الفهرس 
القيم البيئية - مجتمع البادية
خصائص القيم البيئيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 368 |  |  |
| | | from | 368 | | |
المستخلص
للتقدم التكنولوجي الهائل وتسارع عجلة التنمية على الأصعدة المختلفة تأثي ا ر سلب يا بال غ ا في البيئة
الطبيعية؛ حيث ظهرت العديد من المشكلات كالتل وث، واستن ا زف الموارد، والإس ا رف في
الاستهلاك، والتصحر، والصيد الجائر، والاحتباس الح ا رري، وغير ذلك من المشكلات التي تؤثر
في صحة البشر وحياتهم.
ولقد أدى الاستخدام غير العقلاني للتطور العلمي والتكنولوجي، وعدم م ا رعاة الأنظمة البيئية من
قبل الإنسان إلى ظهور العديد من القضايا والمشكلات البيئية الخطيرة التي باتت تهدد حياته
وبقاءه على سطح الأرض، ومهما سنت الدول من القوانين والتشريعات الخاصة بحماية البيئة
فالقوانين لا تستطيع وحدها أن تحقق الغرض المرجو منها، ولا يمكن أن تكفل التصرف السليم
للإنسان تجاه بيئته، فلا سبيل إلى إحداث التغي ا رت في السلوك البشري تجاه البيئة إلا باعتناق
الفرد إ ا ردة جادة لمجموعة من القيم البيئية الإيجابية التي تصبح أسا س ا لسلوكيات سوية مع البيئة.
ومن هنا برزت أهمية التعليم والتثقيف والتنور بقضايا علاقة الإنسان بأحوال بيئته؛ لأن ذلك هو
المدخل السليم لترشيد سلوك الإنسان وتبصيره بالتوابع البيئية لعمله حتى يستعيد الإنسان
الانسجام بين حياته ومتطلباتها وبين الات ا زن السليم في النظم البيئية التي يعيش في إطارها
.)52 ، )محمد صابر سليم، 9111
ولهذا عقدت المؤتم ا رت والندوات واللقاءات وخططت الب ا رمج والمشروعات على كافة المستويات
الدولية والإقليمية والمحلية لمناقشة المشكلات البيئية ومخاطرها وتأثي ا رتها وتوجيه الاهتمام إلى
ضرورة تربية الإنسان تربية بيئية تمكنه من مواجهة هذه المشكلات والتصدي لها، وتأكي د ا لذلك
اعتبرت الأمم المتحدة أن التربية البيئية هي التربية الفعالة لكل البشر)أي التربية الوظيفية( التي
تمد الفرد بالمعرفة الأساسية والمها ا رت والدوافع لمواجهة الاحتياجات البيئية وللمساهمة في التنمية
المستدامة، كما دعت لضرورة تضمين التربية البيئية في مناهج الد ا رسية في مختلف المستويات
ولجميع الم ا رحل التعليمية.
وأصبحت قضايا البيئة ومشكلاتها ومخاطرها من القضايا الملحة في الآونة الأخيرة، ولها أولويات
خاصة في دول العالم نظ ا ر لارتباط هذه القضايا والمخاطر بشكل صريح بحياة وصحة الإنسان؛
فإن سلوكيات الإنسان في الحياة المعاصرة في ظل سيادة الفردية والأنماط الاستهلاكية لم يؤد
إلى ظهور هذه المشكلات وتلك المخاطر فحسب بل أي ض ا إلى تفاقمها بشكل كبير.