Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
البنية الإيقاعية فى شعر ابن زيدون /
المؤلف
محمد, صباح خالد.
هيئة الاعداد
باحث / صباح خالد محمد
مشرف / فوزى سعد عيسى
مناقش / محمد زكريا عنانى
مناقش / رزق عمرى بركات
الموضوع
الشعر العربى - دواوين وقصائد - العصر الأندلسى. الشعر العربى - تاريخ ونقد - العصر الأندلسى. الشعراء الأندلسيون.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
218 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
11/11/2014
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 51

from 51

المستخلص

نخلص الدراسة إلى أن ابن زيدون تناول في شعره أغراضاً بعضها قديم مثل الغزل والمدح والرثاء والشكوى، وبعضها جديد من الحنين إلى الوطن، وهي أغراض تناولها شعراء عصره، ولم يضف غير غرض واحد هو المطيرات، ولم يكن له امتداد من بعده، لأنه لم يكن غرضا مرتبطا بمشاعر الإنسان، وإنما كان مرتبطا بالرياضة الفكرية، وتختلف الرياضيات الذهنية من عصر لآخر، بينما تستمر المشاعر الإنسانية على امتداد الزمن، فان الخوف الذي هز قلب رجل الإنسان في العصر الحجري حين فاجئه وحش كاسر يتساوى مع الخوف الذي يهز قلب رجل الفضاء يفاجئه احد الكويكبات يندفع في اتجاه مركبته الفضائية، ولهذا يرغب الشعراء في التعبير عن المشاعر الإنسانية، ولا يحتفون كثيراً بما ينتمي إلى الألغاز والأحاجي من الكتابات.( ) وقد امتازت أشعار ابن زيدون بالرغم من انه تناول الأغراض المتداولة، لأن صدق تجربته جعل انهار الإبداع تتدفق كالفيض التلقائي، تُحْكَمُ الصنعة حتى كأن ليس في الفن صنعة، ويتقن اللحن حتى كأنه مقبل من السماء، لم تضربه الأنامل، ولا عزفت به الأوتار، أن الفن لينفعل بين يدي الكاتب حتى لتهتز ذبذباته.( )وتدور في سماء المشاعر فتستقطب القلوب في تجربة الشاعر المتميز. ولعل سبب تفرد ابن زيدون يرجع إلى ما تحقق في شعره من ظواهر فنية فرقت بينه وبين غيره من الشعراء؛ لقد استطاع أن يكون له عالماً منفرداً من خلال استخدام لغوي متميز، والشعر لغة خاصة يتملكها الشاعر، يتحكم في أدواتها ويطوعها، ويخلق منها جديداً وعلاقات متفردة( ) ويستمد الشاعر تلك اللغة الخاصة من موهبة متدفقة، قادرة على أن تفتح أمامه أبواباً جديدة للإبداع، كما يستمد لغته مما حصله من معارف، حيث المعرفة متاع ثمين( ) ينفق الشاعر منه فلا ينقص، وقد استطاع ابن زيدون أن يقدم فناً شعرياً راقياً لأنه اهتم ببنية القصيدة، وأجاد استخدام اللغة والتصوير والموسيقى من خلال تعبيره عن تجربة إنسانية صادقة .
وكان يتمتع بإحساس عميق بالنغم، أهله لاستخدام التفعيلات بطاقتها النغمية كاملة، ونوع في موسيقى التفعيلة بالاستعانة بالزحافات والعلل التي تمنح الكلمات مساحات نغمية تكسر حدة الإيقاع سعياً إلى تحقيق الجمال الموسيقى في القصيدة، ولعل في كتابته على بحر المنسرح (مستفعلن مفعولات مستفعلن) إشارة إلى صفاء أذنه وقوة حساسة بالنغم، أو شاعر وهبه الله – عز وجل- مقدرة نغمية رفيعة.
كما تنوعت استخدامات ابن زيدون بين البحور الطويلة والبحور القصيرة من ناحية، وبين البحور ومجزوءاتها من ناحية أخرى، ولاحظنا أن البحر الطويل نال النصيب الأكبر من قصائد ابن زيدون بالقياس إلى بقية البحور التي كتب عليها شعره، وأن مجزوء الرمل حظي بأكبر عدد من القصائد بين مجزوءات البحور والبحور القصيرة التي كتب عليها .
وقد أهمل ابن زيدون ثلث بحور الشعر المطروقة، فلم يكتب على خمسة بحور من الستة عشر بحراً.
وإن الحالة النفسية للشاعر-لحظة البدء في إبداع القصيدة- مثلما تستدعي كلمات بعينها تستدعي أيضاً نسيجاً نغمياً بعينه، فإنه يخطر ببال الشاعر بعض الكلمات في نسق موسيقي يميل إليه الشاعر في تلك اللحظة، ومن هنا تتخير القصيدة وزنها، ولعل في ذلك تفسيراً لكتابة ابن زيدون عدداً كبيراً من القصائد على بحر ما، وعدداً قليلا على أخر، ولعل فيه تفسيراً- أيضاً- لاختيار الشاعر بعض البحور وإهماله بعضها. لكنه على أي حال استطاع استخدام طاقات البحور التي كتب عليها، فأخرج منها كنوزها النغمية، محققاً بذلك جمالاً أخاذا في شعره .
أدى حسن التقسيم إلى ثراء موسيقي زاد من جمال الأبيات، وعمق من تأثيرها في النفوس، وساعد في تواصل المعنى إلى المتلقي من خلال مشاعر دافئة متدفقة، مما حقق التواصل مع تجربة ابن زيدون .
وإنّ اِتّساق النّص واِنسجامه هو حبك و سبك الأجزاء المشكلة للنّص، ويهتّم فيه بالآليات والوسائل اللّغوية الّتي تربط النّص كالعطف، الشرط والظرف باعتبارها أدوات، والاستفهام، التعجّب والنداء كإشارات موحية ودوال للتنغـيم، والتخصيص على الوصفية كإحالة، وهذا ما سعت إليه اللّسانيات النّصية من أنّ النّص بنية متماسكة ذات نسق داخلي، تربط بين عناصره علاقات منطقية تسهم في بناء النّظام الداخلي للنّص، وهذا ما طبقناه في شعر ابن زيدون وهدفنا الكشف عن القرائن والقوانين و المعايير الّتي يستقيم بها النّص لتحقيق ظاهرة التّـوازي الموسيقي الحاصل من هذه الآليات والوسائل اللّغوية الشكلية التي تأثر بشكل مباشر على المتلقي وتخلق نسيج من المفاهيم الشعورية والانفعالية لديه.
ولقد حفل شعر ابن زيدون، بمختلف أنماط وأشكال التّوازي، الّذي خلق زخارف جمالية إيقاعية ودلاليا في عملية إنتاج الخطاب الشّعري.