Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المتغيرات المحددة للتنشئة الاجتماعية في فكر«الإمام أبو حامد الغزالي» من منظور علم الاجتماع التربوي :
هيئة الاعداد
باحث / راقية محمد سمير سيد على النمر
مشرف / علي محمود أبو ليلة
مشرف / فايزة محمد عبد المنعم
الموضوع
الفلسفة الاسلامية qrmak
تاريخ النشر
2015
عدد الصفحات
322ص.
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

موضوع التنشئة الاجتماعية من الموضوعات التي تأخذ مكانة مركزية في مجال التربية وعلم الاجتماع، إذ يشكل هذا الموضوع نقطة تقاطع علوم مختلفة أبرزها علم الاجتماع التربوي، وعلم النفس بفروعه المختلفة ولا سيما علم النفس الاجتماعي، وكلها اهتمت بالتنشئة في وقت واحد، وهذا يعني حاجة التطور العلمي في العلوم الإنسانية إلى هذا المفهوم لتفسر به الظواهر العلمية التي ترتبط بها.
أولا: قضية البحث:
الغزالي كان بإجماع علماء المسلمين من السنة، أحد كبار أئمة الإسلام، ودراسة فكره التربوي تعد تنقية لبعض الأصول الفكرية التربوية في تراثنا بما يتلاءم مع ظروف المجتمع وليس برغبة في تكرار ما كتب عنهم؛ ولأن الغزالي هو حجة الإسلام والمسلمين، إمام أئمة الدين، لم تر العيون مثله لسانًا وبيانًا ومنطقًا وخاطرًا، وذكاءً وطبعًا، وصار أنظر أهل زمانه، وأوحد أقرانه في أيام إمام الحرمين. وجاءت قضية البحث للتعرف على طبيعة التنشئة الاجتماعية في فكر الغزالي، وما هي المتغيرات الاجتماعية التي أثرت في تفكيره حتى قدم وجهة نظره في التربية على النحو الذي قدمت بها.
ثانيا: أهمية البحث:
أ- الأهمية النظرية:
1- البحث في تراثنا لإستكشاف وجهة نظر هذا التراث في التنشئة الاجتماعية
2- التعرف على أبعاد التنشئة الاجتماعية في التراث الإسلامي.
3- مقارنة التنشئة الاجتماعية في التراث الإسلامي بالتراث الغربي.
4- التعرف علي فواعل التنشئة الاجتماعية في التراث الإسلامي.
5- الاستشهاد بالقواعد الإسلامية الأساسية في التنشئة الاجتماعية.
ب- الأهمية التطبيقية:
ترجع الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة إلى أن أفكار الغزالي في حد ذاتها تؤكد على ضرورة الاهتمام بالنواحي التطبيقية في إعداد المعلم، وقد قامت العديد من الدراسات التي توضح أن هناك تركيز على كيفية إكساب هذه الفضائل بأصول، وقواعد فكرية تربوية إسلامية، وكيفية توقى هذه الرذائل كما أنها لا تدرس آراء الإمام أبو حامد الغزالي في التربية والتعليم بصفة عامة بقدر ما تحاول هذه الدراسة التعرف على آرائه في كيفية إعداد المواطن الصالح. وبالعودة إلى آراء الغزالي نجده يؤكد على ربط العلم بالعمل.
ثالثا: أهداف البحث:
1- التعرف على المتغيرات المحددة للتنشئة الاجتماعية في فكر الإمام أبو حامد الغزالي من منظور علم الاجتماع التربوي.
2- التعرف على آراء الغزالي في مفهوم ومضامين التنشئة الاجتماعية.
3- التعرف على طبيعة وأهداف التنشئة الاجتماعية عند الإمام الغزالي.
4- معرفة آليات التنشئة الاجتماعية عند الإمام الغزالي.
5- التعرف علي أثر المجتمع علي التنشئة الاجتماعية، وأثرالتنشئة على المجتمع.
