الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أن الله -عز وجل- هو الذي أنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين، علي نبي عربي أمين ، ثم هو الذي دعا إلي التدبر في آياته وكلماته، ثم هو –عز وجل- قدر تباين فهم النحاة للكلمة والجملة القرآنية، بما فتح الباب للآراء أن تختلف بما يثري المعاني، فتؤدي المعاني المتعددة المتنوعة بعبارات قليلة موجزة، بل بعلامة إعرابية واحدة من ضمة أو فتحة أو كسرة أو سكون. وهذا قمة الإعجاز. وترجع أهمية الموضوع إلي :- 1- هذا الموضوع يعد مهما لاتصاله بالقرآن الكريم الذي يمثل وعاء اللغة العربية الخالد، ويعد أول أدلة الشريعة بفروعها والعربية بقواعدها، وإنه يؤكد آصرة القرابة بين علوم العربية وعلوم الشريعة الإسلامية. 2- هذا الموضوع يؤكد حقيقة مؤداها ” أن العلاقة بين النحو والمعني علاقة تبادلية”، فإذا كان الإعراب فرع المعني – كما هو معروف وشائع- فإن شيئا آخر ينبغي أن يعلم وهو أن المعني قد يتفرع عن الإعراب ليكون بذلك قرينة من قرائن الدلالة. 3- هذا الموضوع يرفع القواعد – بإضافة وتوسعة- لفكرة وضع أساسها، تربط الأوجه الإعرابية بالإعجاز اللغوي للقرآن الكريم، فتعدد الأوجه الإعرابية للكلمة أو الجملة القرآنية يجعلنا وكأننا لسنا أمام آية واحدة، وإنما أمام عدد من الآيات بعدد الأوجه الإعرابية المختلفة، الأمر الذي يعني السعة والثراء في دلالات الآيات. 4- هذا الموضوع يحول لفت الأنظار إلي آثار تعدد التوجيه الإعرابي علي دلالات آيات الكتاب، وما يلقي به هذا التعدد من ظلال وارفة وأضواء كاشفة علي المسائل العقدية والأحكام الفقهية والمعاني التفسيرية. 5- هذا الموضوع يظهر عبقرية وألمعية الإمام الشوكاني - رحمه الله- عند عرضه لاختلاف معاني القرآن الآيات ودلالاتها تبعا لاختلاف توجيهات إعرابها، مما يدل علي إدراكه العملي العميق لحقيقة خروج المعني من عباءة الإعراب أحيانا. |