الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 32 |  |  |
| | | from | 32 | | |
المستخلص
تعرف الجمعية العالمية للخرائط (International Cartographic Association ( ICA ) , 1973) الأطلس على أنه مجموعة من الخرائط المحفوظة مفرقة أو مجمعة في مجلد , ويعود مصطلح أطلس Atlas إلى العهد الإغريقي حيث كان يطلق هذا الاسم على كائن خرافي عملاق يعتقد أنه يحمل الكون على قرنيه , أما الكلمة بمعناه المتعارف عليه اليوم فيعود إلى سنة 1595 عندما استخدمها ميركاتور كمسمى لمجموعة من الخرائط قام بوضعها وطبعها في كتاب واحد.
ويعرف كوب ( Koop, 1998) الأطلس على أنه ”مجموعة منظـّـمة ومتناسقة من البيانات الجغرافية مرتبة بطريقة متتابعة في هيئة رقمية أو تقليدية , تمثل منطقة معينة وظاهرة جغرافية أو أكثر , كما تشتمل على أدوات للتجول داخل الأطلس واسترجاع المعلومات وتحليلها وتمثيلها”.
ويعد الأطلس وسيلة لعرض البيانات المكانية وتخزينها , وقد اكتسبت الأطالس شهرة كبيرة خلال تاريخها الطويل حيث تعددت أنواعها وتطورت طرق إعدادها وإنتاجها ومع ما يشهده العالم من تحولات كبيرة وتطور في تقنيات وثورة المعلومات فإن الأطالس كمنتج خرائطي , لم تكن بمعزل عن هذا التطور التقني (الثورة الرقمية ) , خاصة ذلك الذي شهده ويشهده علم الخرائط في العقدين الأخيرين , وبعد أن كانت الهيئة التقليدية الورقية هي السائدة لعشرات السنين , يدرك المتتبع لتطور الأطالس التحول إلى إنتاج ونشر الأطالس بمختلف أنواعها في هيئة رقمية تحت مسمى الأطالس الالكترونية , حتى وإن اختلفت طرق إعدادها وطرق نشرها .
وتكمن أهمية الأطالس في كونها أول وسيلة تمكّن المستخدم من مقارنة ومطابقة وتجميع البيانات ذات المقاييس المختلفة ودرجات التعميم المتشابهة . وفي حالة النظر إلى كامل عملية صناعة الأطلس التي تستمر لسنوات ابتداء من الفكرة ومن ثم التخطيط والتصميم والإنتاج والنشر والتقييم , وليس النظر فقط إلى الأطلس كمنتج نهائي , فإن للعمل على إنتاج الأطالس وخاصة الوطنية / الإقليمية / منها العديد من الفوائد مثل :
- نشر البيانات والمعلومات لعدد كبير من المستخدمين في القطاعات المختلفة .
- مصدر معلوماتي للباحثين وصانعي القرار , وكوسيلة تعليمية مهمة.
- تطوير عملية تمثيل البيانات , أي المهارات الكارتوجرافية , وكذلك تحسين فهمها ومعاينتها , وتحفيز مهارات التخطيط والتصميم وأساليب وتقنيات جمع البيانات وتصنيفها وتمثيلها وإنتاجها لدى العاملين في إنتاج الأطالس , بمعنى آخر تحديث وتنشيط البحث العلمي والإطلاع على علوم الخرائط والعلوم ذات الصلة.
- تكوين معرفة جيدة وشاملة من خلال تكامل البيانات من مصدر واحد أو عدة مصادر .
- إن الأطلس كمنتج وطني يعكس هوية الدولة وكثيراً من إنجازاتها وتقدمها ( محمد عوض العمري , 2009, ص 121).
وبكل الأحوال , تصنف الأطالس سواء كانت في هيئة ورقية أو الكترونية وفقاً لعدة معايير يأتي في مقدمتها الإمتداد المساحي للمنطقة الممثــّـلة , والموضوع أو المحتوى , وتبعاً للغرض من إنشاء الأطلس , ومستوى ونوع المعلومات التي يعتمد عليها ويمثلها , وحجمه , وهوية المنتج ( حكومي أو تجاري أو أكاديمي ) , وأخيراً السعر والمستوى التقني .