رابعا: تساؤلات البحث:
1- جاءت هذه الدراسة للإجابة على السؤال الرئيسى الذي مؤداه: ما هي المتغيرات المحددة للتنشئة الاجتماعية عند الإمام أبو حامد الغزالي من منظور علم الاجتماع التربوي؟
2- ما مفهوم ومضامين التربية والتنشئة الاجتماعية عند الغزالي؟
3- ما طبيعة وأهداف التنشئة الاجتماعية عند الغزالي؟
4- ما آليات التنشئة الاجتماعية عند الغزالي؟
5- ما أثر المجتمع على التنشئة الاجتماعية؟
خامسا: الاطار التحليلي الموجه للبحث
1- تميز الغزالي بشمول النظرة التربوية التي اتسعت فاستوعبت كافة العناصر التي يمكن أن تقوم بها التربية كنظام فعال، أو كمسلك اجتماعي تتحول فيه النظريات، والمبادئ إلى حقائق ممارسة وحياة معاشة، فيقول الغزالي في كتابه «ميزان العمل» إذا عرف أن السعادة تنال بتزكية النفس وتكميلها، وأن تكميلها باكتساب الفضائل كلها، فلابد من أن يعرف الفضائل جملة، وتفصيلا «وهذه الفضائل محصورة في فن نظري وفي فن عملي، وجعل العلم النظري المجرد هو الخاص بمعرفة الله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وجعل العلم العملي هو الخاص بالأحكام الشرعية والعلوم الفقهية، والسنن النبوية، ومعرفة سياسة النفس مع الأخلاق، وتدبير، ورعاية الأولاد والمعيشة، والمعاملة في المجتمع، وما يلزم لعمارة الأرض.
2- لم يكتفِ الغزالي بالدور الوعظى أو التعليمى للتربية في تنمية الأخلاق، فالأخلاق سلوك والسلوك اكتساب وتعويد، وتطبيع، وهذا ما يجب أن تقوم به التربية في تنشئة الصغار، وتهذيب النفوس وفي سن متأخرة يمكن دراسة الأخلاق كمبحث فلسفي، أو اجتماعي، ومن ثم يمكن تناولها علميا فتُعرف نظريا وتؤصل في ممارستها علميا.
3- التراث الغزالي بالغ الثراء، ولا يوازيه إلا جهل به، أو تجاهل متعمد لأسباب غير علمية، هذا التراث ليظهر جليا الفارق بين منهج البحث العلمي الغربي المعتمد على الجانب المادى فقط- وهو نقطة الضعف فيه، وأظهر ما تكون في العلوم الإنسانية، وبين المنهج الإسلامي في البحث والذي يرى أن العلوم لا تنفصل عن النظرة الشاملة للكون إنسانا، وبيئة، وحياة، وعقيدة.
4- إن منظومة الأهداف عند الغزالي لم تعرف التقسيم المعاصر الذي يصنفها في أهداف اجتماعية اقتصادية، ودينية، أوأخلاقية، وغير ذلك مما يستهدف تنمية الفرد، والمجتمع، ويعمل للتغيير والتطوير، كما أنها لم تكن شائعة في عصر الغزالي، وما قبله، بل وما بعده فكرة صياغة الأهداف وتحديد مستوياتها، والأخذ في التعليم بأهداف سلوكية اجرائية، كما جهلت تلك العصور أساليب تقويم الأهداف، وتنميتها، فهذا كله من ثمرات العلوم التربوية الحديثة.
5- المنهج التحليلي عند الغزالي قد اتسم باختيار المقصد في العلم، ثم اختيار العلوم التي تحقق مقصده فيبدأ بتفتيت كل مسألة إلى أجزاء أو كل الموضوع الواحد إلى جزئياته ثم يضع الأجزاء تحت مجهر السبرالغور والتقسيم، ويخضعها جميعا لإستقراء الإحتمالات العقلية كاملة ثم ينقد تلك الإحتمالات واحدا تلو الآخر، ويكشف عما قد يكون في تضاعيف كل منها من مظاهر البطلان إلى أن يوصله المنهج العقلي، وطريقة الطرح والإسقاط إلى مكمن الحق، ومنبعه من تلك الفرضيات والاحتمالات كلها فيمعن في تجليته باستخراج البراهين العلمية المتفقة مع نوع الموضوع وطبيعته ولا يتركه إلا وقد حصنه بسور من القناعة العلمية، وفي كسوة من البيان، والأسلوب المبسط.
