الفهرس 
الإطار النظري الموجه للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 276 |  |  |
| | | from | 276 | | |
المستخلص
دور التربية في تنمية أسس المواطنة -” دراسة تحليلية في تنظير علم الاجتماع التربوي”
مقدم من: ندى حسن الحاج مواس/ دكتوراه/ علم اجتماع- كلية الآداب- جامعة عين شمس
تتمثل أهمية الدراسة في التعرف على الدور الذي يمكن أن تلعبه عملية التربية في بناء وتشكيل عملية المواطنة اجتماعياً، والتعرف على المتغيرات الاجتماعية المؤثرة في بناء وتحديد شكل المواطنة، وذلك في محاولة لتقديم مقدمات نظرية تخدم الدراسات المستقبلية الهادفة نحو تطوير عملية المواطنة بمستوياتها الثلاثة (المعرفة، الموقف، الممارسة).
وتهدف الدراسة الوصول إلى النقاط التالية:
1. التعرف على المتغيرات الاجتماعية المؤثرة في عملية التربية على المواطنة.
2. التعرف على دور المتغيرات الاجتماعية المؤثرة في عملية التربية على المواطنة ضمن مجالات التفاعل الاجتماعي.
3. التعرف على الأسس التي تُبنى عليها عملية المواطنة.
4. التعرف على كيفية تجسيد أسس المواطنة ضمن مجالات التفاعل الاجتماعي.
5. التعرف على المداخل التربوية الموجِّهة لعملية التربية على المواطنة.
6. التعرف على دور المداخل التربوية الموجهة لعملية التربية في المواطنة.
وتأسيساً على ماسبق فقد تضمنت الدراسة الحالية مقدمة وستة فصول، بالإضافة إلى قائمة المراجع.
وقد جاء الفصل الأول بعنوان: مشكلة البحث والمفاهيم الأساسية. وتم فيه العرض لمشكلة البحث وأهميتها وصياغة الأهداف والتساؤلات، كما تم عرض المفاهيم التي وردت في عنوان الدراسة نظرياً وإجرائياً.
وجاء الفصل الثاني بعنوان: الإطار النظري الموجه للبحث وينقسم إلى ثلاثة محاور. حيث تناول المحور الأول السياق الاجتماعي كإطار للتفاعل الاجتماعي، وتناول المحور الثاني: دور المجالات الاجتماعية في تشكيل التفاعل الاجتماعي، وتناول المحور الثالث التعريف بالتربية على المواطنة على أنها عملية اجتماعية.
وجاء الفصل الثالث بعنوان المتغيرات الاجتماعية المؤثرة في عملية التربية على المواطنة وعلاقتها بمجالات التفاعل الاجتماعي. وقد تناول الفصل أربعة متغيرات اجتماعية تعتبر من أسس البناء الفوقي للمجتمع والتي تحددت بالسلطة، والوعي، والإيديولوجيا، وأخيراً القيم، وتمت مناقشة علاقة تلك المتغيرات بمجالات التفاعل الاجتماعي الخمسة.
وجاء الفصل الرابع بعنوان: أسس المواطنة وعلاقتها بمجالات التفاعل الاجتماعي. وقد تناول خمسة أسس تم تحديدها بناءً على الاطلاع على التراث النظري الخاص بالموضوعات والقضايا النظرية لعملية المواطنة، وتحددت بالحيز الجغرافي، والهوية، والوعي بالارتباط التاريخي، ومنظومة الحقوق والواجبات، وأخيراً المشاركة في الشأن العام. وقد تمت مناقشة علاقة تلك الأسس بمجالات التفاعل الاجتماعي بالاستناد إلى مقولات الإطار النظري.
وجاء الفصل الخامس بعنوان: المداخل التربوية الموجهة لعملية التربية ودورها في تنمية أسس المواطنة. وتم تحديدها بأربعة مداخل تربوية هي الثقافة المدنية، والتربية المدنية، والتربية السياسية، وأخيراً التربية الأخلاقية. وقد تمت مناقشة الدور الذي يمكن أن يقدمه كل مدخل تربوي في تنمية كلٍّ من أسس المواطنة الخمسة.
وجاء الفصل السادس بعنوان: مناقشة نتائج الدراسة، وتم فيه مناقشة نتائج الدراسة في ضوء التساؤلات والأهداف بالاستناد إلى مقولات الإطار النظري.
وقد تم التوصل إلى مجموعة نتائج أهمها:
1. ترتبط عملية المواطنة وفق علاقة جدلية بمكونات البناء الفوقي للمجتمع والتي تتحدد بأنماط السلطة، والوعي، والإيديولوجيا، والقيم السائدة في ذلك المجتمع.
2. يتحدد تأثير المتغيرات الاجتماعية بعملية المواطنة من خلال عمليات التفاعل التي تجري ضمن مجالات التفاعل الاجتماعي، ويتأثر ذلك بخصوصية تلك المجالات: فمتغير السلطة يؤثر حسب نوعها (عادلة، فاسدة، مستبدة) في عملية التربية على المواطنة، ويؤثر متغير الوعي فيها من خلال دوره المسؤول به عن فهم وإدراك الأفراد لمواقعهم الاجتماعية خلال التفاعل الاجتماعي، وأما متغير الإيديولوجيا فهو المسؤول المباشر عن تشويه عملية التربية على المواطنة في حال تم توجيه عملية التربية العامة بصورة إيديولوجية ضمن مؤسسات المجتمع بصفة عامة، وأخيراً يتحدد تأثير متغير القيم في عملية المواطنة من كونه المتغير الذي يتحكم بعملية الضبط الاجتماعي وبالتالي ضبط عملية التربية على المواطنة.
3. تُعتبَرُ المواطنة عملية اجتماعية مركبة شديدة التعقيد تعتمد على جملةٍ من الأسس التي تحدد نماذج للعلاقات الاجتماعية المحددة لطبيعتها، وقد حددت الباحثة خمسة أسس تقوم عليها عملية المواطنة وهي: الحيز الجغرافي، والهوية، والوعي بالارتباط التاريخي، ومنظومة الحقوق والواجبات، وأخيراً المشاركة في الشأن العام.
4. تتجسد أسس المواطنة ضمن مجالات التفاعل الاجتماعي من خلال أنماط ونماذج متكررة من العلاقات الاجتماعية التي تجري بين أطرافٍ يتمثلون بشخصياتٍ فردية وهيئاتٍ اعتبارية ممثلة لمؤسسات مجتمع المواطنة.
5. عملت الدراسة على تطوير مقولة مقترحة لعملية التربية على المواطنة، والتي حددت أربعة مداخل تربوية هي: التثقيف المدني العام، والتربية المدنية، والتربية السياسية، وأخيراً التربية الأخلاقية. ويسهم تكامل عمل المداخل التربوية الأربعة في تحقيق أعلى درجة من تنشيط وتطوير العمل المواطني في المجتمع، وبالتالي تحقيق تنمية عملية المواطنة.
6. تعمل المداخل التربوية المقترحة على تنمية التربية على المواطنة من خلال تكامل أدوارها وتداخلها بحيث يعمل كل مدخل في دعم جانبٍ من جوانب حياة المجتمع وفق عملية المواطنة.
ويمكن القول أن الدراسة الحالية حاولت تقديم تحليلٍ نظري للبنية التكوينية لعملية المواطنة اجتماعياً، وذلك بالاعتماد على التراث النظري التربوي الاجتماعي، مما يمكن أن يمهد الطريق نحو دراساتٍ اجتماعيةٍ وتربوية تؤسس لاستراتيجية موضوعية لعملية تنمية أسس المواطنة في المجتمع.