Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تصوير الرواية للتغير الاجتماعى فى المجتمع المصرى /
المؤلف
بدير، منى محمد المتولى.
هيئة الاعداد
باحث / منى محمد المتولى بدير
مشرف / إجلال حلمى
مشرف / عبد الناصر حسن محمد
مناقش / عبد الناصر حسن محمد
الموضوع
التغير الإجتماعي.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
398 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - علم الإجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 398

from 398

المستخلص

مقدمة:
يتكون الجانب الإجرائى فى البحث من جملة المفاهيم والأفكار، والرؤى التى ينطوى عليها البحث ليحدد طرق، وأدوات التحليل التى سيتم استخدامها فى التعامل مع المادة العلمية من أجل الإجابة على التساؤلات، أو حل الإشكاليات التى سيطرحها. ودون الاهتمام بالجانب الإجرائى فى الدراسات التطبيقية أو البحوث ”الإمبريقية” ستظل هناك دائماً فجوة كبيرة بين الأسس النظرية والمنهجية التى بلورها الباحث وبين الجوانب العملية التى يخوض غمارها، سواء كانت تحليل نصوص، أو رصد ظواهر حياتية معينة ميدانياً، ولذا يصبح ذلك الجانب مهماً فى وضع الخطوط التى تضمن تقليل تلك الفجوة بقدر الإمكان.
وانطلاقاً من هذا فقد خصصت الباحثة الفصل الأول لعرض مشكلة الدراسة وتحديد أهدافها وتساؤلاتها الأساسية، وكذا نوع أساليب الدراسة والأدوات المستخدمة فيها.
أولا : موضوع الدراسة وأهميتها
تنتمي الدراسة التى نحن بصددها لفرع علم اجتماع الأدب بشكل عام، وعلم اجتماع الرواية بشكل خاص، وعلم اجتماع الأدب هو أحد فروع علم الاجتماع الذى يدرس الظاهرة الاجتماعية فى جميع مراحلها التاريخية، وكل ما يتصل بها، وما يتأثر بها أو يتفاعل معها من الوجهة الاجتماعية، أما على الصعيد الأدبى فيرصد علم اجتماع الأدب الرواية كأحد الأجناس الأدبية التى تصور الواقع الاجتماعى فى مختلف مراحل تطوره، وكل حالاته، وتضع الفروع فى مواجهة إشكالياته.
وقد ارتبط الأدب المصرى بالتغيرات التى تطرأ على الواقع، وكانت الرواية كجنس أدبى، أحد الأنواع الأدبية، والتى من خلالها عبر المبدع العربى عن واقع مجتمعه ،ويعود ذلك إلى سيطرة الأحداث والتحولات الاجتماعية والسياسية على المجتمع العربى منذ مطلع القرن العشرين وحتى الآن.” كما تعد الرواية ترمومترا يقيس حرارة المجتمع لأنها تتشرب بملامح التيارات الفكرية التى يموج بها وتتكيف مع كل المواقف، وتتعقب الظروف التى تحيط بالناس، لذا فهى تعد أهم الوسائل التى يمكن من خلالها قراءة الأحوال الاجتماعية بجميع تفاصيلها وألوانها، والوقوف على مواطن الخلل والألم فى مسيرة الإنسان اليومية”. (عمار على حسن ،2002، 88 ) كما أن النص الأدبى يعد امتداداً للواقع الذى يعيشه الأديب.
ولذا فإنه يتأثر بطبيعة القضايا السياسية والاجتماعية التى تطرح وقت إنتاجه . والعلاقة بين الكاتب وعصره ظاهرة لا تخطئها النظرة السريعة، فصور التاريخ كفيلة بأن تمدنا بعدد من الأمثلة التى تؤكد الرابطة الوثيقة بين تلك الآثار وروح العصر الذى كتبت فيه، ولم يكن هذا عن عمد من أصحابها فعناصر الحياة قائمة حول الكاتب، وهو حر فى أن يتناولها على أوجه ما يختار، وهذه العناصر منها الخاص الذى يتعلق بحياة الأديب الشخصية ومنها ما يمثل هموما عامة تمس قطاعات عريضة من البشر ويتفاعل معها الأديب سلبا وإيجابيا، وينتج عن تفاعله هذا نصوص أدبية مختلفة. والعامل الأساسى الذى يميز عملا أدبيا دون غيره هو مدى تعبيره عن أحداث العصر الذى تم تأليفه فيه، وبقدر مشاركة الأديب فى تلك الأحداث يتحدد عمق إنتاجه.
