Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأبعاد الاجتماعية والثقافية للشخصية الدمياطية :
المؤلف
السرى، وسام إبراهيم كامل سعد.
هيئة الاعداد
باحث / وسام إبراهيم كامل سعد السرى
مشرف / علياء علي شكري
مشرف / سعاد عثمان أحمد
الموضوع
الانثروبولوجيا الاجتماعية- دمياط.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
354 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأنثروبولوجيا - علم الإنسان
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 16

from 16

المستخلص

تتبلور أهمية الدراسة حول التعرف على البعدين الثقافى والاجتماعى للشخصية الدمياطية، والتى تشكل هوية واحد من أهم المجتمعات المحلية داخل المجتمع المصرى وهو المجتمع الدمياطى، والذى يعتبر نموذج مميز، وذلك بسبب ما منحته له الطبيعة من طبيعة جغرافية من جانب، إضافة إلى ما اكتسبه أفراد المجتمع من خلال الموروث التاريخى، والثقافى، والاجتماعى، والاقتصادى من جانب آخر، فبفضل ما حبا الله به دمياط من بيئة طبيعية وجغرافية، والتى قد أوجدت نظاماً متنوعاً، فوجود فرع من النيل بها، ووقوعها على شاطئ البحر الأبيض وفر مهنتين كالزراعة والصيد وكل من الفلاحين والصيادين يمثلان ليس فقط نمطين اقتصاديين مختلفين بل نمطين اجتماعيين وثقافيين مختلفين أيضاً، كما أن الحرفيين يمثلون نمط ثالث وهو من الأنماط الهامة؛ حيث تعتبر الحرف والصناعات الصغيرة صلب الحياة فى المجتمع الدمياطى، وهو النمط الذى ستركز على دراسته الباحثة بوصفه النمط المتركز فى وجوده داخل مدينة دمياط ، إضافة إلى دراسة نمط التجار، ومع ذلك فكل تلك الأنماط المختلفة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً تنصهر فى بوتقة واحدة وتشترك فى بعض العادات والقيم والسمات وتختلف فى أخرى.
ولتلك السمات الثقافية المشتركة بين أفراد المجتمع الدمياطى دلالة خاصة، حيث أن قيم مثل احترام العمل اليدوى قد ساهم فى حل واحدة من المشكلات الصعبة وهى مشكلة البطالة، مما يعطى أهمية خاصة لدراسة البعدين الاجتماعى، والثقافى للشخصية الدمياطية، وذلك من خلال رصد القيم والخصال، والعادات والتقاليد والمعتقدات وأساليب الحياة، والأنشطة الاقتصادية ونظام التنشئة الاجتماعية والعادات الاجتماعية، إضافة إلى الموروث التاريخى الذى يميز المجتمع الدمياطى عن غيره من المجتمعات المحلية داخل المجتمع المصرى، وتعكس أهمية البعد الإيكولوجى والتاريخى والاقتصادى فى تكوين الشخصية.
ولذا فمشكلة الدراسة تركزت حول التعرف على سمات الشخصية الدمياطية وأبعادها الثقافية والاجتماعية والتى تتسم بمميزات لها خصوصية، وتلك السمات هى ما تحدد الهوية المميزة للمجتمع الدمياطى، وبناءً على ما تقدم فدراسة البعدين الثقافى والاجتماعى للشخصية الدمياطية، تساهم فى إمكانية فهم السمات الاجتماعية والثقافية للشخصية الدمياطية، والتعرف على حقيقة موروثهم التاريخى والثقافى والاجتماعى والاقتصادى، الذى كان نتاجه هوية مصرية ذات طابع ثقافى واجتماعى متميز؛ بحيث يغدو من الصعوبة بمكان رصد هذا الإرث دون فهم ومعرفة حقيقة بواعثه، والثوابت والمتغيرات فيه، حتى يمكن تقريب الصورة وتسليط الضوء على سمات الشخصية الدمياطية ببعديها الاجتماعى والثقافى.
وهناك ثلاثة أهداف نظرية رئيسية حاولت الباحثة دراستهم من خلال البحث الراهن وهم كالآتى:-
1)سمات الشخصية الدمياطية ثقافياً واجتماعياً.
2)عوامل تشكيل الشخصية الدمياطية تاريخياً وثقافياً واجتماعياً واقتصاديا.
3)رصد عوامل الثبات والتغير فى الشخصية الدمياطية.
*وهناك هدف تطبيقى هو محاولة:-
الاستفادة من نموذج المجتمع الدمياطى الذى يرسخ قيم وسمات مثل(احترام قيمة العمل اليدوى، واحترام قيمة الوقت، والعمل الجماعى، والمنافسة والإبداع، وترشيد الاستهلاك والانتماء، والحفاظ على الكيان الأسرى...إلخ)،وحفاظه على تلك السمات فى وقت اهتزت قيم وسلوكيات الشخصية المصرية، وتعرض الاقتصاد فى مصر لما يشبه الانهيار عقب ثورة 25يناير.
وقد سعت الدراسة الراهنة لتحقيق أهدافها من خلال البحث النظري والميداني، فتشكلت من قسمين رئيسيين: يضم الباب الأول الإطار النظري والمنهجي، ويهتم بمناقشة القضايا النظرية والإجراءات المنهجية للدراسة، ويضم ثلاثة فصول جاء ترتيبها على النحو التالي:
