( إثراء السِّياق للتوجيهات النحوِيَّة والدِّلالِيَّة )) : وفيه تناولنا بشكل أعمق وأوضح دور السِّياق في إثراء التوجيه النَّحْوِيّ ، وأظهرتُ فيه حال المُتَكَلِّم وإمكانيَّة سكوته وإرادته وحالته النفسِيَّة ومكنونها في التوجيه الإعرابِيّ ، ثُمَّ دور المخاطب في هذا الإثراء .
» المبحث الثالث (( تَحَرُّك سيبويه بحُرِّيَّة في توجيهاته النحوِيَّة في حالة عدم اللَّبس )) : وأوضحت فيه أَنَّ سيبويه كان يجيز كل التوجيهات النحوِيَّة الممكنة لمسألة نحوِيَّة ما بحُرِّيَّة ؛ ما دام لا توجد قرينة تمنع إحدى هذه التوجيهات ، وأسمينا هذا التوجيه بالتوجيه الحر .
وجاء الفصل الثالث بعنوان : (( دور السِّياق في التَّقْعِيد النَّحْوِيّ عند سيبويه )) وشمل خمسة مباحث :
» المبحث الأول (( السِّياق والجملة الاسمِيَّة )) : وتناولنا بالحديث المسهب علاقة السِّياق بالمبتدأ والخبر ، وعلاقته بكينونة الجملة الاسمِيَّة نفسها ، وقدمنا تفسيرا يوضح اختيار مصطلح
(( بناء )) لوصف العلاقة بين المبتدأ والخبر . وفي نفس هذا المبحث تناولنا علاقة السِّياق بالحذف في الجملة الاسمِيَّة والحال )النَّحْوِيّ( .
» المبحث الثاني (( السِّياق والجملة الفعلِيَّة )) : وذكرنا فيه تأثير السِّياق على كينونة الجملة
الفعلِيَّة ، والترتيب بين العناصر المكونة لها ، والسِّياق وإعمال اسم الفاعل ، وعلاقة السِّياق بنواصب الفعل المضارع : فاء السببية ، إذن ، حتى . والمفعول المطلق ، وظن وأخواتها ، وكان التامة ، والحذف في الجملة الفعلِيَّة .
» المبحث الثالث (( السِّياق والتوابع )) : وذكرنا فيه الوظائف الدِّلالِيَّة السِّياقِيَّة التي يقوم بها البدل ، التي استخلصها سيبويه من تتَبُّعه للتراكيب المنطوقة التي يأتي فيها البدل ، وهي : التبيين والتوضيح والتفسير ، التوكيد ، الاستدراك والإضراب ، الترحم . ثُمَّ انتقل الحديث إلى علاقة السِّياق بالنعت ، وعند الحديث عنه ذكرنا الدلالات السِّياقِيَّة التي استخلصها سيبويه لهذا التابع )النعت( : (( التخصيص ، التوضيح ، رفع الالتباس إِنْ خيف منه ، المدح والمبالغة ، التوكيد )) . وفي ختام كلامنا عن النعت ذكرنا أَنَّ إجازة المدح بالنعت مرتبطة بمعرفة المُتَكَلِّم السابقة بالمنعوت ، وذكرنا أَنَّ النعت الذي لا يفيد معنى أو فائدة ما لا يجوز أَنْ يكون نعتا . ثُمَّ كان حديث سريع عن التوكيد ، واخْتُتِمَ الكلام عن العطف ، وما يلعبه السِّياق مع بعض أدواته : (( الفاء ، أو ، الواو ، أم )) ، وناقشنا علاقة السِّياق بالاستئناف النَّحْوِيّ المرتبط بدوره بحروف العطف .
» المبحث الرابع (( السِّياق والأساليب النحوِيَّة )) : ناقشنا علاقة السِّياق بأسلوب الاستفهام والدلالات السِّياقِيَّة التي استنبطها سيبويه له : (( التوبيخ والتقرير والشتم ، التنبيه )) ، وأوضحنا أشكال التفاعل التي يعكسها الاستفهام بين المُتَكَلِّم والمخاطب .
ثُمَّ ناقشنا علاقة السِّياق بالنفي ، وخرجنا من تلك المناقشة بوجوب ربط القاعدة الأصولية التي تقول : (( النكرة في سياق النفي تفيد العموم )) بالسِّياق لتصبح : (( النكرة في سياق النفي تفيد العموم إذا لم يتعارض هذا مع السِّياق )) .
