Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الإعلام الجديد ودوره فى تشكيل الرأى العام لدى الشباب الجامعى:
المؤلف
قرنى, هناء حسين.
هيئة الاعداد
باحث / هناء حسين قرنى
مشرف / محمود علم الدين
مشرف / فاطمة القلينى
مناقش / عالية أحمد عبدالعال
الموضوع
العلوم لاجتماعية.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
309ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 16

from 16

المستخلص

المقدمة:
مقولة ديكارت : ”أنا أفكر؛ إذن أنا موجود ” ، أشعلت هذه المقولة الإلهام لدى مخترعى التكنولوجيا ، لبيتكروا للبشرية ألواناً شتى من وسائل الاتصال والتواصل مخلدين بذلك الشطر الثانى من تلك المقولة لتصبح : ” أنا أتصـــل ؛ إذن أنا موجود ” فلقد أصبحت هذه المقولة النسخة الجديدة لنوع جديد من الإنسان ، لم يعد المهم عنده الاستقلال الشخصى؛ بل تعددية العلاقات ، وتشابكها وإن كانت افتراضية .
وقد ساهمت شبكة الإنترنت فى إيجاد شكل جديد من الإعلام ، عرف فى الأوساط العلمية بـ ” الإعلام الجديد New media ” ، أو الإعلام البديل Alternative Media ، أو الاعلام الاجتماعى ، حيث تعددت تصنيفاته بين مواقع الإنترنت والمجموعات البريدية ، هذا بخلاف المدونين Bloggers ، ومواقع الشبكات الاجتماعية الافتراضية Virtual Social Networks ، والمنتديات الإلكترونية... إلخ ، ولقد ساهم هذا الإعلام فى الآونة الأخيرة فى جذب الأنظار إليه، بعد تفجيره لعدد من القضايا التى أثارت إهتمام الرأى العام وأرغمت الكثير من الحكومات إلى الإستجابة لمطالبه ، وإتخاذ قرارات ضد رغبتها ، كما إتاح الفرصة للأفراد وللشعوب للتعبير عن آرائهم وتوجهاتهم وأفكارهم ، وإتاحة الفرصة أمامهم للتعددية السياسية ، وتنمية الوعى السياسى وزيادة درجة المشاركة السياسية ، وفتح منافذ جديدة للأقليات، مما يطرح أفاقاً أرحب لمفاهيم الديمقراطية الرقمية .
ومما لاشك فيه أن وسائل الإعلام تحدث أثاراً فى الاتجاهات والقيم ، حيث إنها تقوم بدور ملموس فى تكوين الآراء والإتجاهات ، وأكثر مما تساهم فى تغير الآراء ، كما أن هناك اتجاهاً طبيعاً للبشر لحماية أنفسهم من خلال التعرض الانتقائى ، والإدراك ، والتذكر الانتقائى ، فالجمهور يميل إلى تعريض نفسه للرسائل التى تتفق مع أفكاره ومعتقداته واتجاهاته ، والإعلام هو أحد العوامل التى تساهم فى التأثير فى الرأى العام إلى جانب عوامل أخرى متعددة منها الثقافة العامة فى المجتمع ، والقيم السائدة ، والعلاقات الاجتماعية القائمة . وهذا يشير إلى تغير شكل وثقافة المجتمع بتغير وسائل الإتصال داخل هذا المجتمع ، فمع ظهور الإنترنت ومواقع الشبكات فقد بدأت البيئة الاتصالية فى مجال الاتصال فى التأثير ، وبدأ الحديث عن تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية فى تشكيل المجال العام عبر الفضاء الإلكترونى ، والتساؤل عن مدى قدرة مواقع التواصل الاجتماعى فى التأثير فى هذا المجال،والحد من دور الإعلام فى تشكيل وعى وإدراك واتجاهات الجماهير .
ولقد اختلف الباحثون ،ما بين من يرى أن ما يؤثر فى الرأى العام فى العالم الواقعى ؛هو ما يؤثر عليه عبر مواقع التواصل الإجتماعى ؛ مؤمناً بأن الإعلام المؤسسى القائم على رؤوس الأموال فيها من قبل النخب السياسية والرأسمالية ما زال هو اللاعب الرئيس فى تشكيل المجال العام ، كما واصل هذا الاختلاف بين الباحثين حول قدرة وسائل الإعلام الاجتماعية نفسها ، ومثال على ذلك حيث يرى : Avgany Morzof أن وسائل الاعلام الاجتماعية قد أخذت أكثر مما تستحق ، وأن وسائل الإعلام الرئيسية هى التى ساهمت فى تشكيل الواقع فى أذهان الأفراد . فى حين نجد أن Clay Shirky كان أكثر تفاؤلاً حيث سلم بوجود دور كبير لمواقع التواصل بين الأفراد عبر مواقع الشبكات الاجتماعية، فقد رأى أنها ساهمت فى توصيل المعلومات بين الأفراد من مختلف البيئات الاجتماعية والسياسية ، مع تيسير التواصل فيما بينهم ، وقد تبنى الكثير من الأكاديميين والإعلاميين قوة وسائل الإعلام الاجتماعية ، وادعوا أن الديمقراطية يمكن أن يتم انتعاشها من خلالها، أو كما قال Nicholas Kristof إن الإنترنت سلاح فعال فى أيدى الضعفاء وإنها ساحة الصراع الأساسى فى القرن الحادى والعشرين .
وقد جعلت الشبكات الاجتماعية المعلومات والبيانات تُتاح بشكل فورى ، أمام العديد من الأشخاص مما أدى إلى زيادة المعرفة بمن ؟وكيف ؟ ولماذا؟ وأين ؟حول العديد من القضايا، وتم إتاحة الفرصة أمام الجمهور إلى أن ينتُج مادته ويُقدم معلومات يكون لها نصيب من الإنتشار والتأثير عبر وسيلة إعلام سهلة ورخيصة، وتم كسر احتكار الدولة أو النُخبة السياسية في تشكيل الرأى العام وتوجهاته ، إزاء قضايا ما ، وتمت من ناحية أخرى زيادة حجم الفاعلين فى صناعة وتشكيل الرأى العام، كما أصبحت هى الأداة فى التعبئة والتجنيد والتنظيم والتصويت والمعارضة ، كذلك فأنها قد وفرت - من خلالها - عملية استطلاعات الرأى الإلكترونية والمُشاركة فى الانتخابات للعديد من الناس بأن يُعبروا عن آرائهم بشكل مُنتظم، وقد عملت على اتساع دور المواطنين فى عملية صُنع القرار، وعملت على سد الفجوة بين المواطنين وبين يُمثلونهم فى المجالس النيابية.
وكما أن لمواقع الشبكات الاجتماعية جوانب إيجابية ؛ فإن لها جوانب سلبية كذلك وهذا ما أكده محمود علم الدين، رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام ، حيث يرى أن وسائل التواصل الاجتماعى قد أصبحت مصيدة للمعلومات والتجسس على مواطنى الدول الأخرى، كما أن وسائل التواصل الجماهيرى أصبحت أداة من أدوات الجماعات الإرهابية للتواصل والاستقطاب والتجنيد، وتعليم طرق العمليات الانتحارية وصناعة القنابل، بالإضافة إلى أنها أداة لنشر الجرائم الإلكترونية والرقمية ، التى على سبيل المثال منها انتحال الهوية،والتحرش الإلكترونى ، الغواية الإلكترونية والمطاردة، لدرجة أن هذا النوع من الجرائم قد أصبح يمثل ظاهرة وخطراً حقيقياً خاصة فى الكثير من الدول .