الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كانت مصر من أهم المواقع الإستراتيجية التى إتجهت إليها أنظار الولايات المتحدة الأمريكية عندما قررت دخول الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية . وبدأت ترقب وترصد بإهتمام شديد لكل الأحداث العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر على حد سواء. ووضعت العلاقات المصرية الإسرائيلية فى مقدمة أولوياتها . وعلى ذلك فقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دوراً شديد الأهمية فى الصراع المصرى الإسرائيلى . فكانت محركاً أساسياً لكثير من الاحداث على كلا الجبهتين . فبينما كانت فى بعض الأحيان مؤيده للموقف المصرى ، كانت فى أحيان اخرى مؤيده للجانب الإسرائيلى . فقد تفاوتت مواقفها لهدف أساسى وواضح وهو مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية . فالسياسة كانت وستظل لعبة المصالح . وانطلاقاً من هذا فقد إختلفت سياسة الرئيس الأمريكى ايزنهاور عن خلفاءه جونسون ونيكسون وأخيراً الرئيس كارتر تجاه إسرائيل ومصر فى المواقف ، فلم تسير العلاقات المصرية الامريكية على وتيره واحده ولا العلاقات الإسرائيلية الأمريكية أيضاً . ففى عام 1956 أرغم الرئيس ايزنهاور إسرائيل وبريطانيا وفرنسا على الخروج من مصر وإنهاء العدوان الثلاثى . فى حين أن الرئيس جونسون ساعد إسرائيل فى حرب 1967 بل وإنحاز بشكل قاطع لها بعد انتصارها على مصر ، مؤكداً أنه على مصر أن تتجرع مرارة الهزيمة. وإستمر تأييد الرئيس نيكسون لإسرائيل أثناء حرب الاستنزاف من 1969- الى 1970. وبموت الرئيس جمال عبد الناصر فى آواخر عام 1970 وتولى الرئيس محمد أنور السادات بدأت مرحله جديدة فى تاريخ العلاقات الثلاثية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل . فقد مال الرئيس السادات منذ توليه السلطة إلى فكرة أن إنهاء الصراع المصرى الإسرائيلى فى يد الولايات المتحدة الأمريكية دون سواها - وأقصد بذلك الإتحاد السوفيتى الذى مالت إليه السياسة المصرية إبان حكم جمال عبد الناصر- فكانت مبادرة السادات للسلام وفكرته عن عام الحسم . وعلى الرغم من عدم الحسم إلا أن الدبلوماسية المصرية نشطت للتفاوض حول المقترحات الأمريكية للسلام فى الشرق الأوسط وبرز دور مستشار الأمن القومى الأمريكى هنرى كيسنجر على المسرح السياسى . والمثير للدهشه أن تلك الدبلوماسية الأمريكية كانت أحد أهم الأسباب التى دفعت مصر دفعاً إلى قرار حرب أكتوبر 1973 ، تلك الحرب التى شكلت منعطفاً خطيراً فى الصراع المصرى الإسرائيلى . وبدأ الدور الأمريكى فى مساعى السلام يظهر وبقوه فى فترة الرئيس كارتر وتمت فى عهده زيارة الرئيس السادات للقدس ومعاهدة كامب ديفيد فى 1979. لتبدأ مرحلة السلام المصرى الإسرائيلى الحذر. |