ثُمَّ تلا ذلك الحديث عن النداء ، وأوضحنا نصا مهما لسيبويه يوضح فيه أَنَّ أول الكلام أبدا النداء ، إلا أَنْ يدعه المُتَكَلِّم استغناء بإقبال المخاطب عليه . وأوضحنا من خلال هذا النَّصّ أَنَّه لا يوجد كلام يلقى في الفراغ بدون سياق وإلا كان عبثا . وذكرنا بعض الدلالات السِّياقِيَّة التي ذكرها سيبويه للنداء : تنبيه المنادى ، التوكيد ، التعجب والاستغاثة .
ومن الأساليب التي ناقشناها أيضا في هذا المبحث : أسلوب الإغراء والتحذير ، والاختصاص ، وأسلوب التفضيل ، والاستثناء ، والقسم .
وناقشنا أيضا في نفس هذا المبحث ما أسماه سيبويه بـ (( النصب على التعظيم أو
الذم )) ، وأوضحنا أَنَّ النصب على التعظيم يرتبط بمواقف سِيَاقِيَّة مُعَيَّنة ومخصوصة . ويحتاج النصب على التعظيم إلى صفات مُعَيَّنة تعارف الناس عليها فيما بينهم أنها للتعظيم بها ، و أَنْ يعرف صاحبها بتلك الصفة ، و أَنْ تكون هذه الصفة متأصلة فيه ، ويعرف كونها خاصة بالبشر أم خاصة بالذات الإلهية . وأوضحنا أيضا الفرق بين النصب على التعظيم والنصب على المدح .
 المبحث الخامس (( السِّياق والأدوات النحوِيَّة )) : وفيه تكلمنا عن علاقة السِّياق ببعض الأدوات النحوِيَّة : أَمَّا الشرطيِّة ، ألف التَّرَنُّم وياؤه وواوه ، أل ، كسر همزة إِنَّ وفتحها ، الضمائر ، بل قد ، أَلَا ، إمَّا ، ذاك ، الأدوات الزائدة ) أَنَّ الزائدة ، باء الجر الزائدة ، ما الزائدة ، مِنْ الزائدة لا الزائدة( ، أدوات العرض والحض )هلا ، ألا ، لولا( ، كلا ، لا ، نِعْمَ ، وي ، ويح ، ياء النسب والألف والنون .
وتجمعت بين يدي الباحث مادة معقولة توضح تأثيرًا للسياق على الجانب الصَّرْفِيّ ؛ فظهر الفصل الأخير من هذا البحث بعنوان : (( السِّياق والقواعد الصَّرْفِيَّة )) ، وضم ثلاثة مباحث :
 المبحث الأول (( السِّياق ودلالة الفعل والمصادر والمشتقات )) : تكلمنا فيه عن علاقة السِّياق بزمن الفعل ، وأوضحنا من خلال نصوص صاحب الكتاب أَنَّ الفعل المضارع عنده قد يدل على (( الزمن الكائن الذي لم ينقطع)الحال / المضارع( )) وقد يدل أيضا على (( ما يكون ولم يقع)المستقبل( )) وأشرنا أَنَّه لتحديد المراد بدلالة الفعل لا بد من اعتبار السِّياق في هذا . ونقلنا هناك تقريظ العلماء لتعريف سيبويه للفعل .
ومن خلال نصوص سيبويه التي تحدثت عن أوزان المصادر والمشتقات )اسم الفاعل صيغة المبالغة ، اسما الزمان والمكان( ، وجدنا دورا بارزا للسياق يقوم به في تحديد دلالتها .
 المبحث الثاني(( السِّياق ومعاني الأوزان الصَّرْفِيَّة )) : تحَدَّثنا فيه عن دور السِّياق في تحديد دلالة الأوزان الصَّرْفِيَّة التي استنبطها سيبويه من خلال تحليله للنصوص المنطوقة . وأثبتنا أَنَّ دلالة الأوزان الصَّرْفِيَّة ليست ثابتة بل متطورة تحتاج إلى بحث مستمر للوقوف على الدلالات الجديدة . وتمادى النقاش إلى علاقة السِّياق بالأوزان الصَّرْفِيَّة التي تعبر عن جموع القِلَّة والكثرة .
 المبحث الثالث (( السِّياق والتنوين والتنكير والتعريف )) : وفيه أظهرنا أثر السِّياق على التنوين والتنكير والتعريف ، وأوضحنا أَنَّ ذكر التنوين أو عدمه قد يرتبط أحيانا بالسِّياق ، مثل التنوين الموجود بكلمة (( زيد )) في جملة (( مررت بزيدٍ ابنِ عمرو )) . فوجود التنوين يجعل كلمة (( ابن ))
(( توكيدًا أو بدلا )) ، وحذفه يجعل (( ابن )) (( وصفا )) ، ووجود التنوين أو عدمه مرتبط بإرادة المُتَكَلِّم المرتبط بالسِّياق .