لذا فإنه من الصعب علينا أن نفهم الأدب وخاصة الرواية دون ربطه بالقضايا التى فرضت نفسها على الواقع المعاش، وبحسب اللحظة التاريخية التى أنتج فيها، وأهم من ذلك كله وفق رؤية العالم، التى يصدر عنها . وفقد اختارت الباحثة روايات (نجيب محفوظ) والذى يشكل إبداعه الروائى منذ الأربعينيات حتى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى، وثيقة بالصورة والرموز والتخيل لحركة الحياة البشرية فى المجتمع كليتها سياسيا واجتماعيا وثقافيا. ”كما عكست رواياته تغيرات المجتمع المختلفة، حيث إنه لا يكتفى بمجرد الرصد أو التشخيص فقط، إنما يرقى إلى مستوى الناقد الذى يبنى رؤية متماسكة للعالم انعكست على مجمل إنتاجه (السيد ياسين ،2000، 264 )
ثانيا: أهداف الدراسة وتساؤلاتها
تسعى الدراسة الراهنة إلى رصد التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى أدب نجيب محفوظ، ولتحقيق هذا الهدف طرحت الباحثة مجموعة من التساؤلات أهمها :
1- ما التغيرات الاجتماعية التى عبرت عنها الروايات المختارة ؟
ويندرج تحت هذا التساؤل عدة تساؤلات فرعية :
أ– ما التغير الذى حدث فى العائلة البورجوازية فى الروايات المختارة ؟
ب- ما التغير الذى حدث فى صورة المرأة فى النصف الأول، والثانى من القرن العشرين كما طرحته الروايات ؟
ج‌- ما طبيعة الحراك الاجتماعى للطبقة الوسطى وقنواته كما طرحته الروايات المختارة ؟
د - كيف عبرت الروايات المختارة عن المجتمع الانتقالى وقيمه الدينية المتغيرة ؟
2- ما تأثير التغيرات الاقتصادية على الطبقة الوسطى فى الروايات المختارة؟
3- ما تأثير التغيرات السياسية على الطبقة الوسطى فى الروايات المختارة ؟
4- ما طبيعة الصلة بين الإبداع الروائى عند نجيب محفوظ وبين السياق الاجتماعى والتاريخى الذى أنتجت فيه رواياته؟
5- ما رؤية الأديب للعالم التى يمكن التوصل إليها من خلال تحليل رواياته؟
ثالثا : فصول الدراسة
قسمت الباحثه الدراسة إلى بابين يشملان على تسعة فصول :
الباب الأول : الإطار النظرى للدراسة ويحتوى على أربعة فصول.
الفصل الأول: تعرض الباحثة فيه: موضوع الدراسة وأهميتها، وأهداف الدراسة، وتساؤلاتها، الأساليب والأدوات المستخدمة فى الدراسة.
الفصل الثانى: وتعرض الباحثة فيه للمفاهيم الأساسية وآلياتها النظرية، التغير الاجتماعى، مفهوم التغير وأنواعه، وعوامله، وآلياته النظرية، الرواية، المفهوم، النشأة والجذور، وآلياتها النظرية.
الفصل الثالث: وتعرض الباحثة فيه الاتجاهات النظرية فى علم اجتماع الأدب
الفصل الرابع: الدراسات السابقة
الباب الثانى: ويحتوى على التحليل السوسيولوجى للروايات المختارة ويشمل خمسة فصول.
الفصل الخامس: الإطار العام للروايات المختارة وتعرض الباحثة فيه: العنوان والدلالة السوسيولوجية، الأحداث، الزمان، المكان، الشخصيات، الراوى والشخصية.
الفصل السادس: التغير الاجتماعى فى العصر الليبرالى قبل الثورة تحليل سوسيولوجى للثلاثية (بين القصرين - قصر الشوق- السكرية)
الفصل السابع: التغير الاجتماعى من الاشتراكية إلى التعددية والانفتاح تحليل سوسيولوجى لروايات: السمان والخريف، ميرامار، أفراح القبة، يوم قتل الزعيم.