6- يتفرد الغزالي بفكرة أخلاقية إسلامية، حيث لا يجعل الأخلاق مجرد صفات لأعمال ظاهرة يتحرك بها الفرد في تعامله الإنساني في أوساط اجتماعية متفاعلة، ولا يجعل الأدب مجرد تهذيب سلوكى، وفق قيم، ومعايير خارجية اصطلح عليها المجتمع، ونصت عليها الشريعة، وإنما ذهب الغزالي إلى أبعد من ذلك، وجعل الأدب عل نوعين: أدب الظاهر، وأدب الباطن، فأما أدب الظاهر أن تحفظ نفسك عن الشهوة، وأدب الباطن أن تحفظ نفسك عن الخطرات.
7- إن الاختلاف مع المدرسة البراجماتية يتضح من خلال نظرتها إلى المعرفة، فهي تسلم بوجه عام بواقع التغير الدائم، وهذا يتضح من قول«ديوي» ففي الوقت الذي تعتمد المدرسة البراجماتية في أصولها المعرفية على دنيا الخبرة والواقع، والخبرة المباشرة وأن المعرفة عندها ليست أولية ولا سابقة على التجربة بل نابعة من التجربة نفسها، وهي ثمرة لها فإن من عيوب هذا المذهب جعله الحياة الحاضرة محورًا وحيدًا للتربية دون الالتفات للحياة المستقبلية، الأمر الذي جعله يفتقد قاعدة صلبة من المبادئ والأهداف الثابتة التي تضبط حركة الحياة، وتحمي الإنسان من التيه والقلق والتأرجح بين أحداث الحياة وتطوراتها المتلاحقة؛ وتلك نتيجة حتمية لإغفاله الجانب الروحي في الإنسان ورفضه للإيمان بما وراء المادة، وهذا ما حكم على نظريته التربوية بالدوران في حلقة مفرغة، فهي تدور مع حركة الحياة المادية، حيث دارت من غير الاستناد إلى مبدأ عميق ومقياس دقيق تفصل بواسطته بين الغث والسمين، والصالح، والطالح ضمن تراث الإنسانية المترامي الأطراف، وتنفذ بواسطته وراء أسوار الحياة.
8- أوضح الغزالي في رسالته التربوية «أيها الولد» منهجا عمليا لتربية الطلاب من خلال تنمية الحس الجمالى خاصة تربية الذوق، ومن خلال هذا المدخل الذوقى، يمكن تنمية الملكات الأخرى والإرتقاء بالنفس، وما تنشده من قيم عليا.
9- يؤكد الغزالي أن جوهر الإنسان الذي يتميز به هو قدرته على المعرفة، لكن لا يمكن للإنسان أن يحقق كمال جوهره إلا بنمو متكامل لجميع جوانب شخصيته، لا يسطتيع الوصول إلى الكمال بتنمية ما يتميز به فقط حتى ولو رغب في ذلك، ومع أن معرفته لطبيعة جوهره ستكون أكثر أهمية في تحقيق غايته النهائية، فإن هذه المعرفة تفترض مسبقا معرفة كل جانب من جوانب طبيعته، وتكون معرفته لكل هذه الجوانب مفاتيح لمعرفته للعالم، وبتالي لله وإذا كانت عظمة الإنسان التي فاق بها جملة أصناف الخلق تكمن في استعداده لمعرفة الله ، فإن لهذه المعرفة تبعات ومسئوليات تقتضى أن يكون الإنسان مستقيم السلوك، طاهر القلب، صادق النية مجنبا للهوى، ومثل هذا وذاك بحاجة «إدارة» وإذا كان الإنسان يتميز بكل من القدرةعلى المعرفة والإرادة عن سائر الخلق، إلا أنه أيضا لا يسطتيع تفعيل القوتين: المعرفة والإرادة، إلا بعد تجاوز مرحلة الطفولة فهناك ضرورة كي ينمو الإنسان قبل أن يفعل قدرته على المعرفة وإراداته، وهنا تفرض عملية التربية والتنشئة نفسها كضرورة دينية وحتمية حياتية.
