![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد سخر الله أئمة كراماً ومحدثين عظاماً لتدوين السنة في السطور بعد حفظها في الصدور، وقد تولى الله حفظ السنة بحفظه القرآن إذ أنها المبينة له الموضحة لمعانيه وحفظ المبيَن يقتضي حفظ المبيِن قال تعالى( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) فالعلماء عامة وأهل الحديث خاصة كلفهم الله مسئولية بلاغ هذا الدين، فيحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فهم حماة السنة وحراس الديانة وأركان الشريعة يدفعون عن أصولها ويذبون عن حياضها ويزودون عن أركانها، فلا يألون في ذاك جهداً ولا يريدون جزاء ولا شكوراً ، ومن هؤلاء الأئمة الأعلام ابن خزيمة وابن حبان، حيث تركا لنا كتابين مهمين ومؤلفين عظيمين يحملان من سنة النبي الأمين r ، فيأتي صحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان في المرتبة التالية لصحيحي البخاري ومسلم ، وما اتفقا عليه في كتابيهما وجاء على شرطيهما صحيح يعمل به، وإن كنا نقدم البخاري ومسلما عليهما لأن الأمة تلقت صحيحيهما بالقبول والرضا التام. فهما أول من صنف في الصحيح المجرد، علماً بأن الصحيح لم تقتصر روايته على البخاري ومسلم فقط ، وإنما روى الصحيحَ غيرُهما بشهادة الشيخين أنفسهما، ومن أعظم المؤلفات التي جمعت الصحيح بعد كتابي البخاري ومسلم كتابي ابن خزيمة وابن حبان، وقد اتفقا على أحاديث كثيرة جمعتها في هذه الرسالة . والله المستعان وعليه التكلان . |