الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أ- أهمية دور مراقب الحسابات في شركات المساهمة:إنَّ تطور المجتمعات سُنة من سنن الخالق على أرضه، ومواكبة هذا التطور تستلزم تدخل المشرِّع، في صلاح الأمة لا يتأتى إلا بصلاح التشريعات التي تكفل العدالة بين أفرادها، وتوفر الاستقرار والطمأنينة بين أرجائها. تعد شركة المساهمة أحد أعظم الإنجازات التي ابتدعها الفكر القانوني خلال تاريخه الطويل( )، وهي بذلك تعتبر العماد الرئيسي للنظام الرأسمالي وأداة التطور الاقتصادي في العصر الحديث. ثمَّ جاء الإسلام وأقرَّ بمشروعية فكرة الشركة بنصوص تتلى إلى يوم الدين، فيقول ربُنا: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}( ). كما روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث قدسي أنَّه قال: (يقول الله تعالى: أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا)( ). فهناك أمران لا يفنيان إلا إذا فنى الجنس البشري، وهما روح المباداة التي تخلق أرباب الأعمال، وروح الادخار التي تخلق أرباب الأموال، فرجال الأعمال هم الذين يدرسون المشروعات ويقدرون ما تحتاج إليه من أموال، ورجال المال مانحون يستقون الأموال من كل معين لتمويل هذه المشروعات، ويقربون الادخار من المؤسسات بمختلف الوسائل المشوقة، فتفزع النفوس إلى تلبية ندائهم، وتسارع إلى إجابة طلباتهم( ). على ضوء ذلك نجد موضوعات شركات المساهمة بشكل عام وآليات إدارتها على وجه الخصوص تثيران اهتمام الباحثيين وتدفعهم إلى البحث في جوانبها القانونية المختلفة. |