10- ويناقش الغزالي قابلية الطبيعة الإنسانية للتغييرعن طريق التربية، ذلك أن هناك من ينكرون أثر التربية زعما منهم أن طبيعة الإنسان الأصلية تنمو طبقا لسنن لا تسطتيع الإرادة أن تتحكم فيها ولا تخضع في التأثر عن طريق التربية؛ لأنهم قاموا بتشبيه الشكل الباطني بالشكل الظاهري اعتمادا على تجربتهم الخاصة. وتجاربهم الشخصية تثبت استحالة تحقيق هذه الغاية، ويرى أصحاب هذه المدرسة الفكرية أن صلاح الطبائع أو فسادها أمور تمت إلى القضاء والقدر وتخرج عن سيطرة إرادة الإنسان (الجبرية).
11- الغزالي بالرغم من أن عصره كان لا يتمتع بما وصل إليه العصر الحديث من تطور معرفى وتقنى معتمدا على استناده لمرجعيته الإسلامية، وعلى قدراته الذهنية التي وهبها الله له، واعتماده على الموازين المعرفية القائمة على الوحى، والعقل التي استمدها من القرآن كما ذكر ذلك في كتابه القسطاس المستقيم، إلا أنه أدى إلى تلبية مطالب الفطرة الإنسانية بعيدا عن الماديات التي تخلع على الوعى إحساسا بالمحدودية المقيدة. فإنكار الغيبية والركون فقط إلى المادية المطلقة، كما يتجلى ذلك في النظريات الغربية، وخاصة عندما يحدث ذلك في العلوم الإنسانية، فهو قصور فكري، فالعقلية التي تدرك أن هذا الوجود لم يخلق سدى، ولا يمضى عبثا، هي العقلية العلمية الحقيقية؛ لأن التفكير العلمي الصحيح، يرجع الأمور إلى سنن الله الثابتة في الوجود.
12- نظر الغزالي إلى النفس الإنسانية على أنها والعقل والقلب شيء واحد، وقسمها إلى عالمة وعاملة وأنها لفظ مشترك لمعان متعددة، كما قال أنها تلك اللطيفة أو ذات الإنسان وحقيقته العالمة بالله وغيرها من الأوصاف التي تناولها.
13- قال الغزالي إن النفس خلقت بالفطرة مستعدة للعلوم، والعلوم تحصل فيها بالتدريج ثم عدل بعد ذلك عن موقفه السابق، ووفق بين الفطرة والاكتساب، وبين أن العقل ينقسم إلى غريزي ومكتسب فالغريزي هو القوة المستعدة لقبول العلم، ووجوده في الطفل كوجود النخل في النواة، والمكتسب هو الذي يحصل من العلوم. وبين الغزالي أن الحكمة هي وحي إلهي وإشراقات صوفية لا تدرك إلا بإلهام إلهي وتوفيق من جهة الله ولا سبيل إليها بالتجربة.
سادسا: نتائج الدراسة:
1- الأساس الذي تستند عليه التنشئة الاجتماعية عند الغزالي هو تحقيق السعادة للإنسان، وبخاصة السعادة الأخروية لأنها شاملة لكل ما هو مرغوب فيه، ولبلوغ هذه السعادة لابد من تضافر العلم والعمل، بحيث ينتج عن ذلك تغيير في السلوك، ولما كانت السعادة الأخروية وثيقة الصلة بالمجتمع الدنيوي كان هذا يستدعي أن يكون التعليم وثيق الصلة بحاجات المجتمع.
2- علاقة الفرد بالمجتمع عند الغزالي مستمدة من القرآن والسنة وأن الإنسان كائن اجتماعي، لا يمكن أن يعيش منعزلًاعن المجتمع الموجود فيه، وأن العلاقة بينهما علاقة دستورية.
لقد هدف التعليم عند الغزالي إلى تحقيق الكمال الإنساني الذي غايته التقرب إلى الله ومن ثم السعادة في الدنيا والآخرة ويبلغ الإنسان كماله باكتساب الفضيلة عن طريق العلم وهذه الفضيلة تسعده في الدنيا والآخرة.