الفصل الثامن: التغير الاجتماعى من مرحلة ما قبل الثورة إلى مرحلة التعددية والانفتاح.
الفصل التاسع: رؤية العالم بين الروايات والواقع والأديب
وفى النهاية نتائج واستخلاصات الدراسة.
رابعاً : مفاهيم الدراسة
1ـ التعريف الإجرائى للرواية (Novel)
هى تلك الرواية التى ترصد التغيرات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية التى حدثت فى فترة ما بين الحربين العالميتين وتمتد إلى منتصف الثمانينيات، كما ترصد صراعات القوى، والأحداث التاريخية العالمية والمحلية، ومدى تأثير ذلك على سياق تطورات الحياة المصرية، والأسرة البرجوازية، التى تعد مرآة للتغيرات بشموليتها السياسية والثقافية، كما تقدم الصراع الطبقى فى المجتمع، والمصالح السياسية لبعض الفئات الاجتماعية، والموقف من السلطة الحاكمة بشكل مباشر.
2ـ التعريف الإجرائى للتغير الاجتماعى Social Change
هو التغير الذى حدث للطبقة الوسطى فى الفترة من 1919 إلى 1980 سواء كان تغيراً اجتماعياً، أو اقتصادياً، أو سياسياً وعمل على تغيير مسار هذه الطبقة.
خامسا : الأساليب المستخدمة فى الدراسة
استدعت الدراسة استخدام عدد من الأساليب التى تساعد على تحليل هدف الدراسة والإجابة على تساؤلاتها فمنها:
الأسلوب التاريخى، الأسلوب الوصفى التحليلى
سادسا: عينة الدراسة
قسمت الباحثة الفترات التاريخية إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: ما بين الحربين أو المرحلة الليبرالية المصرية قبل الثورة واختارت منها : ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين - قصر الشوق - السكرية)
المرحلة الثانية: وهى مرحلة الاشتراكية (المرحلة الناصرية) وقد اختارت الباحثة من هذه المرحلة رواية (السمان والخريف) الرواية الثانية وهى (ميرامار)
أما المرحلة الثالثة: وهى مرحلة الليبرالية الجديدة بعد الثورة، فقد اختارت منها روايتى (أفراح القبة، ويوم قتل الزعيم)
اختارت الباحثة الروايات بالطريقة العمدية، بحيث تكون الروايات المختارة معبرة عن جميع التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى مر بها المجتمع المصرى بدءاً من فترة العشرينيات إلى منتصف الثمانينيات، وتكون الأحداث التاريخية واضحة بدرجة كبيرة من خلال شخوص الرواية.
سابعا : الآلية المقترحة لقراءة وتحليل وفهم روايات نجيب محفوظ المختارة من خلال منهج لوسيان جولدمان
حيث تشير الدراسة التحليلية للروايات المختارة . وهى تقابل مرحلة التفسير لدى جولدمان وهنا يتم القراءة الداخلية للنصوص بمعزل عن التأثيرات الخارجية قدر الإمكان، ويقابل هذا التناول التفسيرى مرحلة أخرى تركز على الشرح وهى تتناول القراءة السابقة بشكل موسع يعتمد على المقابلة والمراوحه المستمرة بين الداخل والخارج، وهذا يرتبط إلى حد كبير بالفهم والتحليل، وكلتا المرحلتين السابقتين يتم التعامل معهما من خلال قراءة الخطاب حيث تقرأ الرواية فى ضوء الإطار الخاص بها ثم يتم قراءتها مرة أخرى فى ضوء الإطار المرجعى الأشمل وهو السياق الاجتماعى، وسوف يتم استخدام أسلوب التحليل الغرضى أو الاستشهادى عن طريق اختيار فقرات من الروايات المختارة.
وفى إطار الدراسة الراهنة التى توضح التغيرات الاجتماعية التى مر بها المجتمع المصرى سيتم الإشارة إلى أكثر من حقبة زمنية عبرت عنها الروايات بدءاً من فترة ما قبل العشرينيات من القرن الماضى إلى منتصف الثمانينيات من ذات القرن، وهى الفترة الزمنية التى عبرت عنها الروايات المختارة بل ومعظم روايات أديب الدراسة الراهنة.