وأوضحنا أيضا علاقة السِّياق بالتعريف والتنكير في مثل قولنا : (( قضية ولا أبا حسن لها )) ، وقلنا إِنَّ العَلَمَ (( أبا الحسن )) في الجملة السابقة نكرة ، والجملة السابقة صحيحة ، وسبب الصحة الخلفيَّةالاجتِماعِيَّة لهذا العلم التي يعرفها المخاطب عن هذا العلم . كما ناقشنا كثيرا من المسائل الأخرى .
كان من أهم الفوائد العَمَلِيَّة التي خرجنا بها من إبراز علاقة سيبويه بالسِّياق تقعيدا وتوجيها ، وذكر العديد من الأمثلة والنماذج من الكتاب التي تثبت هذه العلاقةأهمِيَّة الدعوة إلى تضافر جهود العلماء لوضع نظَرِيَّة نحوِيَّة للعربية يكون لحمتها وسداها السِّياق ؛ لذلك أتى الفصل الخامس متضمنا هذه الدعوة ، وكان عنوانه (( السِّياق وسيبويه والنظَرِيَّة النحوِيَّة )) ، وضم مبحثين :
» المبحث الأول (( تعريف مصطلح النظَرِيَّة ، وأهم خصائص النظَرِيَّة العلميَّة )) ، وذكرنا أَنَّ اللُّغَة التي ورد لنا منها مصطلح (( نظَرِيَّة )) هي اللُّغَة الإنجليزية ، وبحكم هذه النشأة فَإِنَّ المعاجم الإنجليزية هي أقدر من غيرها على تحديد مدلول هذا المصطلح . وذكرنا أهم المعاني اللُّغَوِيَّة لهذه الكلمة في اللُّغَة الإنجليزية التي ذكرها معجم من أهم المعاجم في اللُّغَة الإنجليزية ، ثُمَّ انتقلنا للحديث عن هذا المصطلح من جهة المعاجم الفلسفِيَّة ، وذكرنا أَنَّ المعجم الفلسفي يربط بين مصطلح النظَرِيَّة وبين الواقع ، وذكر أَنَّ النظَرِيَّة(( تعكس وتعيد إنتاج الواقع )) . وأوضحنا كيف ربط المعجم الفلسفي مصطلح (( النظَرِيَّة )) بمصطلح (( معيار الحقيقة Criterion of Truth )) ، وبينا أَنَّ قيمة معيار الحقيقة للنظَرِيَّة يكمن (( في الممارسة )) ، وأوضحنا أيضا أَنَّ معيار الحقيقة هذا يقوم على
(( الخبرة الاجتِماعِيَّة )) ، وأنَّ مما يتضمنه معيار الحقيقة لأَيَّة نظَرِيَّة هو تأكيده على أَنَّ (( التطور اليومي للتطبيق والتجربة الذي يقوم به المجتمع للنظَرِيَّة هو القادر على التأكيد أو الدحض الكامل للأفكار التي يولدها الإنسان )) .
ومن خلال هذه الدراسة خلصنا إلى أَنَّ أهم خصائص النظَرِيَّة العلميَّة :
1ـــ النظَرِيَّة تعتمد على (( معطيات ذاتية )) .
2ـــ النظَرِيَّة تعكس وتعيد إنتاج الواقع .
3ـــ النظَرِيَّة ترتبط بالممارسة والتطبيق والتجريب .
4ـــ لا توجد نظَرِيَّة تولد كاملة من أول أمرها .
5ـــ إن الممارسة أو خبرة المجتمع هي التي تقرر صلاحية نظَرِيَّة ما أو دحضها .
» المبحث الثاني (( النظَرِيَّة النحوِيَّة السِّياقِيَّة )) ، وقررنا فيه أَنَّه إذا كانت النظَرِيَّة العلميَّة تقوم على معطيات ذاتية ، وأنها تعكس الواقع وتعيد إنتاجه في رقابة الخبرة الاجتِماعِيَّة فمن حقنا أَنَّ ندعو إلى نظَرِيَّةنحوِيَّةسِيَاقِيَّة ، وأنْ نقول إِنَّ نظَرِيَّة العامل مثال على نظَرِيَّة غير علمِيَّة ، وذكرنا آراء بعض العلماء في نقد هذه النظَرِيَّة التي قتلت الروح في النحو العربي ، وأنه لابد من إعادة صياغة النظَرِيَّةالنحوِيَّة للعربية ولابد أنْ تتضمن هذه النظَرِيَّة إشارة للسياق والجانب الاجتماعِيّ لِلُّغَة .
وفي الختام فَإِنَّ هذا الملخص السريع لا يُغني عن قراءة البحث نفسه إذ احتوى على تفاصيل مُهِمَّة كثيرة تُجُنِّبَ ذكرها للاختصار.