ويقدم الفصل الأول عرضًا لأهم قضايا الاتجاه النظري للدراسة، ومنها (نظرية البنائية الوظيفية، ونظرية الثقافة والشخصية، ونظرية التفاعلية الرمزية، ونظرية الدور الاجتماعي، كما تستعرض الباحثة نظرية الشخصية من وجهة نظر مصرية)، إضافة لأهم المفاهيم النظرية، ويُعنى الفصل الثانى بتقديم رؤية تحليلية لأهم الدراسات الأجنبية والعربية والمحلية، أما الفصل الثالث فيضم الاجراءات المنهجية للدراسة الميدانية والمناهج، والأدوات المستخدمة في إجراء الدراسة وحالات الدراسة.
قامت الباحثة باختيار حالات الدراسة من الورش والعاملين فى مجال صناعة الأثاث، ومعامل الحلويات والألبان، ومن الأسواق وموظفين الميناء الذين يعملون بالحرف اليدوية بجانب وظائفهم الحكومية، وقد درست الباحثة اولئك العاملين وبعض أفراد أسرهم من النساء كلما أمكن ذلك، إضافة إلى 217 حالة فردية بدون أسرهم، وجميع الحالات تشمل تنوع عمرى ونوعى وتنوع فى الحالة الاجتماعية والمهنية وهم ممثلين لجميع المستويات الاقتصادية الاجتماعية (شريحة دنيا عليا- شرائح وسطى- شرائح عليا)، إضافة إلى أنها قامت بدراسة 6ورش ومعرضين للأثاث وعمال مصانع نسيج، وعاملين فى مجال تصنيع الحلويات والألبان، إضافة لعاملين فى الميناء كموظفين، وأطفال يعملون فى الورش، ونساء غير عاملات ونساء عاملات.
واستغرقت الدراسة الراهنة من شهر سبتمبر 2009م حتى شهر يونيو2014، وقد استغرقت الدراسة الاستطلاعية من سبتمبر 2009 حتى ديسمبر 2009، وقد قضت الباحثة مدة ثلاثة أشهر في محاولة لاختيار حالات الدراسة حيث كانت الباحثة على معرفة مسبقة بمجتمع البحث فقد كانت تعيش فيه منذ 2006، وقد استغرق جمع البيانات من يناير2010حتى ديسمبر 2013، وقد تمت بعد ذلك عملية مراجعة، وضمت عملية المراجعة هذه فرز البيانات وتصنيفها، ومراجعتها لتلافي الأخطاء أو تحريف البيانات أو الإجابات من قبل المبحوثين، واستكمال وتعديل الناقص والمتغير من البيانات من يناير2014 إلى يناير 2015، ثم تأتى مرحلة مراجعة اللغة والطبع والتنسيق والتعديلات النهائية مايو2015
ورغم أصالة الشخصية الدمياطية إلا أن الباحثة خرجت من الدراسة الميدانية ببعض النتائج التى تضمنت توضيح عوامل الاستمرار وعوامل التغير فى سمات الشخصية الدمياطية، فقد أثرت الأبعاد التاريخية والاجتماعية والاقتصادية فى بناء الشخصية، وثبات بعض السمات والقيم والعادات والأدوار أو تغيرها الذى نتج عن التحولات فى البنية المجتمعية مما أثر فى بنية الشخصية، وقد تسببت تلك التغيرات فى تغير بعض سمات الشخصية الدمياطية، وقد رصدت الباحثة من خلال الدراسة الميدانية أهم تلك العوامل التى سببت تغير فى أبعاد المجتمع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وما نتج عنها من تغير فى سمات الشخصية الدمياطية
ومن خلال دراسة الباحثة للواقع الميدانى وتحليل البعدين الثقافى والاجتماعى للشخصية الدمياطية خرجت بمجموعة نتائج كالآتى:-
1)هناك تأثير متبادل بين الأبعاد المختلفة لمكونات الشخصية، فجميع الأبعاد تداخلت وكونت الشخصية، وإن كان اختلف مدى تأثير كل بعد فى الآخر حسب أهميته وحسب الحقبة الزمنية.
2) سمات الشخصية الدمياطية جاءت لتظهر تكيفهم مع معطيات الأبعاد المختلفة وجاءت متوافقة مع الأبعاد الجغرافية والتاريخية والاقتصادية التى انعكست من خلال البعدين الثقافى والاجتماعى للشخصية الدمياطية.
3)أظهر الواقع الميدانى أهمية القيم التى وضعها المجتمع الدمياطى لأفراده، وتم غرسها من خلال التنشئة الاجتماعية وقد ظهر دور القيم فى توازن المجتمع واستقراره .
4)توزيع الأدوار وتحديدها لم تكن فقط لتنظيم أفراد المجتمع ولكنها ساهمت فى حفاظ المجتمع على استمرارية قيمه وسماته طالما ألتزم أفراد المجتمع بأداء أدوارهم كما هو متوقع منهم.
5)التنشئة الاجتماعية بوتقة لصهر الأبعاد وتداخلها لنقلها من جيل لآخر، كما أنها مرآة تعكس قيم وسمات المجتمع والأدوار التى يقوم بها أفراده.
6)رغم أن نتائج الدراسة الميدانية أثبتت أن المجتمع الدمياطى يتميز ببعض السمات والقيم التى لا تتفق مع السمات العامة للشعب المصرى ، إلا أن هناك سمات وقيم ثقافية أخرى جاءت لتؤكد أن الشخصية الدمياطية جزء من نسيج وثقافة المجتمع المصرى ككل.