وكما يمكن التوصل إلى رؤية الأديب للعالم من خلال تحليل أحاديثه المختلفة إبان الفترة التاريخية المحددة فى الدراسة، يمكننا من خلال هذه الأحاديث التعرف على أصوله الاجتماعية وانتماءاته الطبقية والتأثيرات الفكرية المختلفة التى أثرت فى تفكيره وساعدته على بلورة توجهاته الفكرية والإيديولوجية.
ثامنا : نتائج الدراسة
حاولنا من خلال تحليل الروايات السبع فى الإجابة على تساؤلات الدراسة وكانت النتائج كما يلى :
1- رصدت الثلاثية التغيرات الاجتماعية فى الأسرة البرجوازية الصغيرة فى النصف الأول من القرن العشرين من خلال أسرة السيد أحمد عبد الجواد حيث أوضحت الروايات طبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة فى هذة الطبقة، والعلاقة بين الأب والأبناء، والعلاقة بين الأبناء بعضهم البعض، وأسلوب التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة، والدور الذى يلعبة رب الأسرة وتقرير مصير أبنائها ذكورا وإناثا . كما رصدت روايتا أفراح القبة ويوم قتل الزعيم التغيرات الاجتماعية التى حدثت فى العائلة البرجوازية فى ظل سياسات الانفتاح الاقتصادى من خلال أسرتى كرم يونس ومحتشمى زايد.
2- قدم نجيب محفوظ نماذج التنوع الطبقى للمرأة فى المجتمع فى النصف الأول والثانى من القرن العشرين :
المرأة فى الطبقة العليا والأرستقراطية والتى صورها محفوظ بأنها نصف باريسية، ونصف مصرية فالزواج بها والعلاقة معها كانت عملية غزو اجتماعى بعيد المنال، خاصة إذا كان الزوج من الطبقة الوسطى . لذلك ارتبطت هذه الصورة بالحب المثالى كحب كمال لعايدة شداد.
وتمثل قدرية وسلوى فى رواية ”السمان والخريف” صورة المرأة فى بداية النصف الثانى من القرن العشرين، وهى صورة تقليدية وتعتبر امتدادا للصورة القديمة التى تحصر المرأة فى الأمور المنزلية وتربية الأطفال.
المرأة فى الطبقة المتوسطة وهى التى تتمسك بالتقاليد الاجتماعية والقيم الأخلاقية والثقافية..إلخ، لأن الطبقة المتوسطة تتسم دائما بالمحافظة على القيم والتمسك بالتقاليد . ولقد أولى نجيب محفوظ المرأة فى الطبقة الوسطى عناية خاصة عرض لها - فى الثلاثية - فى ثلاثة أجيال متعاقبة : أمينة الزوجة والأم امرأة الطبقة الوسطى فى الربع الأول من القرن العشرين التى تجسد العبودية المنزلية وأسر المرأة فهى تسعى لراحة زوجها بتفان كل ليلة، ابنتيها خديجة وعائشة و تمثلان صورة المرأة فى الربع الثانى من نفس القرن . ثم يقدم محفوظ صور جديدة لامرأة الطبقة الوسطى بعد ثورة يوليو وخاصة بعد أن حصلت المرأة على الحقوق السياسية عام 1956 (حق الانتخاب وحق الترشيح ) وعينت فى المناصب الوزارية، وقد أنعكس ذلك فى شخصيات محفوظ النسائية فأصبحنا نجد الفتاة الجامعية والموظفة مثل علية، درية فى ميرامار ورندة فى يوم قتل الزعيم .
