![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد المرحلة الجامعية مرحلة مميزة في حياة الفرد؛ لكونها نهاية مرحلة المراهقة وبدايات مرحلة الرشد، فهي فترة صعبة يشوبها التوتر والإحباط، والصراعات والضغوط والقلق، ويتخللها العديد من المشكلات التي مصدرها ما يتعرض له الطالب في الأسرة والمؤسسة التعليمية والمجتمع من ضغوط، وأساليب تنشئة قد تخلق لديه بعض الأزمات على المستوى النفسي والاجتماعي. لذا أصبح الاهتمام بطلبة الجامعة ومشكلاتهم أمراً ملحاً تفرضه علينا طبيعة المرحلة؛ كما أصبح من الضرورة تأهيلهم لمواجهة منظومة الحياة بما فيها من مشكلات متعددة. وتعتبر مشكلة التأخر الدراسي إحدى تلك المشكلات التي تواجه طلبة الجامعة خاصة في السنوات الأولى من الدراسة الجامعية، فالطلاب المتأخرون دراسياً عادة ما ينظر إليهم نظرة دونية من قبل المحيطين بهم، ويجعلهم يحجمون عن التفاعل معهم؛ مما يولد لديهم العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية والانفعالية، ومنها مشكلة الاليكسيثيميا، والتي توصف بأنها اضطراب معرفي– وجداني يعكس نقص قدرة الفرد على تحديد انفعالاته ومشاعره والتمييز بينها وبين تلك الاستجابات الفسيولوجية المصاحبة لها، والتفكير بطريقة تعتمد على خبرات الآخرين أكثر من الاعتماد على خبراته الذاتية. ويعد الشعور بعدم القدرة على تحديد المشاعر والانفعالات وعدم القدرة على نقلها سواء بشكل لفظي أو غير لفظي للآخرين أحد المشكلات التي يعاني منها تلك الشريحة الطلابية، والتي ربما يكون لها بالغ الأثر في سوء توافقهم على المستوى الشخصي والاجتماعي، والقدرة على تكوين صداقات والاعتماد على النفس، مما يتطلب تدخلاً ببعض البرامج الإرشادية أو التدريبية أو حتى العلاجية للحد من مخاطر هذه المشكلة لدى تلك الشريحة الطلابية وهذا ما دفع الباحث للقيام بهذه الدراسة لمحاولة التعرف على قدرة تأثير برنامج علاجي قائم على فنيات واستراتجيات العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي في علاج الاليكسيثيميا لدى عينة من طلبة الجامعة المتأخرين دراسياً. |