الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد ظاهرة الهجرة الوافدة قديمة قدم الجنس البشري حيث ارتبطت بوجوده وبحاجاته الأولية، وليست هناك منطقة في العالم لم تعرف هذه الظاهرة، وبالتالي فإنها ظاهرة عالمية أنتجتها الاختلالات العميقة وعدم التكافؤ في مستوى العيش، ولقد ارتبطت الهجرة بوجود الإنسان. أولا: مشكلة الدراسة:- لقد تزايدت عملية الهجرة الوافدة بشكل كبير في ليبيا حتى أصبحت معضلة تعاني منها الحكومة الليبية، والواقع أنه على الرغم من اهتمام الباحثين بدراسة موضوع الهجرة الوافدة إلا أنه لم يتم التركيز على الآثار الاجتماعية والثقافية التي تخلفها الهجرة الوافدة على المجتمع الليبي. فقد أدى تزايد أعداد المهاجرين الوافدين إلى المجتمع الليبي إلى بروز العديد من الآثار الاجتماعية والثقافية الواقعة على أفراد المجتمع وتهدد أمنه، لذلك تتحدد مشكلة الدراسة في الوقوف على أهم الآثار الاجتماعية للهجرة على واقعنا المجتمعي. وتعد دراسة الآثار الاجتماعية والثقافية لظاهرة من الظواهر أمراً حيوياً في الدراسات الاجتماعية، إذ تسمح عن طريقها خبر الواقع، والكشف عن تفاعلاته، وكذا تحليل دينامياته المتشابكة بهدف إثراء المعرفة وتعميقها، ولما كانت الهجرة الوافدة موضوع الدراسة الراهنة إحدى الظواهر الاجتماعية الهامة، فإن دراسة الآثار الاجتماعية والثقافية المرتبطة بها تعد ضرورة لا غنى عنها لفهم أبعادها، فقد بدت عدة آثار ناشئة عن الهجرة الوافدة إلى الدول النفطية حيث أدت الهجرة الوافدة للعمالة إلى ظهور أنماط جيدة من التأثيرات الثقافية والاجتماعية، إذ يخضع المواطنين الليبيين لأثر المشاهدة والمحاكاة للنمط الثقافي والاجتماعي السائد للعمالة الوافدة نتيجة لاندماجهم معهم، وينعكس ذلك عليه سواء على المستوى الشخصي والأسري أو على المجتمع الليبي ككل بعد. وتنهض مشكلة هذه الدراسة على تحليل قضية محورية هامة تتعلق بالآثار الاجتماعية والثقافية المصاحبة للهجرة الوافدة إلى المجتمع الليبي انطلاقاً من أن دراسة الهجرة الوافدة بحاجة إلى رؤية أخرى أكثر شمولاً من مجرد حصرها في الآثار الاقتصادية والسياسية بوجه عام. |