3- منهج التعليم لا يكون إلا في بناء تتكامل فيه العلوم الدينية والمهن الدنيوية؛ لأنه إذا اقتصر المتعلم على العلوم المادية والنظرية دون علوم الدين فإنه يضيع عمره فيما لا ينفعه في الآخرة، وإن اقتصر على علوم الدين وحدها فإنه لا يفهم كيف يواكب التقدم المعرفى والتكنولوجى والعلوم العقلية.
4- التكامل في نظر الغزالي لا يعني التخص في جميع ميادين المعرفة وإنما يعني أن يتزود المتعلم بثقافة عامة تمده بتكامل معرفي وبذلك يغطي المنهج جوانب المعرفة.
5- تعزيز الاتجاه الخلقي يكون بتطهير النفس وتقويم الأخلاق السيئة عنده حتى يتخلص من رق الشهوات... لأن الغزالي يرى أن النفس الإنسانية قابلة للتعلم لأن العلم والحكمة كامنان أصلا في النفس الإنسانية.
6- يطالب المعلم بمراعاة الفروق الفردية في الأساليب المستعملة في التدريس ومراعاة مستوى الفهم عند الطلبة وإرشاد المتعلم إلى التخص الذي يناسب قدراته واستعداداته، فبعض الطلاب يقف استعداده عند استظهار النصوص ويعجز عن استيعاب المعاني؛ لذلك يوجه إلى تعليم حرفة ما ويبتعد عن الدراسة والبحث.
7- التدرج في التعليم حيث يبدأ المتعلم بدراسة الموضوعات التي تمثل آرىء المعلم أو التي يختارها ويبتعد عن الخوض في مواضيع الاختلاف سواء في علوم الدنيا أو الآخرة ثم يدرس كافة العلوم بهدف تكوين ثقافة عامة عن أهداف كل علم وطريقته.
8- يرى الغزالي أنه لابد من الأخذ بمبدأ التشويق لما فيه من فائدة كبيرة وذلك بتشجيع الأطفال بالحصول على الجوائز المختلفة وتشجيع الكبار على الوصول إلى المراتب العالية، وبعد ذلك ينتقل المعلم بطلابه من الأغراض الدنيوية إلى وجهة السعادة الأخروية.
9- شدد الغزالي على صحبة المتعلم للمعلم، وذلك لأن التعلم على المعلم أفضل حتى في القدر البسيط من العلم، والمعلم مرب يخرج الاتجاهات السيئة التي اكتسبها الطالب من بيئته الأولى ويحل محلها أخلاقًا حسنة، كما ان كثيرًا من ألوان التعلم تتم بالقدوة وخاصة في مرحلة الطفولة.
10- يرى الغزالي أن الممارسة سبيل التعلم، ويشترط استمرار التكرار حتى لا تأنس النفس الكسل وتهجر التحصيل ويرى ضرورة تطبيق الطالب لما يتعلمه لأن العلم بلا عمل جنون.
11- أما فيما يتعلق بتربية الطفل فقد أهمل الغزالي تربية البنات واهتم بتربية الصبيان وكان يرى أن التربية تبدأ من الحضانة فلا يستعمل في حضانة الطفل وإرضاعة إلا إمرأة صالحة، ويكون تهذيبه عن طريق تعليمه الدين، وتعويده الولد قراءة القرآن الكريم، وقيامه بالعبادات اللازمة، ومعرفته علوم الشرع، ولابد من مراعاة التوسط والاعتدال في تهذيب أخلاقه، وإبعاد الصبية عن قرناء السوء وعن التدليل. إضافة إلى عدم التساهل معهم في شغل أوقات الفراغ.
12- لابد أن يمارس الصغار اللعب لأنه يساعدهم على ترويض جسم الصغير وتنمية عضلاته ويدخل السرور في قلبه وهو مريح له من تعب الدروس، وأخيرًا ينصح الغزالي بعدم التمادي في عقاب الصبي والإقلال من التأنيب والتشهير بمساوئ الصغار، ويطالب بأن يتجنب المعلم القسوة.