![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص شهدت محافظة شمال سيناء تحولات جذرية في بنائها الاجتماعي بكافة أنساقه منذ حرب التحرير عام 1973م ؛ فمن مجتمع بسيط الكثافة السكانية،متجانس الثقافة تقريبا،يغلب عليه الطابع القبلي ويحكمه القانون العُرفي ، فضلاً عن العزلة الثقافية والتكنولوجية والاقتصادية والجغرافية عن المجتمع الأم الى حد ما ، وذلك مع انتشار الأمية والجهل وغلبة العادات والتقاليد الراسخة عن الأجداد إلى مجتمع انفتح تمام على المجتمع القومي وعلى بقية المحافظات المجاورة له بشكل شبه كلى ، ولعل أهم وأبرز العوامل التي أسهمت فى ذلك التطور هو الإعلام المفتوح والمتاح لجميع أهالي المحافظة طول الوقت ، سهولة ويسر المواصلات ، هجرة الكثير من أبناء محافظات الجمهورية إليها واختلاطهم بأبنائها طوال هذه السنين والذي يعتبر العامل الأساسي والأكثر تأثيرًا على أرض شمال سيناء 0 وعلى الرغم من هذه التحولات التي شاهدتها المحافظة فإن المجتمعات البدوية بوسط سيناء لم تصل إلى تلك الدرجة من التحضر ، ولعل ذلك راجع إلى تأخر وصول وسائل الاتصال السابقة إليها فضلاً عن تمسك أهلها بالبداوة والأعراف المتوارثة عن أجدادهم أضف إلى ذلك ضعف الاحتكاك الثقافي مع أهل الوادي وهو العامل الأهم ؛ حيث يقتصر إقامة أهل الوادي على الشريط الساحلي للمحافظة وخاصة مدينة العريش أما وسط سيناء فهى منطقة صحراوية قاحلة لا توجد بها إقامة حقيقية أو تجمعات سكنية لأهالي الوادي عدا بعض العاملين بالمؤسسات الحكومية فقط وعددهم قليل للغاية وبناءً عليه كان اهتمام الباحث بتلك المجتمعات البدوية بوسط سيناء واعتماده على التعليم فى إحداث التغيير والتطوير بها كما خص الباحث التعليم الثانوي للقيام بذلك الدور من كونه معنيًا بتحقيق كافة أنواع التنمية سواء الثقافية أو الاقتصادية من خلال نوعيه العام والفني ، كما أن له دورًا فى إيجاد مواطن صالح يستطيع الاعتماد على نفسه بعد اجتياز تلك المرحلة والقيام بدور تنموي في مجتمعه الذي يعيش فيه. |