الفهرس 
الإطار العام للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 221 |  |  |
| | | from | 221 | | |
المستخلص
بالرغم من أن مفهوم المجتمع المدني ليس له مضمون أو سياق واحد، إلا أنه باتفاق معظم الباحثين أنه يعني مجموعة من التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة لتحقيق مصالح أفرادها وملتزمة بقيمه ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح. وفي سياق هذا البحث فإن المجتمع المدني هو كل أنواع الأنشطة الطوعية التي تنظمها الجماعة حول قيم ومصالح وأهداف مشتركة، وغايته تقديم الخدمات من خلال تلك الأنشطة التي تشمل العمل السياسي خارج دائرة العمل الحكومي. فالأركان الأساسية لوجود المجتمع المدني هو الفعل الإرادي الحر والتنظيم الجماعي والقاعدة الأخلاقية.
أما منظمات المجتمع المدني فهي مجموعة من الأشخاص الذين ينشئون جمعيات تعمل لأجل قضية مشتركة وتشمل المنظمات غير الحكومية سواء المحلية أو الدولية وتتمتع بالاستقلالية عن الحكومة والقطاع الخاص، وهذه الاستقلالية هي التي تسمح لهذه المنظمات بأن تعمل وتضطلع بدور مهم في أي نظام ديمقراطي.
وتتجلى أهمية منظمات المجتمع المدني في النظام الديمقراطي، من خلال دورها في العملية الانتخابية التي تعتبر جوهر العملية الديمقراطية باعتبارها مجموعة قواعد ومؤسسات لتنظيم الإدارة السلمية للصراع في المجتمع بين الجماعات المتنافسة ذات المصالح المتعارضة سياسياً، وإن الوظيفة المعيارية لمنظمات المجتمع المدني هي إدارة ذلك الصراع سلميا. فمنظمات المجتمع المدني من خلال هذا المنظور تعتبر من أهم قنوات المشاركة في العملية الديمقراطية وتعزيزها. ولضمان عملية انتخابية ناجحة في إطار عمل ديمقراطي فإن منظمات المجتمع المدني تقوم بأدوار مهمة في ذلك من خلال التوعية والتثقيف ومن خلال الرقابة على سير العملية الانتخابية.
هذه الدراسة بعنوان” دور منظمات المجتمع المدني في العملية الانتخابية في ليبيا بعد عام 2011” تركزت على الدورين المذكورين لمنظمات المجتمع المدني في ليبيا لعملية انتخابات المؤتمر الوطني العام 2012. لا شك بأن هذه الدراسة لها دلالاتها العلمية حيث إن مفهوم ووظيفة منظمات المجتمع المدني في ليبيا قد تغيرت منذ قيام الدولة الليبية عام 1951 وحتى 2012 وقت إجراء الانتخابات المذكورة التي غابت طويلاً خلال العهدين الجمهوري والجماهيري من 1969 إلى 2011 لأسباب سياسية وإيديولوجية تتعلق بالديمقراطية المباشرة وسلطة الشعب وفلسفتها السياسية.