Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الطبقة الوسطى وثورة يناير 2011 /
المؤلف
رياض، هالة محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هالة محمد رياض
مشرف / ثروت شلبي
مناقش / إسماعيل عبد الباري
مناقش / ثروت شلبي
الموضوع
الطبقات الإجتماعية مصر. الثورات.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
257 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الإجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 257

from 257

المستخلص

لم يكن أكثر المتفائلين في مصر يري بمظاهرات 25 يناير بداية ثورة يقل نظيرها على مستوي العالم، وينطبق ذلك على أصحاب الميل الاصلاحي وذوي المزاج الثوري، أو الاصلاحيين والثوريين، في آن معا فالإحباط المتراكم أجتاح ثلاثة أجيال من المصريين على الأقل منذ الجيل الذي كان في الجامعات في أواخر ستينات القرن الماضي، كما أن الفشل الذي منيت به جهود الاصلاح منذ منتصف ثمانينات القرن نفسه أضعف ثقة من سعوا إليه في قدرتهم علي التغيير. وانتشرت عدوي الصراعات في الساحة السياسية المصرية وأصابت الجميع بأشكال مختلفة ودرجات متباينة، حتي عندما أطاحت الثورة التونسية بحكم الرئيس ”زين العابدين بن علي” في 14يناير 2011، ظل أركان النظام في مصر ”نائمين على حرير” وهو ما عبر عنه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في 19 يناير من أن ”مصر ليست تونس.. هذا كلام فارغ”. ويمكن القول بأنه على الرغم من كل العوامل الكامنة في بنية المجتمع الصري طوال ثلاثين عاما وأكثر من فساد واستبداد وظلم اجتماعي وفقر، وبطاله، إلا أن هناك مجموعة من الأحداث الموقفيه والفجائية التي لعبت الدور الحاسم في تفجير الثورة وكانت بمثابة العوامل الظاهرة أو العارضة وراء تفجيرها من ذلك على سبيل المثال مقتل الشاب خالد سعيد وسيد بلال علي يد قوات الشرطة وتفجير كنيسية القديسين بالإسكندرية، وما ترتب عليها من استشهاد العديد من المصريين، ثم جاءت أخيرا الانتخابات البرلمانية 2010 وما شهدته هذه الانتخابات من تزوير فاضح على يد مجموعة من رجال الأعمال الفاسدين والمتعاونين مع السلطة الحاكمة في استنزاف موارد هذه البلد واستغلال ثرواتها لتحقيق مصالحهم ومكاسبهم الشخصية. لعبت تكنولوجيا الاتصالات دورا هاما في الدعوة للثورة المصرية وبخاصة الشبكة العنكبوتية ويأتي دورها من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك الذي أستغله النشطاء السياسيون في مصر للتواصل مع بعضهم البعض وطرح ونشر أفكارهم ومن ثم جاءت الدعوة إلي مظاهرة قوية في يوم 25 يناير الذي اختير ليوافق عيد الشرطة سابقا، وكان لتحديد هذا اليوم تحديدا بالغ الأهمية في المعني والرسالة فقد كانت الرسالة موجهة خصيصا لوزارة الداخلية والأسلوب القمعي الذي تتبعه. قام المواطن المصري وائل غنيم والناشط عبدالرحمن منصور بإنشاء صفحة بعنوان ”كلنا خالد سعيد” في الموقع الاجتماعي فيسبوك علي شبكة الانترنت وكان خالد سعيد قد قتل في الإسكندرية في 6 يونيو عام 2010 بعد أن عزب حتي الموت علي أيدي أثنين من مخبري قسم شرطة سيدي جابر، الأمر الذي أثار سخط الشارع المصري من جانب الشباب من مستخدمي شبكة الانترنت الذي أراد أن يجعل من هذا اليوم عنوانا لرفض النظام القائم في مصر. 18 يوما من الربيع إلي الشتاء، يمثل يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير يوما فاصلا في تاريخ مصر حيث انطلقت الاحتجاجات المصرية كثورة شعبية ذات مطالب اجتماعية واقتصادية فكانت بداية ثورة ضد الفساد والتهميش، ولعل التاريخ يثبت أن أغلب الثورات كانت في بدايتها ثورات خبز حتي الثورة الفرنسية في بدايتها كانت كذلك، إذا فالثورة المصرية مثل كرة الثلج بدأت بالمطالب الاجتماعية، ثم كبرت هذه المطالب لتصبح رغبة راديكالية في نظام برمته، واقتلاع هذا النظام الفاسد من جذوره واقتلاع أيضا حزب له أكثر من ثلاثين عام في الحياه، باعتباره تجسيدًا لمنظومه الفساد هذه المنظومة التي ترتكز على ثلاثية الاستبداد وهي: الاستبداد السياسي، الاستبداد الاقتصادي، الاستبداد الاجتماعي هذين النمطين الآخرين من الاستبداد هما نتيجة حتمية لتزاوج المال والسلطة، ونتيجة لتركز رأس المال عند الفئه الحاكمة والنافذة التي تسيطر على السياسية والاقتصاد وهو ما مثله الرئيس وحاشيته وأعوانه من الوزراء الفاسدين، مما خلق نموذج قائم علي الرأسمالية المشوهة التي تلغي التنافسية، وهذا النمط شائع في الكثير من النظم العربية. أعادت ثورة الشباب المصري الروح إلي الوطنية المصرية الجامعة، وكانت زلزالا هز أركان نظام الرئيس حسني مبارك القائم منذ ثلاثين عاما، فالمتظاهرين المتجمعين في ميدان التحرير وسط القاهرة هم ”رمز لكبرياء الشعب المصري وحلمة”. بالرغم من تقديم الرئيس مبارك عدة مبادرات لم تكن كافيه في نظر المحتجين، من أبرزها: تعديلات دستورية، وتفويض صلاحياته إلي نائبه عمر سليمان، غير أن استمرار التظاهرات وتوسعها أدي في النهاية إلي تنحي مبارك عن السلطة في اليوم الثامن عشر للثورة في 11 فبراير، وذلك بعد ثلاثين عاما قضاها في الحكم. وباعتبار أن الشباب الذين قاموا بالثورة هم من شباب الطبقة الوسطي بكافة شرائحها وأن الطبقة الوسطي تمثل غالبية الشعب المصري فسوف نتطرق بالحديث عن انعكاسات هذه الثورة علي الطبقة الوسطي وهل كسرت هذه الثورة حاجز الخوف لدي هذه الطبقة وما المتوقع أن تكون عليه هذه الطبقة بعد ثورة يناير من المطالبة بحقوقها والدفاع عن مصالحها. فالطبقة الوسطي المصرية هي التي فجرت ثورة يوليو 1952 وها هي الآن أنجبت ثورة 25 يناير وأيضا ثورة 30 يونيو هذه الثورات التي أثرت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا على أوضاع الطبقة الوسطي وهذا ما سنتوصل إليه من خلال هذه الدراسة ومن خلال الدراسة الميدانية لمعرفة مدي انعكاس ثوره 25 يناير و30 يونيو علي أوضاع الطبقة الوسطي الآن، وما هو متوقع أن تكون عليه من وجهة نظر عينة الدراسة التي تمثل كافة شرائح الطبقة الوسطي.