Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
البعد الحضارى لعلم التاريخ عند كل من ابن خلدون وأرنولد توينبى =
المؤلف
مرعى, محمد إسماعيل.
هيئة الاعداد
باحث / محمد اسماعيل مرعى
مشرف / محمد محمود السروجى
مشرف / حمدى عبد المنعم حسين
مناقش / فاروق عثمان أباظة
مناقش / أحمد محمد اسماعيل
الموضوع
التاريخ - فلسفة ونظريات. التاريخ الحديث. الحضارة.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
143 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
14/2/2016
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 147

from 147

المستخلص

سعت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على ”البعد الحضاري لعلم التاريخ” عند كلٍّ من ”ابن خلدون” و”أرنولد توينبي”.
وأثناء عمليات البحث الهادفة لتحقيق هذا المسعى، لُوحظ وُجود لُبس في مفهوم ”البعد الحضاري لعلم التاريخ”؛ لذلك تمّ تخصيص مبحثٍ تمهيديٍّ، في بداية هذا البحث، لوضع إطار مفاهيميٍّ لهذا المصطلح. وقد تمَّ فيه، بدايةً، تعريف علم التاريخ (عند الأوروبيين وعند العرب). ثم بعد ذلك، تمَّ تحديد دلالة مصطلح ”الحضارة”. وتمَّ، في نهاية هذا المبحث التمهيدي، تأصيل ”البعد الحضاري لعلم التاريخ” تأصيلاً أكاديمياً.
ونظراً لما للوسط من تأثير في شخصيّة الفرد؛ وما لشخصيّة الفرد – إلى جانب الوسط- من تأثير في فكر الإنسان ونتاجه العلمي؛ واستكمالاً لتحقيق الهدف المرجوّ من هذا البحث، والمذكور آنفاً؛ تمّ في الفصل الأوّل، من الباب الأوّل، مقاربة الوسط (المحلّي، والدولي) الذي عاش فيه ”ابن خلدون”، كما تمّ، في الفصل عينه، التعرّض للسّيرة الذاتية لـ ”ابن خلدون”، وذِكْر أهم المحطّات التي أثرت في مجرى حياة صاحبها.
ونظراً لأهمّيّة التأثيرات التي خلّفتها البيئتان الإقليمية، والدوليّة التي عاش فيهما ”أرنولد توينبي”، في نتاجه الفكري، وذلك بالتوازي مع التأثيرات التّي تركتها الحياة الشخصية له في ذلك النّتاج؛ تمّ تخصيص الفصل الثاني، من الباب الأوّل، لمقاربة الأوضاع الإقليمية والدوليّة التي عاشتها أوربة، قبيل، وأثناء حياة ”أرنولد توينبي”. وتمّ، كذلك في الفصل عينه، استعراض أهمّ جوانب السيرة الذاتية لـ”أرنولد توينبي”.
وبعد أنْ تمّ إجراء تلك المقاربات، خُصِّص الفصل الأوّل من الباب الثاني، لاستعراض أهم جوانب ”النظريّة الخلدونية” كما أرادها ” ابن خلدون” أن تكون، لا كما يتمّ فهمها في العصر الراهن: حيث تمّ تحليل المفاهيم الأربعة التي قامت عليها ”النظرية الخلدونية”، والمتمثّلة في (البداوة، والعصبيّة، والدّولة، والحضارة). كما تمّ في الفصل ذاته، التّعرّض لأهم الانتقادات التي طاولت تلك النظرية.
وتمّ في الفصل الثّاني، من الباب الثّاني، تحليل نظريّة ”أرنولد توينبي” المعروفة بنظريّة ”التّحدّي والاستجابة”. حيث تمّ ذكر أهمّ الأُسُس التي قامت عليها تلك النّظريّة، والمتمثّلة في:
• الحضارة، وحدة الدّراسة التاريخيّة.
• خطأ فرضيّة ”وحدة الحضارة”.
• التّحوّل من حالة الين إلى حالة اليانج.
• ظواهر الانتقال من المجتمع القديم إلى المجتمع الحديث.
ومن ثمّ، تمّ استعراض أهمّ العناصر التي شكّلت ”نظريّة التحدّي والاستجابة”، والمتمثّلة في:
• نشؤ الحضارات.
• نمو الحضارات وارتقائها.
• انهيار الحضارات وتحلّلها.
واستكمالاً لتحقيق هدف هذا البحث، كما ذُكِرَ آنفاً؛ خُصِّصَ المبحث الأخير، من هذه البحث، لعقد مقارناتٍ بين التّفسير الحضاريّ لعلم التاريخ عند ”ابن خلدون”، والتّفسير الحضاري لعلم التّاريخ عند أرنولد توينبي: حيث تمّ ذِكْرُ أهم أوجه التشابه والالتقاء بين تفسير كلٍ مهما لعلم التاريخ. كما تمّ، كذلك، التّعرّض لأهمّ أوجه الاختلاف في تفسير كلًّ منهما لعلم التّاريخ. ومن أهمّها:
• تباين وجهة نظر”ابن خلدون”، عن وجهة نظر ”أرنولد توينبي”، حول تأثير الدّين في الحركة التّاريخيّة، بشكل عام، وفي صنع الحضارات، بشكل خاص.
• اختلاف مقاربة ”توينبي” لمجتمعي البشرية عن مقاربة ”ابن خلدون” لها: فهي (البداوة، والحضارة) ”عند ابن خلدون”، و(المجتمعات البدائيّة، والمجتمعات المتحضّرة) عند ”أرنولد توينبي”.
• تباين وجهة نظر ”ابن خلدون” عن وجهة نظر ”توينبي”، حول ”العامل الديموغرافي”، كعنصر فاعل في ”منظومة الحركة التاريخية”.
وفي نهاية هذا البحث، تمّ ترجيح النّتائج التالية:
• كان للأوضاعَ المتدهورةَ التي مرّتْ بها الحضارةُ الإسلاميّةُ - قُبَيْلَ، وفي أثناء حياةِ ”ابْن خلدون”، والأحداث التي عاشها على الصعيدِ الشخصيِّ - أبلغُ الأثر في فكر ”ابن خلدون” بشكلٍ عامٍّ، وفي تأسيسِهِ نظريَّةَ التعاقبِ الدَّوْرِيِّ للحضاراتِ بشكلٍ خاصٍّ.
• إنَّ المراجعة الدقيقة لسيرة حياة ”ابْن خلدون”، ونتاجه الفكريّ تُرجِّح أنه يبُزُّ مكيافللي واقعيّةً، فابْنُ خلدون يذهب إلى أنَّ أساسَ قوّةِ الدَّولةِ تتمثَّل في ”العصبيّة”؛ أيْ: القوة البشريّة القادرة على دعم تأسيس الدّولةِ، وحمايتها من العصبيّات الأُخرى، وحين تترهّلُ تلك العصبيّةُ وتضعُفُ، تثِبُ إلى كُرْسِيّ المُلْكِ عصبيّةٌ أُخرى وهكذا دَوَالَيْكَ. وبكلمةٍ أُخرى: إنَّ أساسَ قوّةِ الدَّوْلَةِ– أيّة دولة – يستندُ إلى القوّة. وهذه الفرضيّةُ، هي أساسُ نظريّةِ المنظورِ الواقعيّ.
• كان لِمُعَايشةِ ”توينبي” أهوالَ الحربِ العالميّة الأولى، ومُشاركتِهِ (الدبلوماسيَّةِ) فيها تأثيراتٌ بالغةُ الأهميَّةِ، تجلَّتْ مَظاهِرُهَا في أعمالِهِ الفكريَّةِ بشكلٍ عامٍّ، وفي وضعِهِ نظريَّتَهُ الحضاريَّةَ (التَّحدِّي والاستجابة) بشكلٍ خاصٍّ. حيث أدرك - كما أدرك غيره من المفكّرين – أن عصر سيادة الحضارة الأوربيّة للعالم قد انتهى، وأنّ هناك قوىً حضاريّة أخرى سوف تزيح أوروبّا، أو على الأقل تشاركها، في قيادة رُكب الحضاريّ الإنسانيّة.
• يُرجّح بأن النظرية الخلدونية لا تقتصر على محورٍ أساسيٍّ وحيدٍ، سواء أكان ”الدولة”، أو ”العصبية، أو البداوة، أو الحضارة. بل إن ”النظرية الخلدونية” تقوم على الأركان الأربعة – الآنفة الذّكر – مجتمعةً. ولو تمّ اعتماد ركن واحد منها كـ ”المحور الأساسي” لأصبحت النظرية الخلدونية مشوّهة، فالأنساق الأربعة (مجتمعة) هي ما يشكل قوام تلك النظرية، كما تشكل الفصول الأربعة قوام السنة. فعبقرية ”ابن خلدون” ليست راجعة – في الحقيقة – إلى دوره في إبراز هذا النسق أو ذاك، بل تبرز في معالجته لأثر هذه الأنساق الأربعة مجتمعة (في تفاعلها ودينامكيّتها).
• إنّ وضْعَ معيار ”الاجتماع البشري” كـ ضابطٍ للكتابة التاريخية، إلى جانب معايير أخرى، يمكن أنْ يُعَدّ من أهمّ التجديدات التي جاء بها ”ابن خلدون”. وهذا ممّا يُحسَبُ له.
• تأسيساً على ما جاء في المبحث الأوّل، من الفصل الثاني، من الباب الثّاني، يمكن لنا أن نُرجّح بأنّ افتراض ”توينبي” القائل: ”إنّ الحضارة هي الوحدة الأساس والحقيقية للدراسة التّاريخية.” قد قارب الدّقة.
• يُمْكن ترجيح وُجهة ”ابن خلدون”، التي مفادها أن الدين يلعب دوراً مهمّاً في بداية تأسيس العصبية للدّولة. لكن بعد ذلك، تعود الأمور إلى مجرى العادة.... ، على حساب وجهة نظر ”أرنولد توينبي” التي تعطي لـ ”الدّين” الدّور المحوري في منظومة الحركة التاريخية.
• يتجسّد البطل عند ”ابن خلدون” في الرابطة التي تجمع بين أبناء العصبية؛ فعلى أساس قوة وفاعلية هذه الرابطة يتحدد نشوء الحضارة وانهيارها. بينما يمكن عدّ ”الأقلية المبدعة” هي التّجسيد المثل للبطل عند ”توينبي”؛ فهذه الأقلية المبدعة” هي من تحدّد وترسم ملامح نشوء الحضارة، وارتقائها، وانهيارها.