المرأة فى الطبقة الدنيا الطبقة الفقيرة” وهى التى اقترنت صورتها فى الثلاثية باحتراف البغاء وتجارة الجسد وإن استقر ذلك أحياناً تحت اسم الفن رقصا وغناء، وهو ما عرف بدنيا العوالم وكذلك تقترن صورة المرأة الفقيرة بالخدمة فى بيوت الأغنياء . ثم حدث تغير لهذه الصورة بعد ثورة يوليو 1952 نتيجة لما أتاحته الثورة من امتيازات للمرأة فقدم نجيب محفوظ صورة زهرة فى رواية ميرامار والتى تحاول أن تنتشل من الفقر لذا تسرع فى التعليم لكى لا تظل خادمة . صورة أخرى قدمها محفوظ للمرأة فى ظل الانفتاح الاقتصادى وهى حليمة الكبش التى تحرم من التعليم الذى يمكنها من الحصول على دخل محترم وعند وفاة والدها تترك المدرسة لكى تعمل وتواجه ظروف الحياة . رصد نجيب محفوظ التغيرات الاجتماعية فى النصف الثانى من القرن العشرين من خلال البطل الجديد الذى يعيش وحده ويواجه العالم وحده، وتحدث مأساته بعيداً عن أسرته. ويعكس محفوظ فى هذه المرحلة بقدر واضح أزمة المثقفين فى فترة مهمة ومؤثرة فى تاريخ وتغير المجتمع المصرى، وهى فترة مابعد ثورة يوليو 1952 والفترة اللاحقة لها والتى عرفت بمرحلة التحول الاشتراكى من خلال شخصيات مثل عيسى الدباغ الذى لم يجد لقدميه موطئا فى المجتمع الجديد، وحاول استئناف السير، ولكن البداية كانت شديدة تدفع إلى اليأس فراح يتشكك فى المستقبل لعدم وضوحه. و قد اختلف عيسى جذريا عن عامر وجدى نزيل ميرامار الذى حمل الماضى معه و أصبح فى الحاضر يعيش متأملا، وأعطى نفسه حق إصدار الأحكام.
4- قدم نجيب محفوظ قنوات للحراك الاجتماعى وصعودالشخصيات السلم الاجتماعى ومن أهم هذه القنوات : الزواج - الوصولية والانحراف- التعليم- الانتماء السياسى والتنظيم الحزبى .
5- تحملت الطبقة الوسطى الصغيرة أعباء الأزمات الاقتصادية والظروف غير المواتية للتقدمها وعيشها المطمئن من الناحية الاقتصادية، وقد صور محفوظ آثار هذه الأزمات على شخوص رواياته، ومن بين الأزمات التى أشارت إليها نجيب محفوظ بعد الحرب العالمية الأولى ارتفاع الأسعار واختفاء المواد الضرورية و الأزمة الاقتصادية التى واجهتها مصر عام 1930وما تلاه من أعوام، إن كانت حدة هذه الأزمات لم تتضح بجلاء فى الثلاثية كما ظهرت فى روايات أخرى مثل القاهرة الجديدة، وبداية ونهاية، وزقاق المدق عانت الأزمات الاقتصادية واهتزاز نسق القيم نتيجة التضامن بين الشرق والغرب .
6- رصد نجيب محفوظ ارتفاع مكانة الطبقة الوسطى بعد ثورة يوليو 1952 بينما شهدت الطبقة الأرستقراطية انكماشا هائلا مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة وخاصة بعد قوانين الإصلاح الزراعى وقوانين التأميم التى أدت إلى تصفية كبار الرأسمالية، واتضح ذلك فى شخصيات عيسى الدباغ فى رواية السمان والخريف، وطلبة مرزوق، وحسنى علام فى رواية ميرامار.
7- شهدت الطبقة الوسطى بعد سياسات الانفتاح الاقتصادى أوضاعا إجتماعية صعبة، فقد سحبت امتيازاتها السابقة الواحدة تلو الأخرى حتى أصبحت هذه الطبقة تعانى عدم إشباع حاجاتها الأساسية فى ظل مجتمع أصبحت آليات السوق تتحكم بقسوة فيه . وقد عبر نجيب محفوظ عن ذلك فى روايته، أفراح القبة، ويوم قتل الزعيم.
8- اتضح من نتائج الدراسة أن هناك صلة بين الإبداع الروائى عند نجيب محفوظ وبين السياق الاجتماعى والتاريخى الذى أنتجت فيه رواياته . وهذا التساؤل حاولت الباحثة الإجابة عليه من خلال الفصل الثامن.
9- تجاوز نجيب محفوظ ذاتة الفردية وعبر عن وعى جمعى وهو وعى الطبقة الاجتماعية وهى الطبقة البرجوازية الناشئة فى أعقاب ثورة 1919، وتمثلت بعد ذلك فى حزب الوفد الذى انتمى محفوظ إليه عضوا بجناح اليسار الوفدى . لذافهو صاحب رؤية متماسكة للعالم انعكست على مجمل إنتاجه.